قضى عمره بين الورود والزهور؛ فقد كان علماً من أعلام البستنة في محافظة "دير الزور"؛ فهو خبير زراعي محترف حيث يضع وصفات لعلاج الأشجار والنباتات التي كان يعجز عن معالجتها كبار المهندسين الزراعيين؛ إنه "حجي المشتل".

«الحاج "أحمد قاسم الشمالي"، أو كما يعرفه أهالي "دير الزور" بـ"حجي المشتل"، كان الناس يستشيرونه في قضايا تخص الأشجار المثمرة وتربيتها، وقد ذكر عنه الكثير من القصص المميزة في هذا المجال، فقد وصف ذات يوم لشخص كسرت عنده شجرة أن يضمد جرحها بالبطاطا المهروسة بعد سلقها، كما أنه طعّم شجرة حمضيات في حديقته فجعلها تحمل خمسة أنواع من الحمضيات».

الحاج "أحمد قاسم الشمالي"، أو كما يعرفه أهالي "دير الزور" بـ"حجي المشتل"، كان الناس يستشيرونه في قضايا تخص الأشجار المثمرة وتربيتها، وقد ذكر عنه الكثير من القصص المميزة في هذا المجال، فقد وصف ذات يوم لشخص كسرت عنده شجرة أن يضمد جرحها بالبطاطا المهروسة بعد سلقها، كما أنه طعّم شجرة حمضيات في حديقته فجعلها تحمل خمسة أنواع من الحمضيات

للتعرف أكثر إلى "حجي المشتل"؛ مدونة وطن "eSyria" وبتاريخ 13 كانون الثاني 2015، التقت المهندس الزراعي "غسان الشيخ الخفاجي"؛ الذي حدثنا بالقول: «"حجي المشتل" الخبير والمعلم اللطيف والسخي بعطائه؛ قدم لعروس الفرات خدمات كثيرة في مجال عمله الزراعي، فبعد تأسيس المركز الزراعي (المشتل) الذي يقع خلف الجسر المعلق والملاصق لقرية "الحسينية"، وبعد فصله من المدرسة الزراعية سنة 1961، انتقل "حجي المشتل" هذا الخبير ليكون حجر أساس في تطوير وتحديث المركز ورفده بخبرته، وهنا انتقلت الخبرة من الزراعة إلى الإنتاج ليكون خبير غراس وتطعيم وتقليم وإكثار، كما اهتم بالعناية بنباتات الزينة وهو عمل غير مطلوب في برنامج المركز، إلا أن "حجي المشتل" وضع بصمته في العناية بنباتات الزينة فزرع في مقدمة المشتل (واجهة المشتل) الكثير من الزهور والورود ونباتات الزينة المختلفة، فأسس لحديقة زينة في واجهة بناء المركز أحاطها بنبات سياجي "الليغستروم" وزرع ضمنها أحواض نباتات مختلفة، ومنها نباتات الزينة المعمرة والحولية ونبات "الأكاف".

المهندس الزراعي غسان الشيخ الخفاجي

وأهم تلك النباتات إضافة للورد: "فم السمكة، والبتونيا، وبازلاء الزهور، والقذيفة، القطيفة، وورد العصر، وأنواع الزنابق، والأربيان، والأكاف، والهرجاية، والبلنس، والأستر، والمنثور، والقرنفل، والريحان، والمليسة، وسالف العروس، وعرف الديك" وغيرها الكثير. أحبه جميع من عمل معه، واشتهر اسم "حجي المشتل" أكثر من اسم المركز ويستحق ذلك بجدارة، مدد له للبقاء في عمله بعد وصوله للسن القانوني للتقاعد وسادت مقولة: "لن تترك المشتل طالما أنت على قيد الحياة"».

كما كان لنا حديث مع السيد "كسرى الشمالي" وهو حفيد "حجي المشتل"، الذي قال: «تم منح جدي "حجي المشتل" علاوة استثنائية بقرار من رئيس الجمهورية، وتم تعليق صورته واسمه بالساحة العامة بـ"دير الزور" كبطل إنتاج وذلك بأوائل السبعينيات، وعلى الرغم من أنه كان إنساناً أمياً لا يقرأ ولا يكتب، إلا أنه كان حافظاً للقرآن الكريم ومرجعاً زراعياً بكل ما تعني الكلمة، كما تميز بخبرته في مجال تربية النحل وإنتاج العسل، حيث لم تكن معروفة في ذلك الوقت في "دير الزور"، وكانت النتائج مبهرة ولم تقارن مع كل محاولات البقية بإنتاج العسل، إضافة إلى زراعة النخيل والغراس والأشجار المختلفة ونباتات الزينة والحمضيات، وأشجار المشتل والحويقة تشهد على ذلك، إضافة إلى بساتين "حسن الأحمد بيك" حيث كان يهتم بها بين مدة وأخرى.

كان له سبعة أولاد لكن للأسف كانوا بعيدين عن الزراعة باستثناء ولده الكبير "قاسم" (والدي) الذي كان يعد خبيراً في مجال الزراعة هواية وعلماً؛ حيث درس الإعدادية والثانوية الزراعية بـ"السلمية"، وكان من الأوائل فتابع دراسة الهندسة الزراعية في جامعة "حلب"، لكن لظروفه العائلية لم يتابع دراسة الهندسة».

الجدير بالذكر، أن الحاج "أحمد قاسم الشمالي" من مواليد محافظة "حماة"، 1903، وتوفي في تشرين الثاني 1985.