يقع تل "آلاَن" على بعد /45/ كم غربي "دير الزور" وعلى الطريق الواصل إلى "الرقة"، واكتشف الموقع قبل /150/ عاماً كدلالة على تحصينات الإمبراطورية الرومانية.

مدونة وطن "eSyria" بحثت بتاريخ 28/10/2013 في كتب التاريخ التي تتحدث عن هذا التل، حيث أشار الباحث المرحوم "أحمد شوحان" في كتابه "أهم المواقع والتلال الأثرية في وادي الفرات" بالقول: «يقع تل "آلاَن" على الضفة اليسرى لنهر "الفرات" غرب مدينة "دير الزور" بالقرب من بلدة "الكسرة"، وهو عبارة عن تل قديم يعود إلى عصر "البرونز" والعهد الإسلامي الأول، ومحاط بسور من اللبن بشكل خماسي ظاهر في ثلاث جهات ومدمر في الجهة الشمالية الغربية، على سطح التل مقبرة حديثة مبنية فوق البلدة الأثرية».

إنه من خلال التنقيبات تم الكشف عن البوابة الشمالية وإظهار البنية المعمارية لها وكيفية اتصالها مع السور الشمالي، وتبين أن البوابة من جهة الخارج "مبلطة" ببلاطات من القرميد المشوي، إضافة إلى أن المساحة الداخلية شبه مسطحة، ولا توجد أية مرتفعات تشير إلى وجود بقايا هامة

وأضاف "شوحان" إن الموقع اكتشف لأول مرة من قبل الإرسالية البريطانية التي كانت مهمتها دراسة المناطق المتوضعة على "الفرات" التي قام بها "شيزني" عام /1849/م، حيث ذكر التل باسم "سور الحُمر".

لوحة الفسيفساء في التل

أما عن مخطط التحصينات فقد أشار خبير الآثار "عمار كمور" إليها بالقول: «دلت الدراسات على وجود مدينة محصنة تعود إلى الفترة الرومانية، ويحد الموقع من الشمال قناة ملاحية تدعى "سميراميس" التي كانت تستخدم للملاحة بين نهري "الفرات" و"الخابور"، ومن الجنوب يحد الموقع نهر "الفرات" الذي لعب دوراً هاماً ضمن النظام الدفاعي للحدود الشرقية للإمبراطورية الرومانية ومن ثم البيزنطية التي تعرف من قبل العلماء بخط الـ (Lims) أي خط الحدود الشرقي لهاتين الإمبراطوريتين، فقد ضمت هذه الحدود عدداً من التحصينات الحدودية، كانت الغاية منها صد الهجمات الناشئة والمتلاحقة من قبل الفرس والساسانيين».

وأضاف "كمور": «إنه من خلال التنقيبات تم الكشف عن البوابة الشمالية وإظهار البنية المعمارية لها وكيفية اتصالها مع السور الشمالي، وتبين أن البوابة من جهة الخارج "مبلطة" ببلاطات من القرميد المشوي، إضافة إلى أن المساحة الداخلية شبه مسطحة، ولا توجد أية مرتفعات تشير إلى وجود بقايا هامة».

خبير الآثار عمار كمور.

وعن أهم المكتشفات في الموقع قال "كمور": «اكتشفت فيه بوابة "الحصن" عام /2006/ حيث وجدت مكوناتها الحجرية الأساسية وبعض قطع الحديد التي تؤكد أن باب الموقع كان مؤلفاً من درفتين ومصنوعاً من الحديد، إضافة إلى "المدفن"، ومن خلال أعمال البعثة الوطنية في موسم /2007/ م تم الكشف في الجهة الشمالية الغربية من التل ضمن الأسوار على هذا المدفن وهو مؤلف من طابقين، الطابق العلوي مبني من الحجر "الكلسي الفراتي" الأبيض، ومبلط في بعض الأماكن ببلاطات قرميدية، وظهرت لنا في الطرف الجنوبي من السبر كتلة من الأحجار الكلسية الرخامية على شكل حرف (L) وهي مؤلفة من أربعة مكعبات من الرخام، إضافة إلى اكتشاف حمام ولوحة فسيفساء في المنطقة الشمالية الغربية من التل على بنية معمارية، حيث تبين أن الحمام يتألف من قاعة باردة وقد وجدت على أرضيتها لوحة فسيفساء جميلة تبلغ مساحتها /44.82/ م2، وجزء منها مفقود، يحيط باللوحة إطار على شكل جدائل وهي تمثل حركة التيارات المائية لنهر "الفرات" مع أشكال حيوانية وهندسية».