من التصميم الهندسي وتنفيذ المشاريع إلى إحياء التراث الثقافي والتاريخي لمحافظة "دير الزور"، وتسليط الضوء على العديد من القضايا التي تهم المرأة، إضافة إلى المشاريع التنموية البسيطة التي قدمتها في سبيل مساعدة المرأة على العمل، باختصار كانت هذه مسيرة عمل المهندسة "ريم عياش".

مدونة وطن "eSyria" في 20 نيسان 2014 التقت المهندسة المدنية "ريم عياش" التي قدمت لنا في البداية لمحة عن حياتها بالقول: «أنا من مواليد محافظة "دير الزور" درست هندسة مدنية بجامعة "دمشق"، وتخرجت بمعدل جيد جداً، فدرست كمعيدة بالجامعة سنة خامسة تخرج، وعملت بمشاريع هندسية تابعة لجامعة "دمشق"، ثم تدربت على يد الدكتور والمهندس القدير "رامز رسلان" مشاريع ترميم عديدة، وتعلمت منه الكثير مثل ترميم البريد المركزي، ثم افتتحت مكتبي الخاص لتنفيذ مشاريع هندسية وتنفيذ ديكور ومفروشات، وأقمت معارض عديدة منها للمفروشات من تصميمي وتنفيذي ومعارض خاصة بالشرقيات والتحف القديمة، ونالت نجاحاً كبيراً وتم تصوير عدد من هذه المعارض على شاشة الـ mbc، وأخيراً بدأت العمل في شركة "أسس" منفذين لشركة I G O وتسلمنا مشروعاً تنفيذياً في البوابة الثامنة بـ"يعفور" ولا يزال قيد التنفيذ، قبلها أنا خريجة مدرسة الراهبات "الفجر" ومن ثم مدرسة "دار السلام"، وفي مجال الرياضة نلت بطولة "سورية" لرياضة "السكواش" عدة مرات، ومن فريق الاتحاد العسكري».

المهندسة "ريم عياش" من الشخصيات المجتهدة التي تعمل دائماً لإحياء تراث محافظة "دير الزور" إضافة إلى تقديم العديد من الخدمات للمرأة، وهناك علاقة صداقة بيننا منذ زمن إضافة إلى علاقة العمل في صفحة الحوريات وغيرها من المشاريع التنموية من خلال المعارض التي قمنا بها، والتي تهدف لتثقيف النساء عن العمل اليدوي البيتي ودعمهن معنوياً بإعطائهن أفكاراً لمشاريع صغيرة مربحة وقليلة تكاليف الإنتاج

  • صفحة "الحوريات" هي صفحة اجتماعية ثقافية إنسانية على موقع التواصل الاجتماعي "الفيسبوك" ما الهدف من إنشائها؟
  • المهندسة ريم والقاضية غالية الثلاج

    ** كان الهدف في البداية هو التعريف بحضارة وتراث وادي الفرات، والمساعدة في التواصل بين أبناء البلد والمغتربين، وإحياء التراث الثقافي والتاريخي لمحافظة "دير الزور"، وذلك كان نابعاً من محبتنا الكبيرة لبلدنا وتاريخنا الرائع والعظيم، وتم طرح كافة المواضيع التراثية بكل أنواعها، مثل التحدث عن الآثار في منطقة الفرات، والتحدث عن العديد من الشخصيات الفراتية المميزة، والمثقفين والفنانين من نساء ورجال، الذين كان لهم الدور الفاعل في تاريخنا وتراثنا، إضافة إلى التذكير باللهجة الديرية وكلماتها، والأمثال الشعبية، والأغاني الفراتية».

    وتابعت "العياش" بالقول: «كانت النقلة النوعية في صفحة "حوريات الفرات" هو تقديم المساعدة للمرأة من خلال عرض بعض المشاريع التنموية البسيطة والصغيرة التي تمكنها من العمل والاستفادة منها مادياً ومعنوياً عن طريق معارض قمنا بها لعرض هذه المنتجات، حيث تم مؤخراً طرح العديد من المشاريع الصغيرة والبسيطة التي بإمكان أي ربة منزل العمل بها دون صعوبة أو الحاجة إلى توافر رأس المال الكبير، وهي عبارة عن أعمال يدوية من الصوف و"الكنفات"، وغيرها من الأعمال التي بإمكان أي ربة منزل العمل بها، وذلك بعرض شرح مفصل عن طريقة الصنع بالصور والفيديو، وقد أقمنا بعض المعارض لهذه الأعمال اليدوية ليتم بيعها كنوع من أنواع التشجيع، والفكرة هي تطوير العمل للسيدات العاطلات عن العمل، وتثقيف النساء عن العمل اليدوي البيتي، ودعمهن مادياً بإعطائهن أفكاراً لمشاريع صغيرة مربحة وقليلة التكاليف وسهلة الإنتاج، بالنهاية هذا مشروع تنموي للمرأة وداعم لها بتقديم أفكار، وطريقة عمل مشاريع منزلية صغيرة قليلة التكاليف تدر عليها أرباحاً معقولة، ونحن بدورنا نقوم بالتسويق لبعض هذه المنتجات».

    حوريات الفرات

    رغم حساسية القضايا التي يتم طرحها في صفحة "حوريات الفرات" التي تتخطى أحياناً العادات والتقاليد إلا أن هناك من شد على أيديهم ودعمهم للمتابعة، فأضافت "العياش": «إضافة إلى الحديث عن تراثنا الجميل، وتقديم فرص عمل، كان هناك العديد من القضايا التي لها علاقة بالمرأة، وكنا نطرحها أسبوعياً دون خوف أو تردد، في شكل مقال أو موضوع للمناقشة، فقد تطرقنا في مواضيعنا إلى حقوق المرأة في الميراث والزواج، والعنف ضد المرأة، وثقافة العيب في مجتمعنا، وكان الهدف من كل ذلك التوعية لأخذ الآراء ومحاولة التخلص من المفاهيم والعادات والتقاليد القديمة والبالية التي كانت وما زالت سائدة في محافظة "دير الزور"، والوصول من خلال الحوار والنقاش إلى آراء وحلول وأفكار جديدة ومفاهيم حضارية في محاولة لبناء هذا المجتمع على أسس صحيحة، ورغم ردود الفعل القاسية في بعض الأحيان، إلا أننا تابعنا وأصبح هناك تواصل بيننا وبين الكثيرين من أصدقاء ومتابعي الصفحة لنصبح عائلة واحدة».

    القاضية "غالية الثلاج" صديقة للمهندسة "ريم عياش" تقول: «المهندسة "ريم عياش" من الشخصيات المجتهدة التي تعمل دائماً لإحياء تراث محافظة "دير الزور" إضافة إلى تقديم العديد من الخدمات للمرأة، وهناك علاقة صداقة بيننا منذ زمن إضافة إلى علاقة العمل في صفحة الحوريات وغيرها من المشاريع التنموية من خلال المعارض التي قمنا بها، والتي تهدف لتثقيف النساء عن العمل اليدوي البيتي ودعمهن معنوياً بإعطائهن أفكاراً لمشاريع صغيرة مربحة وقليلة تكاليف الإنتاج».