لم يدّخر "عبد الحميد العقاد" جهداً في رحلة البحث عن مرعى طبيعي شتوي لخلايا النحل الموجودة في بستانه الصغير الكائن في حيّ "البارودية"، حتى وصل إلى ضالته المنشودة عبر "البوراجو".

يقول لمدونة وطن "eSyria" بتاريخ 20 تشرين الثاني 2015، عن تجربته في زراعة نبات "البوراجو": «لم أشأ الاعتماد على مادة "السكر" كغذاء للنحل في فصل الشتاء؛ لأنه -برأيي- مخالف لأخلاقيات مهنة النحّال، بحثت طويلاً في الكتب الزراعية وعبر مواقع البحث حتى توصلت إلى نبات يطلق عليه "خبز النحل" أو "البوراجو"، وبعد محاولات عديدة استطعت الحصول على بذور لهذا النبات من خلال أحد الأصدقاء المتواجدين خارج "سورية".

عندما تكثر الأوراق نقوم بجنيها مع القمم الزهرية التي تبدأ الظهور في الربيع ثم تجفف وتطحن معاً وتستخدم كشراب ساخن لالتهاب جهاز التنفس، أما بالنسبة لبذورها فيتم عصرها لاستخراج الزيت منها

بدأت زراعة النبات في شهر أيلول وتحديداً في عام 2009، وانتظرت عاماً كاملاً للتأكد من ملاءمة البيئة المحيطة لنجاح هذه التجربة الزراعية، وعندما بدأت أزهارها تظهر لاحظت عليها إقبالاً من النحل، فجنينا كمية جيدة من العسل في ذلك الموسم.

نبات "البوراجو"

توقفت عن الاعتناء بخلايا النحل لفترة من الزمن، وتركز اهتمامي ورعايتي لتلك النبتة بعد أن تعرّفت إلى فوائدها الطبية الغنية، وحاولت أن أنشر فائدتها لأكبر عدد من الناس عن طريق توزيع منتجاتها لمدة عامين من دون مقابل».

مراحل عديدة يقوم بها "عبد الحميد" تبدأ منذ لحظة ظهور الأوراق والأزهار، عنها يضيف: «عندما تكثر الأوراق نقوم بجنيها مع القمم الزهرية التي تبدأ الظهور في الربيع ثم تجفف وتطحن معاً وتستخدم كشراب ساخن لالتهاب جهاز التنفس، أما بالنسبة لبذورها فيتم عصرها لاستخراج الزيت منها».

تجفيف "البوراجو"

لـ"البوراجو" فوائد طبية عديدة؛ لذلك بدأت عدة دول زراعته؛ فقد استخدم في علاج أمراض السكر وحالات السعال والنزلات الصدرية، وتستعمل أوراقه بعد غليها في علاج قرحة المعدة، وكان اليونانيون القدماء يعتقدون أن أكل نبات "البوراجو" يمنحهم الشجاعة.

عن مواصفات هذا النبات حدثنا الطبيب البيطري "محمود العقاد"؛ الذي شارك والده في هذه التجربة الزراعية: «هو نبات حولي شتوي يزرع لمدة عامين متتاليين، ساقه عصيرية ثخينة؛ يصل ارتفاعه إلى أكثر من 60سم، وتغطي الساق شعيرات كثيفة، وأوراقه كبيرة يصل طولها إلى 11سم أو 21سم، وهي ذات شكل بيضوي إهليلجي، أما الأزهار فهي نجمية الشكل لا يزيد قطرها على 2-5سم لونها أزرق أو أبيض، وتحمل النبتة من 4-5 آلاف زهرة».

فؤاد شيخ الغنامة ومحمود العقاد

بدوره النحّال "فؤاد شيخ الغنامة" المشرف على إنتاج خلايا النحل في بستان "عبد الحميد"، تحدث لنا قائلاً: «تمتاز أزهار نبات "البوراجو" بألوانها الزاهية التي تجذب النحل، إضافة إلى تركيز كمية السكر المرتفع في رحيق أزهاره، واحتواء حبوب اللقاح على مجموعة من الأحماض الدهنية المتميزة والزيوت الطيارة التي تجذب النحل».

ويضيف: «زراعة "البوراجو" داخل محطات إنتاج ملكات النحل مهم للغاية؛ حيث يعمل على زيادة إفراز غدد الغذاء الملكي وبالتالي زيادة إنتاجه، وهو مصدر دخل إضافي لمربي النحل؛ حيث يمكن جمع حبوب اللقاح باستخدام المصيدة وبيعها لشركات الأدوية، والعسل المستخرج منه يتميز بلونه الذهبي إضافة إلى خواصه الغذائية والدوائية العالية التركيز، لدينا الآن ثلاثون خلية نحل جميعها تتغذى من هذه النبتة».