الوضع الاقتصادي الراهن الذي أدى إلى نقص كبير في الأعلاف الخضراء، دفع مجموعة من طلاب جامعة "البعث" في "حماة" إلى استنبات الشعير من دون تربة للحصول عليه بقيمة غذائية عالية، ويلبي الاحتياجات الغذائية للحيوان على مدار العام.

مدونة وطن "eSyria" بتاريخ 6 تشرين الثاني 2018، التقت مجموعة من الشباب في كلية الزراعة في "السلمية" ليتحدثوا عن مشروعهم الجديد والبدايات فيه، حيث تقول "هبة عدرة": «البداية كانت عندما التحقت بدورة لإدارة المشاريع، ولأنني طالبة ماجستير في الهندسة الزراعية، فقد فكرت بمشروع لتوفير العلف الأخضر عالي القيمة الغذائية لتغذية الحيوانات على مدار العام من دون التقيد بمواسم زراعية محددة، حيث إن استنبات الشعير يتم بطريقة سهلة، وكميات يومية محددة حسب الحاجة طول العام، للمساهمة في رفع اقتصاد الوطن، حيث يخفف تكاليف التغذية والأدوية البيطرية على المزارع».

تشير بعض الدراسات إلى أنه لا يمكن الاستغناء بالكامل عن العلف الجاف أثناء تغذية الحيوانات على العلف الأخضر؛ فالحيوان يحتاج إلى 20% أو 30% من غذائه من العلف الجاف، ويفضّل تقطيع العلف المستنبت الأخضر عند تقديمه للحيوانات

ويتابع "محمد سلهب" طالب الهندسة الزراعية عن أهمية المشروع: «هذه الطريقة توفر في الأراضي الزراعية التي يتم إشغالها بزراعة النباتات العلفية، حيث إن غرفة استنبات الشعير التي مساحتها من 50 إلى 60 متراً مربعاً فقط، يمكن أن تعطي نحو 180 طنّاً من الشعير المستنبت في السنة، وهو ما يعادل إنتاج 70000 متر مربع من البرسيم، وعليه يمكن استغلال هذه الأراضي بزراعة محاصيل أخرى؛ كالقمح شتاءً، والذرة صيفاً؛ وهو ما يساعد على تحقيق الاكتفاء الذاتي من هذه المحاصيل الاستراتيجية، وتوفر ما بين 50 إلى 70% من نفقات تغذية الحيوانات، وهذا يعني زيادة أرباح مشاريع الإنتاج الحيواني».

الطريقة العملية للاستنبات

وحذّر "سلهب" مستخدمي هذه الطريقة بالقول: «يجب عدم ترك العلف المنتج لمدة طويلة بعد إخراجه من وحدة الاستنبات تجنباً لحدوث التعفّن، ويتم تقديمه بعد تركه مدة قصيرة ريثما يتم التخلص من الماء الزائد، ويفضّل إلحاق وحدة الاستنبات التي تعمل 100% على الطاقة الشمسية بمولدات احتياطية لتشغيل وحدات الاستنبات في الأيام الغائمة لمدة طويلة، أو عند حدوث أعطال معينة في الوحدة».

"سوسيل حبيب" إجازة في علم الأحياء، تحدثت عن ميزات أخرى للمشروع، وقالت: «المشروع يساهم في توفير العمالة، واستخدامها في مشاريع إنتاجية أخرى، حيث إن غرفة استنبات الشعير لا تحتاج إلى أكثر من فرد واحد يمكنه تشغيلها وإدارتها، وتوفير قيمة الأسمدة العضوية والكيماوية لعدم الحاجة إلى استخدامها في غرف استنبات العلف الأخضر، وتوفر 90% من المياه، ويحتوي الشعير المستنبت نسبة أعلى من البروتين بالمقارنة مع الحبوب الجافة؛ حيث تصل هذه النسبة إلى 20%».

نجاح التجربة

وتضيف: «تشير بعض الدراسات إلى أنه لا يمكن الاستغناء بالكامل عن العلف الجاف أثناء تغذية الحيوانات على العلف الأخضر؛ فالحيوان يحتاج إلى 20% أو 30% من غذائه من العلف الجاف، ويفضّل تقطيع العلف المستنبت الأخضر عند تقديمه للحيوانات».

الدكتور "ماجد موسى" الذي قدم لهم المساعدة العلمية والتقنية، قال: «هؤلاء الشباب يتمتعون بروح المثابرة والإصرار، حيث قدمت لهم المساعدة العلمية والتقنية حتى وصلوا إلى مرحلة الإنتاج. بداية العملية يجب تصفية البذور من الشوائب والحبوب المكسرة؛ لأنها أحد أسباب نمو الفطور وحدوث التعفّن، وفلترة المياه وتعقيمها باستخدام أشعة uv، أو غلي المياه وتركها حتى تبرد؛ حيث لا تزيد درجة حرارتها عند نقع البذور على 30 درجة مئوية في المناطق الباردة أو فصل الشتاء، وتكون مدة نقع البذور لا تتجاوز 24 ساعة؛ حيث تنقع لمدة 12 ساعة، وبعدها نخرجها من الماء لمدة ساعة، ثم نعيدها إلى ماء جديد لمدة 12 ساعة لتجنب زيادة النشاط البكتيري والفطري؛ وهذا يعني تقليل حدوث العفن في البذور المستنبتة. عند نقع البذور يجب أن يكون ارتفاع الماء فوق مستوى سطح البذور نحو 10سم، بعد انتهاء النقع تأتي مرحلة تعقيم البذور، حيث يتم نقعها في محلول تعقيم خاص لمدة لا تقل عن 5 دقائق، ولا تزيد على 10 دقائق، بعدها تغسل البذور جيداً بالماء، لأن بقاء آثار مواد التعقيم يؤدي إلى زيادة الوقت اللازم لإنبات البذور، وضرر على صحة الحيوان. ويفضل استخدام تقنية التعقيم بالأشعة فوق البنفسجية لتجنب أي أثر للمواد الكيميائية الضارة على الحيوانات أو منتجاتها».

قطعة شعير عملية

يذكر أن الطلاب كلهم من "السلمية"، و"هبة بسام عدرة" حاصلة على إجازة بالهندسة الزراعية، من مواليد عام 1989، و"سوسيل حبيب" إجازة في علم الأحياء، من مواليد عام 1991، و"محمد سلهب" طالب سنة ثالثة هندسة زراعية، من مواليد عام 1996.