أجاد العزف على "العود" بالأسلوبين العربي والتركي، ارتبطت معزوفة "رقصة ستي" المستوحاة من البيئة الدمشقية به، قادر على تقديم الارتجالات الموسيقية لساعات دون ملل.

مدونة وطن "eSyria" التقت بتاريخ 6 آب 2014، مدرس اللغة العربية والمهتم بالموسيقا "محمد الحمود"، وعن الفنان "عمر النقشبندي" يقول: «تعددت إبداعاته في المجال الفني فشملت العزف والغناء والتلحين والتأليف الموسيقي، فكان عازفاً بارعاً على آلة "العود"، امتاز بأسلوبه الخاص، ويجيد العزف بالأسلوبين المتعارف عليهما في ضبط أوتار "العود" وهما: الأسلوب التركي، والأسلوب العربي، وقد سخّر الأسلوبين لخدمة عزفه ولا سيما الضرب بالريشة حتى تفوق على غيره واحتل مكانته بين عازفي العود عن جدارة، اشتهر بمعزوفة "رقصة ستي" التراثية، فطورها وأضاف إليها وأداها بأسلوب جميل حتى ارتبطت باسمه ارتباطاً وثيقاً».

العود بين يدي "النقشبندي" لا يعرف الراحة، أو بالأحرى لا يجد الراحة إلا بين أنامله التي لا يدري أحد كيف يستخدمه، ولعل هذه البراعة في تكييف الأنامل وفق ما يريد، هي التي جعلته يخلص للعزف من دون التأليف أو التلحين، فإذا أضفنا إلى هذا فهمه العميق للمقامات الشرقية، أدركنا البراعة التي كان يسحر فيها مستمعيه من خلال ارتجالاته التي قد تستمر ساعات دون أن يمل المستمع منها، ومن دون أن يمل الفنان "عمر" من العزف

أما الباحث المرحوم "صميم الشريف" فيقول في كتابه "الموسيقا في سورية" : «عازفو العود الذين اشتهروا في القطر العربي السوري قلة، وأشهرهم على الإطلاق "عمر النقشبندي"، وقامت شهرته على البراعة في العزف، والإبداع في الارتجال والتقاسيم، استمعت إلى "النقشبندي" لأول مرة في منتصف الثلاثينيات في بيت دمشقي عريق، كان آنذاك يملك صوتاً لا بأس به، ويهوى أغاني "محمد عبد الوهاب" ويؤديها ببراعة متناهية، وقد عرفته "دمشق" كلها من وراء عزفه القوي، ومن خلال السهرات الخاصة في بيوت أهل الطرب التي كان يغني فيها بمصاحبة عوده أغاني مثل: "الهوى والشباب"، و"يا شراعاً"، و"يا جارة الوادي"، وغيرها من أغاني "عبد الوهاب"، وقد أدخل على قصيدة "يا جارة الوادي" إضافات لحنية وغنائية اعتمدها "محمد عبد الوهاب" عندما استمع إليها من "النقشبندي" في العام 1932 عند زيارته الأولى لـ"دمشق"، وسجلها على إسطوانات "بيضافون" (أي مدورة كبيرة) وفق التعديلات التي غناها بها "النقشبندي"».

الباحث المرحوم صميم الشريف

ويتابع: «العود بين يدي "النقشبندي" لا يعرف الراحة، أو بالأحرى لا يجد الراحة إلا بين أنامله التي لا يدري أحد كيف يستخدمه، ولعل هذه البراعة في تكييف الأنامل وفق ما يريد، هي التي جعلته يخلص للعزف من دون التأليف أو التلحين، فإذا أضفنا إلى هذا فهمه العميق للمقامات الشرقية، أدركنا البراعة التي كان يسحر فيها مستمعيه من خلال ارتجالاته التي قد تستمر ساعات دون أن يمل المستمع منها، ومن دون أن يمل الفنان "عمر" من العزف».

ويبين الباحث "أحمد بوبس" في الموسوعة العربية عن بداية حياة "النقشبندي"، ويقول: «ولد الفنان "عمر النقشبندي" في "حماة" عام 1910، نشأ في بيئة شعبية، وبقي مخلصاً لهذه البيئة، ويمكن للمرء أن يكتشف ذلك بسهولة من خلال مؤلفاته القليلة التي نحى فيها منحى شعبياً يختلف ويبتعد كثيراً عن طريقة ارتجاله التقليدية، ففي رقصاته الشعبية التي اشتهرت منها بنوع خاص "رقصة ستي" التي اقتبس واستوحى ألحانها البسيطة من السهرات الدمشقية القديمة الخاصة بالنسوة، و"عمر النقشبندي" الذي مضى في رحلة العمر في أيار من عام 1981 ظل يمارس العزف على العود، ويلقن تلامذته من العازفين حتى البارعين منهم الشيء الكثير من علوم هذا الفن الرفيع الذي مارسه أكثر من ستين عاماً».

كتاب الموسيقا في سورية

ويضيف: «وفي مجال التلحين لحن عدداً من الأغنيات التي كتب كلماتها وأداها بصوته، منها: "من أول نظرة حبيتك"، "ويلي منك ياويلي"، وفي مجال التأليف الموسيقي وضع بعض المقطوعات الموسيقية، منها مقطوعة "غروب"، إضافة إلى كثير من التقاسيم والارتجالات، وتحتفظ مكتبة الإذاعة في "دمشق" بعشرات الأشرطة الخاصة بأعماله وعزفه، وأشهر مؤلفاته الموسيقية التي لا تقدم إلا لماماً، لأن أغلبها مسجل على العود، وهي: "نشوة الصباح"، "ليالي استامبول"، "رقصة لحور"، و"أحلام عاشق"، "قلب عذراء"، إلى جانب عدد كبير من ارتجالاته الموسيقية على العود -تقاسيم- من كل المقامات المعروفة في الموسيقا الشرقية تقريباً».