ثلاثة أيام هي مدة المعسكر التدريبي الذي جمع الفئة الثالثة من فريقي "الرقة" و"حماة" في مقر الجمعية العلمية السورية للمعلوماتية في "حماة" خلال أيام 25-26-27 من شهر شباط 2010...تبادل الخبرات والمعلومات كان هو العنوان العريض للمعسكر الذي شارك فيه خمسة طلاب من فريق "الرقة"، مع سبعة طلاب من فريق "حماة".

مدونة وطن eSyria حضر المعسكر والتقى المهندسة "ياسمينة عقدة" مديرة الأولمبياد في سورية، وسألها عن الغاية من إقامته، تقول: «هذه هي المرحلة الثانية من المعسكر التدريبي، كان هناك من قبل معسكر خاص بالمرحلة الأولى والثانية، الغاية هو التقريب بين فرق المحافظات، بغية التعرف والتنافس، كذلك جعل مدرّبي المحافظات يدرّبون في غير محافظاتهم، بحيث يصبح النجاح عملاً جماعياً بين المحافظات».

إضافة مادة الخوارزميات للمنهاج بحد ذاته إيجابية كبيرة، استفدت كثيراً من أسلوب المدرسين من "دمشق"، ولاحظت تجاوب الطلاب معهم

وعن تقييمها لمعسكر المرحلة الأولى قالت "عقدة": «التحفيز لدى الطلبة هو ما حصدناه من المعسكر الأول، كذلك زيادة التنافسية بين المحافظات، وهي فكرة تطبق للمرة الأولى، سيكون هناك قريبا فحص على الشبكة لكل الفئات في كل المحافظات بإشراف مدربين من المحافظات أخرى، الغاية منه التعرف على مستوى الطلاب، وجعل كل الطالب يقيّم مستواه».

م. "ياسمينة عقدة"، م. "كحلا الظريف"

وأضافت مديرة الأولمبياد: «هناك معسكر موازٍ يجري في نفس التوقيت في مدينة "حمص" تجتمع فيه فريق من "إدلب ودير الزور" أمّا المدربون فهم من اللاذقية، بالإضافة إلى معسكر في محافظة "درعا" يجمع محافظتي "درعا والسويداء" والمدربون من "دمشق"، ومعسكر رابع في "طرطوس" للفئات الثلاث ومن عدة محافظات».

وعن التطور الذي شهده الأولمبياد منذ تأسيسه قالت المهندسة "ياسمينة عقدة": «نحن الآن في السنة السابعة للأولمبياد، خلال السنوات الأولى كان لدينا مشكلة في المنهاج، حيث كان غير واضح، كما كان هناك ست فئات عمرية، اختصرنا الفئات إلى ثلاث وكان الجديد هذا العام إضافة منهاج موحد للأولمبياد، حالياً نعمل على تطوير موقع الأولمبياد، حيث سننشر مسائل مع حلولها بشكل أسبوعي».

الطالب "مصطفى العبد الله العليوي"

وعن المشاركة في الأولمبياد العالمي قالت: «كان مستوى المشاركات في الأولمبياد العالمي أفضل من السنوات السابقة، وهناك اليوم تركيز على الفئات الأصغر لبناء جيل قادر على المنافسة عالمياً».

المهندسة "كحلا الظريف" مشرفة الأولمبياد في حماة قالت: «هذا العام تم سد ثغرة كبيرة من خلال توحيد المنهاج التدريسي، هذا المنهاج ساهم في اختيار المدرسين الكفاء وتدريبهم، وتبقى لدينا مشكلة اختيار الطلاب القادرين على الاستمرار، حيث تواجهنا مشكلة عادة تتجلى في اعتذار بعض الطلاب عن الاستمرار في الأولمبياد على الرغم من قطعهم شوطا كبيرا».

المدربون المشاركون

المدرّب "عبد الله دياب" الذي جاء من دمشق، قال: «قبل أن تكون مثل هذه المعسكرات مفيدة للطلاب، هي مفيدة للأساتذة، فاختلاف ثقافة الطلاب بين دمشق وهنا، أوجب علينا تغيير نمط وطريقة التدريس، فأصبحنا أكثر مرونة في التدريس، أما الطلاب فقد استفادوا كذلك من تغيير الأساتذة، فنقلت المعلومة بطريقة مختلفة، وكان هناك معلومات إضافية، كذلك طريقة وأسلوب تعليمي مختلف، فعندما تتغير الوجوه تتغير المفاهيم».

وأضاف: «مستوى التجاوب لدى الطلاب المشاركين جيد رغم التفاوت في الشوط الذي قطعه كل فريق، فالطلاب الذين أتوا من "الرقة" لم يبدؤوا بعد في منهاج الأولمبياد، أما طلاب "حماة" فظهر أنهم قطعوا شوطاً جيداً مع أساتذتهم».

المدرّب "زاهر الحنبرجي" مشرف الأولمبياد في "دمشق"، قال: «كانت الغاية بتحقيق تقارب بين المستويين، وتزويدهم بالمعلومات بحيث يستطيع الطلاب أن يكملوا ما تعلموه في منازلهم، أو من خلال حلّ بعض التمارين، ما قدمنا من أجله هو الخوارزميات، حيث علمنا الأطفال مبادئ الخوارزميات، وكيفية تطبيقها باستخدام لغة البرمجة C++ ، كان هناك تجاوب جيد من قبل الفريقين، وكان أكثر مما توقعناه».

مهندسة المعلوماتية "دانيا طيفور" المدرّبة لفريق "حماة" قالت: «الخوارزميات ضرورية جداً لتطوير طريقة تفكير الطالب، فلغة البرمجة والكود لا تكفي لتجعل إنسانا يكتب برنامجا، الخوارزميات ضرورية لحلّ المشكلات، من السهل تعلّم لغة البرمجة، لكن هذا التعلم لا يكفي وحده، بل يحتاج إلى تدريب».

وأضافت المهندسة "طيفور": «إضافة مادة الخوارزميات للمنهاج بحد ذاته إيجابية كبيرة، استفدت كثيراً من أسلوب المدرسين من "دمشق"، ولاحظت تجاوب الطلاب معهم».

مهندس المعلوماتية "سامر الأسود" المدرّس في أولمبياد "حماة" قال: «تبادل الخبرات مهم ما بين الأساتذة، ويعطي صورة متكاملة عن الفكرة، كما أن الاجتماع مع مدرسين من محافظات أخرى يضفي جواً من الاحتكاك الإيجابي، فليس الموضوع مجرد تنافس بقدر ما هو تكامل».

والتقينا أيضاً بعض المشاركين، يقول الطالب "مصطفى العبد الله العليوي" من فريق "الرقة": «لم نبدأ بعد في فريق "الرقة"، وبدأ الأساتذة معنا في هذا المعسكر من نقطة الصفر، أساتذة "حماة ودمشق" متميزون، ولديهم أسلوب شيّق في التعليم».

أما الطالب "محمد نور الحايك" من فريق "حماة" فقال: «خرجنا من جو درس واحد، إلى جو معسكر تدريبي، استفدنا من ناحية المعلومات، وكان هناك إضاءات إضافية للمعلومات، استفدنا من مشاركة فريق "الرقة" معنا، من خلال أسئلتهم التي طرحوها والتي أغنت المعسكر».