وجه فني أبدع على خشبة المسرح، فارتبط اسمه بها، وكان الاتجاه نحو التمثيل التلفزيوني فحجز له مكاناً في بعض الأعمال، إنه الفنان "نشأت مرعشلي".

مدوّنةُ وطن "eSyria" بتاريخ 5 تموز 2020، التقت المخرج المسرحي والفنان "نشأت مرعشلي" الذي بدأ حديثه: «بدأت بالتمثيل صغيراً، حيث كنت أقلد أصدقاء والدي وأقاربي، وتنقلت في المرحلة الإعدادية بين هوايات الرسم على يد الفنان الراحل "هشام رمضان"، والموسيقا على يد الراحل "أيمن سحل"، ومن ثم اتجهت لتقديم الحفلات في المرحلة الثانوية، ولم أجد نفسي فيها، وبدأت في المعهد بحفلات التعارف، وشاركت في بعض المشاهد المسرحية ومنها تم اختياري من قبل اتحاد الطلبة للعمل في مسرحية بعنوان "بلدي" وعمل آخر بعنوان "هلمّ جرا" من تأليف "محمد طه عامر"، وشاركت في مهرجان "حماة" المسرحي عام 1987 وشاركت مع فرقة اتحاد العمال بمسرحية بعنوان "اللجنة"، وشاركت بهذا العمل في مهرجان العمال المسرحي عام 1988، ثم مع فرقة المركز الثقافي بمسرحية "تفقأ عينيك يا أوديب"، وفي عام 1990، قام المخرج "لؤي بدور" بتشكيل فرقة "ماري" للفنون المسرحية تتبع لاتحاد "شبيبة الثورة"، وشاركت فيها عام 1991 بمسرحية "كاليجو" في مهرجان "الحسكة" ثم مسرحية "الحياة المديدة للملك أوزوالد"».

أتمنى من كل قلبي أن يعود ألق المسرح إلى "دير الزور" وتعود الحركة المسرحية بقوة بعودة الفنانين المبدعين

ويتابع "المرعشلي": «أول عمل مسرحي أخرجته كان بعنوان "إغلاق الأفواه المفتوحة" من تأليف الراحل "فوزي سعود" في مهرجان "اللاذقية" وذلك عام 1992 .

من أحد أعماله التلفزيونية

ومع تفرغي في المسرح المدرسي، قمت بتأليف مسرحية شعبية راقصة بعنوان "شموع الخضر" بالمشاركة مع مدرب الرقصات "راكان سباهي"، وشاركت بمهرجان "حماة" المسرحي عام 1997 حيث حصلنا على المركز الثاني على مستوى القطر، وفي عام 1998 قمت بتأليف وإخراج مسرحية "الطهور"، أيضاً مع المدرب "راكان سباهي" وذلك في مهرجان "حمص" المسرحي وحصلنا على المركز الأول، وفي عام 1999 أخرجت مسرحية "أحلام قرطاج" من تأليف "أحمد القديدي" بمساعدة مجموعة من المبدعين منهم "رائد مشرف"، "إسماعيل حسو"، "مهند الكمش"، "محمد درويش"، و"سامر خليف" وموسيقا وديكور "طارق عمار"، وحصلنا على المركز الثاني وخمس جوائز تمثيل على مستوى القطر، كذلك فازت لوحة الفنون الشعبية بعنوان "المولود" من تأليفي وإخراجي وتدريب "راكان سباهي" بالمركز الأول في مهرجان "حمص" المسرحي عام 1999، وفي العام نفسه شاركت بعمل فنون شعبية في مهرجان "السويداء" وحصلنا على المركز الأول، وفي مهرجان "الفرات السياحي" الأول والثاني بلوحتي "الحصاد" و"العرس الشعبي"».

ويضيف المرعشلي: «المسرح بالنسبة لي هو حياة كاملة، وعشق لا ينتهي فعندما أقف على خشبته، أملك الدنيا بين يدي، هو الحب والشغف والمعرفة حيث وجدت فيه نفسي، وقد استفدت كثيراً من المخرج "لؤي بدور" الذي أعطاني الكثير من الوقت والمساندة لأصل إلى هذه المرحلة، أما عن المسرح المدرسي فقد بقيت فيه منذ عام 1996 حتى عام 2013، وتسلمت إدارته حتى عام 2018».

الفنان "سامر خليف"

أما عن تجربته في التمثيل التلفزيوني قال: «أولى مشاركاتي كانت في مسلسل "أبو المفهومية" للمخرج "سالم الكردي" و"عودة جحا" لـ"عبد الغني بلاط"، إضافة إلى ذلك فقد شاركت في الجزء الثاني من مسلسل "باب الحارة" بدور "أبو حسين المعماري"، وفي هذه المشاركة أتقنت اللهجة الشامية بمساعدة الفنان "رائد مشرف"، ثم تجربتي في مسلسل "هدوء نسبي" مع "نيللي كريم" و"دقيقة صمت" للمخرج الراحل "شوقي الماجري"».

ويختم المرعشلي حديثه بالقول: «أتمنى من كل قلبي أن يعود ألق المسرح إلى "دير الزور" وتعود الحركة المسرحية بقوة بعودة الفنانين المبدعين».

المخرج المسرحي "لؤي بدور"

عنه يقول المخرج المسرحي "لؤي بدور": «"نشأت مرعشلي" من الفنانين المسرحيين الذين لهم كاريزما خاصة، ويعدُّ من الجيل الذي عاصر رواد الحركة المسرحية في "دير الزور"، وله قلب طفل من حيث التعامل معه إن كان على خشبة المسرح أو في الحياة الشخصية، وهو ممثل من الطراز الأول، وباستطاعته لعب جميع الأدوار التي تسند إليه، يقوم بدراسة الشخصية من جوانبها كلها، ويضيف عليها، لأنه يمتلك أدوات الممثل الأكاديمي جميعها.

عمل في كافة الصنوف المسرحية، ممثلاً ومخرجاً ومعداً مسرحياً، وقام بإخراج مسرحيات ولوحات شعبية تراثية حازت المراكز الأولى في المهرجانات المركزية.

"نشأت مرعشلي" فنان مبدع، قضيت معه مشواراً طويلاً من العطاء الفني، وله الفضل بتأسيس فرقة "السحر" للفنون المسرحية، وتتلمذ على يديه مجموعة من الشباب الذين قاموا برفد الحركة الفنية في "دير الزور"».

يذكر أنّ "نشأت محمد صبحي مرعشلي" من مواليد "دير الزور" عام 1966.