سنواتٌ قضاها في الملاعب وكان همُه الوحيد أن يحميَ شباكَ فريقهِ الأزرق الذي فضّل البقاءَ معه وعدم مغادرته ومثّلَه بكلّ الفئات. وحتى الآن لم تغبْ معشوقتُه المدوّرةُ لحظةً واحدةً عنه، فهو يتابع المبارياتِ والأخبارَ الرياضيةَ وقريبٌ من ناديه ولا يتردّدُ أبداً في العمل عندما يطلب منه.

مدوّنةُ وطن "eSyria" بتاريخ 25 آب 2019 التقت حارسَ مرمى "الفتوة" في الثمانينيات "ماهر الفرج"، وعن بداياته يقول: «لعبت لنادي "الفتوة" بكل فئاته ولعبت لمنتخب "دير الزور"، وبدايتي مثل أيّ لاعب من الأحياء الشعبية ثمّ نادي "الفتوة" في العام 1975 وتدرجت عبر فئاته حتى تمّ ترفيع فريق الشباب بكامله إلى فئة الرجال وكان معظم اللاعبين الذين تمّ ترفيعهم أساسيين في فريق الرجال، ولعبت مع فريق الرجال بسن مبكرة بعد انتقال الحارس "نافع عبد القادر" لفريق "الجيش" ومعظم الأسماء التي لعبت معها كان لها وزنها الرياضي الذي ما يزال يُذكر وهو ما يعرف بجيل الكبار في النادي أمثال "زياد الصالح" و"إسماعيل فاكوش" وغيرهم، خضنا مباريات كثيرة لكن أجمل تلك المباريات التي ما زلت أذكرها أمام فريق "الاتحاد" في "حلب" عام 1982».

الحارس "ماهر الفرج" قامةٌ رياضيةٌ على مستوى محافظة "دير الزور"، شخصٌ هادئٌ صاحبُ أخلاقٍ رفيعة، قدّم الكثير لناديه "الفتوة"، والجميع يشيد به في الذود عن شباك ناديه، ويحرص دائماً على أن يكون قدوةً في كل شيء، ويمتلك مسيرةً رياضيةً متميزة

ويتابع الفرج حديثه: «لعبت لفريق الرجال من عام 1977 وحتى عام 1994 وكنا ثلاثةَ حراسٍ أنا و الراحل "صلاح مطر" و"نبيل خلوف"، والرياضة قدمت لي الشيء الكثير وفي مقدمتها محبّة الناس في أيامٍ كان اللاعب يدفع من جيبه ولا يفكر بالشق المادي حيث إنّ محبة الجمهور لنا لا تعادل أيّ ثمن، والبعض يقول أين أنتم أبناء نادي "الفتوة" من الرياضة؟ وأنا أقول هذا السؤال يجيب عليه من هو قائم على الرياضة في المحافظة حالياً، وبعد هذا المشوار الطويل في الرياضة أفكر بمشروع مدرسة لحراس المرمى والأمر قابل للتنفيذ وأفكر به بجدية، نادي "الفتوة" في القلب وما نتمناه أن يعود إلى زمن الانتصارات والبطولات وهو قادر على ذلك بمجموعته الشابة والتركيز الأهم يجب أن يكون على الاهتمام بالقواعد أكثر ليكون هناك البديل الجاهز الذي يردف فريق الرجال بأسماء ودماء جديدة بين الحين والآخر، أما أكثر اللاعبين الذين ما زلت أذكرهم وتذكرهم الملاعب "نافع عبد القادر"، "أنور عبد القادر"، "محمود حبش"، و"هشام خلف" وهذه المجموعة كانت أكثر من رائعة ويلفت نظري إلى الساحة الرياضية العربية حارس منتخب "الكويت" "أحمد الطرابلسي" و"جاسم يعقوب" و"علي كاظم" من "العراق"».

في الملاعب

ويختم "ماهر الفرج" حديثه ويقول: «لم آخذ حقي في الإعلام وبصراحة تامة بعض الإعلاميين لهم مزاج خاص ويفضل أن يكون دائماً مع صاحب القرار في الفريق ويغفل المجموعة، ولكن الآن لا بدّ من توجيه الشكر لـ "مدوّنةِ وطن" على هذا اللقاء الذي أعادني سنوات طويلة لسرد مسيرتي الرياضية، ولا يستطيع الرياضي أن يبتعد عن المستطيل الأخضر، وحتى عندما يعتزل يكون قريباً دائماً يحنّ لأرض الملعب والمباريات ويتابع الأخبار الرياضية».

عنه يقول الصحفي "مأمون العويد" رئيس القسم الرياضي في صحيفة "الفرات": «الحارس "ماهر الفرج" قامةٌ رياضيةٌ على مستوى محافظة "دير الزور"، شخصٌ هادئٌ صاحبُ أخلاقٍ رفيعة، قدّم الكثير لناديه "الفتوة"، والجميع يشيد به في الذود عن شباك ناديه، ويحرص دائماً على أن يكون قدوةً في كل شيء، ويمتلك مسيرةً رياضيةً متميزة».

صورة قديمة

يذكر أنّ "ماهر الفرج" من مواليد "دير الزور" عام 1959، حاصلٌ على شهادة دبلوم المعهد الصناعي، متزوجٌ ولديه أربعة أطفال.

ماهر الفرج