طموحه ومثابرته جعلاه واحداً من وجوه الحركة الثقافية في "دير الزور"، وأباً روحياً للكثيرين منهم، شاعر وموسيقي ومسرحي وفنان، طاقته الديناميكية كبيرة، لا يعمل منفرداً أبداً، ويوزع النجاح على أكبر عدد ممكن ممن حوله، وخصوصاً الشباب، لذا التفوا حوله مؤسسين العديد من المحافل الثقافية.

مدونة وطن "eSyria" التقت الفنان والشاعر "سعيد حمزة" بتاريخ 11 تشرين الثاني 2014، فقال: «ولدت في أسرة كادحة، وكان علي معاناة الكثير كي أشق طريقي في الحياة، ولم يتوافر لي ما توافر للآخرين من وسائل للوصول إلى النجاح، أكملت دراستي الابتدائية والإعدادية والثانوية في مدارس "دير الزور"، ثم حصلت على شهادة أهلية التعليم وعملت كمعلم للأطفال، لأنني تعبت كثيراً في طفولتي وكنت أشعر بأن أهم واجب ملقى على عاتقي هو زرع البسمة على شفاه الأطفال، الشعر والموسيقا كانا المساعدين لي في ذلك، بدأت أكتب القصائد لهم وألحنها وأغنيها، أينما ومتى وجدت فرصة سانحة لذلك».

ولدت في أسرة كادحة، وكان علي معاناة الكثير كي أشق طريقي في الحياة، ولم يتوافر لي ما توافر للآخرين من وسائل للوصول إلى النجاح، أكملت دراستي الابتدائية والإعدادية والثانوية في مدارس "دير الزور"، ثم حصلت على شهادة أهلية التعليم وعملت كمعلم للأطفال، لأنني تعبت كثيراً في طفولتي وكنت أشعر بأن أهم واجب ملقى على عاتقي هو زرع البسمة على شفاه الأطفال، الشعر والموسيقا كانا المساعدين لي في ذلك، بدأت أكتب القصائد لهم وألحنها وأغنيها، أينما ومتى وجدت فرصة سانحة لذلك

ويتابع بالقول: «أدين بالفضل للكثيرين من المعلمين الذين اعتنوا بي وساندوني منذ البداية، مقدمين لي ما أحتاجه كي أبدأ مشواري، أذكر منهم المرحوم "أبو حياة - يوسف الجاسم" الذي علمني العزف على العود وأطلعني على تراثنا العريق والجميل، وكذلك الأستاذ "نجم الثابت" الذي علمني أصول الغناء، كما تعلمت العزف على آلات الإيقاع في نادي الفنون بـ"دير الزور"، بعدها بدأ مشواري، احتضنتني كل الساحات الثقافية في المدينة، وجميع مسارح المدارس، رحت أغني للأطفال، وأقوم بتنظيم الفعاليات التي تنمي قدراتهم الذهنية والعلمية، في المراحل التالية كان تركيزي على خطة معينة الهدف منها تعليميّ تنويريّ لربط الأطفال بالأسرة وحب الوالدين، والتذكير بالخالق ونعمه، والابتعاد عن كل ما هو ضار، ومنها مضار التدخين، وحماية الحدائق وعدم قطف الورود، وحب الوطن».

تدريب المكفوفين على المسرحية

عنه يقول الشاعر والقاص "خالد جمعة": «"سعيد حمزة" هو "دينمو" الثقافة في "دير الزور"، كان يحرص على أن ينمو الحراك الثقافي في المدينة وفق نهج معين وضعه، ولم يكن حراكه عشوائياً، ولا نمطياً، بل على العكس كان حريصاً على كسر النمطية الثقافية، لذلك يأتي دائماً بالأفكار المبتكرة، وحرص أيضاً على تصدير وجوه "دير الزور" الثقافية إلى الخارج، كي تحظى بفرصها وتحتك مع تجارب أخرى، نهجه يقوم على تنمية المهارات منذ الطفولة، وأكبر دليل على نجاحه العام، هو نجاحه الخاص داخل أسرته، فأطفاله مثال يحتذى به في المهارات والتربية الصحيحة، "سعيد" فنان وشاعر وملحن ومغن وباحث أكاديمي في التراث الموسيقي للمنطقة، ومنظم متميز للفعاليات الثقافية، "دينمو" حقيقي يشحن كل من حوله بالطاقة وحب العمل».

يقول عنه الأديب الراحل "محمد رشيد رويلي" في كتابه "الحركة الثقافية في دير الزور": «يتدفق الصوت نهراً يسيل رحيقاً يتــرع النفوس ويثملها ببهحة سمــاوية تنســي ما كان يخالج النفس من اضطراب، ويحـول الجسد إلى كائن أثيري يعــانق ذرات الضوء ويقتات من عشب الغناء، رهيف كأرجوحة يتدلى على طـرفيها نعاس الاخضرار... أغانيه أمانيه.. شغاف الناي في صــوته، يوافي بالندى بوحه ويزجي مهرجاناً من الألحان، يشكل من عوده جزيرة للمتعبين ولحنه الشجي جدول سلسبيل هو شـدو الحساسين في كل خميلة، يزخرف مواويله ليصقل دقائق الحياة حتى تصير تكايا، إنه الذي أودع الطير ألحانه، وعتق في النفوس الخفايا».

من مسرحية أمنا غزة للمكفوفين

ولد الفنان "سعيد حمزة" في مدينة "دير الزور" عام 1962، حصل على شهادة أهلية التعليم الابتدائي عام 1985، كتب المئات من القصائد للأطفال، ولحن الكثير منها، وكتب عدة بحوث عن الأطفال، منها: "الأطفال وحمايتهم من التلفاز"، "الأطفال بين اللعب واللهو"، "الغزو الفني للوطن العربي"، قدم العشرات من الحفلات والفعاليات، وأجرى العديد من المقابلات الإذاعية والتلفزيونية، وألف أغاني للكبار أيضاً، وأغنيته التي كتب كلماتها ولحنها عام 1979 لا تزال راسخة في أذهان الناس؛ "هاي لمين الزفة.. أشوف وليفي بيها".