أول فتاة تصعد على خشبة المسرح في محافظة "حماة"، ارتبط المسرح باسمها، واستطاعت أن تبني لنفسها طيفاً واسعاً من الجمهور، وتركت لديهم بصمة كبيرة.

مدونة وطن "eSyria" التقت بتاريخ 23 كانون الثاني 2019، "كاميليا بطرس" في المركز الثقافي بـ"حماة"، منطقة "عين اللوزة"، لتتحدث عن بدايتها قائلة: «ولدت في مدينة "حماة" ضمن أسرة فنية، لأب نحات، وأخ كاتب، وآخر عازف، وأخي المخرج السينمائي المعروف "ريمون بطرس"، ومنذ أن كنت في المرحلة الابتدائية ظهرت موهبة التمثيل لديّ من خلال تمثيليات صغيرة كنا نقوم أنا ورفاقي في المدرسة في الصف الرابع والخامس بتمثيلها، وأخرجها بنفسي، ثم بدأت مشواري من خلال المنظمات التي كانت آنذاك؛ "اتحاد شبيبة الثورة"، و"منظمة الطلائع"، و"المسرح الجامعي"، وكنت أول فتاة تصعد على خشبة المسرح في محافظة "حماة". بدأت مشواري المسرحي كممثلة في منتصف السبعينات، وحضرت إلى "حماة" لجنة مؤلفة من "محمد شاهين" و"أمين الخياط"، وأجريا اختبارات للعاملين في الشأن الفني والمسرحي، ونلت لقب عضو متمرن في نقابة الفنانين، وشاركت مع مخرجين كبار، منهم: "سمير الحكيم"، و"محمد شيخ الزور"، وبعدها تابعت المشوار برفقة جيل آخر، منهم: "شاكر شاكر"، و"عبد الكريم حلاق"، و"مولود داوود"، وغيرهم، وكلنا أسسنا في هذه المحافظة لمسرح هواة مهم، قارع ونافس آنذاك في أهم المهرجانات المسرحية، وأسس لبناء مهرجان "حماة" المسرحي، الذي انطلق وما تزال شموعه حتى هذا الوقت تنير لبقية مسرحيي "حماة"، وبعد نيلي عضوية ثم رئاسة النقابة، توسّعت ثقافتي المسرحية وقراءاتي حول المسرح ومؤسسيه، وتوسع النشاط في التسعينات، وتمكنت من إمساك الأدوات المهنية والحرفية حتى أصبحت أكثر قدرة وتميّزاً».‏

كُرمت في "الإمارات" في أحد المهرجانات كأفضل ممثلة في عمل للمخرج "محمد شيخ الزور"، وفي "الأردن" و"مصر" و"تونس"

وبالنسبة للمشاركات المسرحية والتلفزيونية، قالت: «قدمت العديد من العروض المسرحية، نذكر منها: "الأرنب الذئبي"، و"الرجل صار كلباً"، و"وحش طوروس"، و"أنت اللي قتلت الوحش"، و"زيارة الملكة"، و"شاركان في بيت زاره"، و"بانتظار اليسار"، و"حفلة سمر من أجل خمسة حزيران".

خلال أحد التكريمات

أما أولى مشاركاتي التلفزيونية، فكانت في بداية التسعينات مع الأستاذ "نجدت أنزور" في مسلسل "تل الرماد"، ومسلسل "جواد الليل" مع المخرج "باسل الخطيب"، ثم في مسلسل "عطر البحر" للمخرج "غسان جبري"، وشاركت في مسلسل "لعنة الطين" للمخرج "غسان شميط"، ومسلسل "ما ملكت أيمانكم" للمخرج "نجدت أنزور"، ومسلسل "الدوامة" للمخرج "المثنى صبح"، إضافة إلى عدة أدوار وشخصيات متميزة في العديد من الأعمال التلفزيونية».

وعن الصعوبات التي واجهتها، قالت: «أعيش في مجتمع محافظ، وكان الأمر مفاجئاً بوجود العنصر النسائي على خشبات المسرح، فحوربت إلى حد ما، لكن إيماني برسالتي والفن والحضارة والتقدم، ودعم بعض الأصدقاء؛ ساعداني على الاستمرار».

الباحث كمال الديري

أما بخصوص الجوائز والتكريمات، فقالت: «كُرمت في "الإمارات" في أحد المهرجانات كأفضل ممثلة في عمل للمخرج "محمد شيخ الزور"، وفي "الأردن" و"مصر" و"تونس"».

الباحث الموسيقي والمسرحي "كمال الديري" تحدث عن الممثلة والمخرجة "بطرس" قائلاً: «امتلأت مخازن حياة الآنسة "كاميليا" التمثيلية من علوم المسرح والتلفزيون والسينما التي تلخص المبدأ الفلسفي للتكوين الثقافي، بأن التراكم الثقافي يساوي تغيراً نوعياً، فبدأ يحلق في خشبات المسارح صفة جديدة ليتكون منها اسم "كاميليا بطرس"، التي استطاعت أن تجعل المسرح جماهيرياً بكل معنى الكلمة، فقد توخت في عروضها البساطة والدقة والعمق والشمول وتحقيق الهدف الذي يسعى إليه كتّاب المسرح ومخرجوه، واستطاعت أن تهدم الجدار الرابع الذي وضعه المنظّر الألماني "برتولد بريخت"، فجعلت الجمهور جزءاً من الحدث الدرامي وحملّته مسؤولية ما تقدمه إليه عبر الكادر الذي يجمع جيلين من الممثلين.

باختصار، الإخراج المسرحي لدى "كاميليا" يعتمد على المسرح المتنوع، ففيه الحياتي والواقعي الذي يهتم بقضايا الشعب في يومياته الموروثة منذ عقود، فتعالجه بروح محورية ورؤية متفائلة».

الجدير بالذكر، أن الممثلة "كاميليا بطرس" من مواليد "حماة" عام 1958، خريجة كلية الحقوق.