تعتبر حماه من أقدم المدن المأهولة تاريخياً ويدل على ذلك الحفريات والآثار المكتشـفة وهي من المدن الغنية بالآثار والتي تروي تراث المحافظة وأبناءها.

Ehama التقت المهندس مرهف أرحيم مدير السياحة في حماة والذي حدثنا عن نشاط المدينة السياحي وأهم الأماكن فيها قائلاً:"يوجد في مدينة حماه عدد كبير من المساجد التاريخية تختلف من حيث الأهمية التي تشكلها بالنسبة لزوارها وتأثيرها على المؤمنين الذين يؤمونها نتتناول منها:

"أولا : المسجد الأعلى الكبير ويقع في قلب مدينة حماه، تناوبت عليه ثلاث مدنيات كبرى متنوعة في اللغة والعنصر والدين فقد كان معبداً وثنياً في زمان اليونان، ثم كاتدرائية كبرى في زمان الرومان والبيزنطيين، وأخيراً جامعاً كبيراً بعد الفتح الإسلامي لمدينة حماه في العام 20 للهجرة.

جامع الحسنين

ثانياً: جامع أبي الفداء المتواجد على الضفة الشرقية لنهر العاصي في قلب المدينة القديمة بناه ملك حماه الأيوبي إسماعيل بن علي العالم الجغرافي المعروف باسم(أبي الفداء) عام 726هـ، واجهته مزينة بفسيفساء صدفية ذات أشكال هندسية جميلة وفيه عامودان مزينان بزخرفة على شكل أفعى لذلك عرف باسم جامع الحيايا، و يضم هذا الجامع رفاة المؤرخ أبي الفداء ملك حماة.

ثالثاً: جامع النوري بناه الأمير الأيوبي نور الدين الزنكي عام558هـ على أنقاض معبد قديم كان يسمى( دير قزما )، وحرم المسجد يحتوي على منبر أثري من خشب الأبنوس منقوش بزخرفة تعد آية في الروعة و الجمال و الإبداع(محفوظ في متحف حماه)، ويوجد على جداره الشمالي ثلاث كتابات أثرية هامة أولها باليونانية والثانية والثالثة بالعربية.

مقام أبو عبيدة الجراح

رابعاً: جامع الحسنين الواقع تحت قلعة حماه من جهة الجنوب بني في القرن الخامس الهجري، عرف قديماً بجامع الحسن ثم حرف من قبل العامة إلى اسم( الحسن و الحسين ) و يتميز بقبتيه الأثريتين الرائعتين.

وأضاف أرحيم أنه "يوجد في محافظة حماه عدد من الكنائس و الأديرة الأثرية أهمها: كنيسة سيدة الدخول للروم الأرثوذوكس وتوجد في حي المدينة، و أساس بناءها قديم قائم على أنقاض كنيسة الفسيفساء المكتشفة عام 1982(والمحفوظة في متحف حماه) والمؤرخة عام 412م، ويوجد فيها أيقونات لكبار فناني المدارس التصويرية الإيقونوغرافية، وأدوات فضية كنسية تعود لعام 1780م بعضها مؤرخ وعليه كتابات يونانية وسريانية وعربية إضافة إلى مخطوطات يونانية وعربية مؤرخة في عام 1452م تحوي في نهايتها لوحة للعذراء والمسيح تشبه الفن الإسلامي الفاطمي.

مقام زين العابدين

ودير القديس جاورجيوس(السيدة العذراء- كفربهم) حيث يوجد الدير في بلدة كفربهم(8كم جنوب غرب مدينة حماه)، بناؤه قديم وفيه أيقونات من القرنين"18-19م " أكثرها للرسام حنا صليبا وكذلك مخطوطات كنسية تعود للقرنين" 17-18م " وبعض الأدوات الفضية الكنسية القديمة، إضافة إلى كنيسة محردة التي تقع في مدينة محردة بنيت على أنقاض معبد يوناني وتحوي على عدد من الأيقونات لمدارس سورية متنوعة".

وأشار أرحيم إلى "أنه يوجد في محافظة حماة عدد من المقامات والمزارات ذات الأهمية الدينية والتاريخية عند عدد من الطوائف منها،مقام زين العابدين والذي يقع على قمة جبل زين العابدين في شمال مدينة حماه ويبعد 7كم عن مركز المدينة، حيث أقام في هذا المكان زين العابدين علي بن الحسين بن علي بن أبي طالب كرم الله وجهه، وذلك في عام61هـ

وهي السنة التي شهدت حادثة كربلاء، ومنذ ذلك الحين أطلق على هذا الجبل الذي أقام رضي الله عنه على قمته اسم/جبل زين العابدين/ ويمكن الوصول للمزار عبر طريق معبد وهو يقع على قمة جبل فإطلالته جميلة جدا" ومتنوعة ولذا فإن له أهمية سياحية بيئية إلى جانب أهميته من ناحية السياحة الديني،ومقام الإمام إسماعيل الواقع في وسط مدينة السلمية إلى الشمال الشرقي من الحمام الأثري القديم( الروماني) بحوالي 200 م بني في العهد اليوناني حيث كان معبدا" لكبير آلهتهم زيوس وعرف (بمعبد زيوس) حوله الرومان إلى معبد جوبيتير، ثم تحول إلى كاتدرائية مسيحية في العهد البيزنطي ثم أخيراً إلى مسجد في عهد تواجد الاسماعيلين الأوائل وفي أواخر القرن الثاني والثالث الهجري،وأيضا مقام أبو عبيدة بن الجراح والمقابل لقلعة شيزر، أقيم المقام في مكان الخيمة العسكرية التي كان قد نصبها القائد العسكري والصحابي الجليل أبو عبيدة بن الجراح عند فتح بلاد الشام في العام 18 للهجرة ومنها منطقة شيزر.

لن يكتمل المشهد ولن توضح معالم حماة متحف الماضي إذا لم تقم بزيارة لكل معلم من معالم مدينتنا التاريخية لتستنشق هواءها الممزوج بروح الماضي وأصالته.