على الضفة اليمنى من نهر الفرات وعلى بعد 100 كم عن محافظة دير الزور تقع قرية "العباس" التي تتميز بطبيعتها الخلابة ومزروعاتها المتنوعة وأشجارها المثمرة إضافة إلى طيبة أهلها وحفاظهم على عاداتهم وتقاليدهم.

للتعرف أكثر على قرية "العباس" التقت مدونة وطن "eSyria" في 21/9/2013 المدرس "محمد الحسن" وهو من أهالي القرية والذي حدثنا عن جمال القرية وموقعها بالقول: «قرية العباس من القرى الجميلة التي منحها الخالق طبيعة خلابة يخشع لها قلب الناظر أو كل من يزورها لتمضية بعض الوقت فيها، فهي تقع على الضفة اليمنى من نهر الفرات، وتبعد عن مركز المحافظة "دير الزور" 100 كيلو متر وتتبع لناحية "البوكمال" وتبعد عنها حوالي 40 كيلو متراً وتتبع قرية "العباس" لبلدية "القطعة" والتي تبعد عنها حوالي 5 كيلو مترات شرقاً، وتجاورها من الغرب بلدة "الصالحية" التي تحوي آثار "دورا أوروبس" ويرتادها الزوار والسياح من كل حدب وصوب، ومن القرى التي تجاورها أيضاً قرية "الطواطحة" وقرية "المجاودة"».

إضافة للزارعة يعتمد السكان على تربية الماشية من أغنام وأبقار، وأيضاً صيد السمك بأنواع عديدة من أسماك المياه العذبة قل مثيلها في العالم كالفرخ والبوري والبني والرومي والمجنس والخشيني وأبو الزنير والجري وأبو حليق والمشط والكادب والتريس بالإضافة إلى السلاحف الضخمة التي تسمى "الرفش"

وعن سكان القرية والتسمية يضيف: «يبلغ عدد سكان قرية العباس ستة آلاف نسمة يتميزون بطيبتهم وكرمهم وحفاظهم على عاداتهم وتقاليدهم المتوارثة من إغاثة للملهوف وإكرام للضيف، وهم ينتمون إلى عشيرة "الدميم" وهي إحدى عشائر "العقيدات" المهمة والكبيرة والتي تمتد على نطاق واسع في عدد من القرى المنتشرة على ضفاف نهر الفرات في منطقة "البوكمال" فتتواجد في قرية "المصلخة" مركز العشيرة وقرية "الصالحية" وقرية "الطواطحه" وقرية "العباس" وقرية "الغبره" وقرية "البحره" على خط الجزيرة ونسب العشيرة هم أبناء دميم السليمان الحمود الجمال "الشمال" و"العباس" هم أحفاد عباس الحسن الدميم ومنه أخذت القرية اسمها».

قرية العباس

وعن المحاصيل الزراعية ومصادر الرزق في القرية يحدثنا المزارع "عايد العلي" من سكان القرية بالقول: «يعتبر القطن من المحاصيل الهامة في القرية بالإضافة إلى القمح والشعير والسمسم والذرة والقنب والعدس والشوندر السكري والبامية والباذنجان والبندورة والكوسا والقرع والفول والفستق والخس والفجل والبصل والبقدونس والنعناع والجزر والفلفل واللهانة والثوم والحمص وأنواع أخرى متعددة، كما تتوافر الأشجار المثمرة وتكاد تمتد مساحة المزروعات والأشجار في كل شبر من القرية وفيها الكثير من البساتين وأشجار التفاح والمشمش والتوت والكمثرى والكرز والبرتقال والليمون والعنب والرمان والتين والأجاص والخوخ وأنواع أخرى كثيرة تملأ البساتين على امتداد ضفتي نهر الفرات في القرية».

ويتابع: «إضافة للزارعة يعتمد السكان على تربية الماشية من أغنام وأبقار، وأيضاً صيد السمك بأنواع عديدة من أسماك المياه العذبة قل مثيلها في العالم كالفرخ والبوري والبني والرومي والمجنس والخشيني وأبو الزنير والجري وأبو حليق والمشط والكادب والتريس بالإضافة إلى السلاحف الضخمة التي تسمى "الرفش"».

موقع القرية على الخريطة

وعن الواقع الخدمي في قرية "العباس" تحدثنا المهندسة الزراعية "سارة المزعل" بالقول: «تتميز قرية "العباس" بطبيعتها الجميلة الخلابة وتربتها الخصبة الصالحة للزراعة فهي قطعة خضراء على ضفة الفرات، ولكن القرية واقعها الخدمي فقير وتحتاج إلى اهتمام أكبر من قبل الجهات المختصة كزيادة عدد المدارس وتحسين الواقع الصحي فعدم وجود مركز صحي جعل الأهالي بعيدين عن السلامة الصحية في حال وقوع أي حادث وأقرب مشفى عن القرية يبعد مسافة 40 كم.

كما لا يوجد في القرية إنارة طرقية وهذا ما خلق مشكلات عديدة في الليل فعند الليل تشتد الظلمة ولا يمكن أن يرى المار كف يده وكثيراً ما وقعت حوادث دفع ثمنها العديد من أبناء القرية‏ كما تحتاج القرية أيضاً لتعبيد العديد من الطرق المؤدية إليها».