قرية صغيرة تتربع على السفوح الشرقية لسلسلة الجبال الساحلية وتمتد من أعلى قمم الجبال إلى السفوح والسهول القريبة منها، إنها قرية "الزاوي" التي تبعد عن مدينة "مصياف" /12 كم/ إلى جهة الشمال.

موقع eSyria زار قرية "الزاوي" بتاريخ 15/6/2009 والتقى بالسيد "كمال مخلص" أحد أصحاب المنتزهات في تلك القرية الجميلة والتي بدأ بوصفها قائلاً: «تقع قريتنا على السفح وفي الوادي ممتدة من ارتفاع /550 م/ إلى /800م/، وتتألف من جروف صخرية عديدة وشاهقة ومختلفة الأوضاع وهذه الجروف هي التي تسببت بالشلال كون القرية تقع في منطقةٍ معدلُ هطولها المطري عالٍ جداً، مما أدى إلى تواجد خزانات هائلة من المياه الجوفية (نتيجة لطبيعة الصخور الكلسية والتي تتواجد تحتها طبقة كتيمة تشكل خزانات كبيرة تتفجر بأغزر الينابيع في المنطقة وتشكل النهر والشلال المشهور في المنطقة التي تتفاوت غزارته من عام لآخر حسب الهطول)».

سكنت القرية من حوالي /220-250/ سنة من قبل أخوين الأول اسمه "رمضان المحمود" والآخر "علي المحمود" وهما أول من جاء إلى هنا من "جبلة" من قرية تدعى "ريحانة" وما زال أحفادهما في القرية نفسها، ولكن الكنيات تغيرت الأولى "رمضان" والأخرى "محمود" ولكنهم إخوة بالأصل، وأتى أيضاً بعض المواطنين وسكنوا فيها من مناطق مختلفة ولكن الأغلبية "لرمضان ومحمود" وهم الآن يعيشون سوية كأسرة واحدة في منزل واحد في قرية واحدة

وعن أهم ما يميز "الزاوي" أجاب: «طبعاً الشلال هو من أكثر المعالم المشهورة بالقرية والمعروف باسم "شلالات الزاوي" التي يقصدها الناس من مختلف أنحاء "سورية"، كما تتميز المنطقة بوجود الكهوف الحجرية الكبيرة والصغيرة والتي تدل على سكن الإنسان القديم فيها بأبسط أنواع حياته لوجود الماء والمأكل بالقرب من سكنه المطل على النهر في المغاور التي تطل من الجروف للعيان،

مغارة الكتب خلف الشلال

كما يوجد بالقرب منه منطقة ذات قبور حجرية منحوتة في الصخر تسمى "المقيبرة" وهي قبور قديمة جداً، وهناك أيضاً بعض المغاور التي يطلق عليها الآن تسميات منها "مغارة الغسالات" (أو مغارة أبو عرب) وهي على الشلال مباشرة، وتوجد مغارة أخرى تسمى "مغارة الكتب" توجد ضمن الشلال أي على مساره وراء الماء مباشرة الذي يحجب عن الناس رؤيتها».

وعن قصة هذه المغاور وأسباب تسميتها أجاب: «كما هو معروف قديماً كان كل مكان يسمى بسبب الحدث الذي جرى به، فمثلاً "مغارة أبو عرب" سمّيت نسبة إلى رجل بسيط (على البركة) اسمه "أبو عرب" كان يقطن المغارة من عام /1940/ إلى /1950/ وتوفي بها. وسمّيت أيضاً "الغسالات" حيث كانت تجتمع فيها نسوة الضيعة للغسيل وكانت هناك مناوبات للغسيل حسب العائلات أو الحارات وكانت النسوة يغسلن أغراض "أبو عرب" مع غسيل أغراضهن وتحلو لقاءاتهن عند هذه المغارة.

شلال لا ينضب

أما مغارة "الكتب" فسميّت كذلك حيث كانوا قديماً يخبئون فيها الكتب القيّمة في حال حدوث حملات حربية على المنطقة، فيصعب على أي أحد لا يعرفها أن يراها».

وعن أول من سكن هذه القرية قال: «سكنت القرية من حوالي /220-250/ سنة من قبل أخوين الأول اسمه "رمضان المحمود" والآخر "علي المحمود" وهما أول من جاء إلى هنا من "جبلة" من قرية تدعى "ريحانة" وما زال أحفادهما في القرية نفسها، ولكن الكنيات تغيرت الأولى "رمضان" والأخرى "محمود" ولكنهم إخوة بالأصل، وأتى أيضاً بعض المواطنين وسكنوا فيها من مناطق مختلفة ولكن الأغلبية "لرمضان ومحمود" وهم الآن يعيشون سوية كأسرة واحدة في منزل واحد في قرية واحدة».

مغارة أبو عرب أو الغسالات

وسبب تسميتها بـ"الزاوي" يضيف: «هناك قولان الأول هو أنّه نتيجة لكثافة المنطقة بالأشجار والجبال العالية والمناظر الخلابة التي فيها والتي توحد مبدعها وخالقها، فيقال إنه كان هناك شيخ قريب من المنطقة فانزوى إليها للعبادة والبعد عن الناس وعن المشاكل اليومية والاتجاه للخالق سبحانه وتعالى في أجمل بقاع سوريا على الإطلاق، من النهر والشلالات والأشجار الضخمة والكهوف والجروف الصخرية الرائعة. والقول الآخر أنه نتيجة لتلاقي جبل "اللقبة" مع جبل "القريات" (قريتان بالقرب من الزاوي) بشكل زاوية شبه قائمة وتوضع الشلال والنهر في الزاوية تماماً وإشرافه من هذه الزاوية على وادي الزاوي كله».