برزت موهبتها منذ الصغر، ثم تطورت إلى استخدام الألوان، وبدأت صقل هذه الموهبة في الرسم والنحت، وقدمت أولى معارضها وهي في عمر 13 سنة، وتوالت المعارض في "سورية" والبلاد العربية والأجنبية.

مدونة وطن "eSyria" التقت بتاريخ 11 شباط 2019، الفنانة "ليلى رزوق" في مدينة "السقيلبية"،

هي معركة الحياة، فقد أصبحت أمّاً لثلاثة أطفال، ومدرّسة لمادة الفيزياء والكيمياء، وسيدة منزل، وعلى الرغم من هذا كنت أشارك في جميع المعارض التي تقام في "حلب" و"دمشق" بشكل خاص

لتتحدث عن بداياتها قائلة: «ولدت في مدينة "السقيلبية" ونشأت وترعرعت في أسرة تحترم العلم والحضارة الإنسانية، وتابعت مراحلي الدراسية في مدينة "السقيلبية" أيضاً، لكن المرحلة الجامعية أمضيتها في "حلب" الشهباء، وحصلت على إجازة في العلوم الأساسية».

في أحد معارضها

وعن بداية موهبتها في الرسم والنحت، قالت: «ظهرت موهبتي في عمر مبكر جداً؛ حيث كنت في الرابعة، ولقيت تشجيعاً وحباً من الأهل والرفاق والمدرسين، في ذلك الحين لم أجد أي صعوبة؛ لأن عالمي كان صغيراً، كان يكفيني أن أحمل صخرتي الصغيرة من الجوار لأنحتها بأجمل الأشكال المحببة إلى قلبي، وهكذا استمر عطائي وكبرت أحلامي، وما زلت ألقى ذلك الدعم من كل أهالي مدينتي الجميلة».

وبالنسبة للمشاركات في المعارض المحلية والدولية، قالت: «أشارك في جميع المعارض التي تقام في "حلب" و"دمشق" وغيرها من المحافظات السورية، وكانت لوحاتي تلقى إعجاباً، وتم اقتناء لوحاتي في أغلب دول العالم من "السويد" إلى "الأرجنتين" إلى "فنزويلا" و"ألمانيا" و"أميركا" و"كندا".

الفنان غيث العبد الله

وقد لقيت دعماً كبيراً في طفولتي المبكرة، وأول معرض فني شاركت به نحتاً ورسماً، كان في الصف السابع الإعدادي، ثم شاركت في معرض بجامعة "حلب"، كان قد شارك فيه العبقري "لؤي كيالي" رحمه الله، وبعدها انتسبت إلى "نقابة الفنون الجميلة" في "دمشق" عام 1982، وبدأت مشاركاتي في معارض القطر، وأهمها "المعرض السنوي"».

وتابعت قائلة: «لقد اطلعت على الفن في جميع أنواعه، وتفحصت اللوحات على أرض الواقع، فقد زرت متحف "اللوفر" عام 1983 لمدة عشرين يوماً متتالياً، ومتحف "الفن الحديث" في "المكتبة الظاهرية" في ساحة "جورج بمببدو"، إلى جانب "دار الأوبرا" في "فرنسا" وقصر "المرايا"، وقصر "فرساي"، إلى جانب سفري إلى "أميركا" ومشاهدة أجمل معالمها من "ديزني لاند" إلى "سانت ياجو"... إلى آخره، وكذلك زرت "هولندا" الأرض الخصبة التي أنجبت "رامبراند" العظيم وأمثاله، و"سويسرا" وبحيرة "جنيف" الجميلة، و"يوغسلافيا" ومدينة "ميتوغوريييه" وشاهدت تماثيل "مريم العذراء" التي لا تعد ولا تحصى، ولا شك أنني عايشت كبار الفنانين في "دمشق" و"حلب" وأخذت من مدارسهم، كالمرحوم الأستاذ "سعيد مخلوف" والأستاذ "نشأت رعدون"، والمرحوم "رولان خوري"، والمرحوم "جاك عيسى"، و"جبران هدايا" أطال الله بعمره، والمرحوم "شكيب بشقان"، وما زلنا حتى الآن نعايش تجارب الفنانين الكبار ونتعلم من مدارسهم».

أما عن الصعوبات التي واجهتها، فقالت: «هي معركة الحياة، فقد أصبحت أمّاً لثلاثة أطفال، ومدرّسة لمادة الفيزياء والكيمياء، وسيدة منزل، وعلى الرغم من هذا كنت أشارك في جميع المعارض التي تقام في "حلب" و"دمشق" بشكل خاص».

وختمت قائلة: «أنا بالنهاية مقلة في إنتاجي الفني بسبب تعلمي الدائم، فأنا الآن أدرس في معهد "إسمود" الدولي للتصميم والتفصيل، لمدة ثلاث سنوات إلى أن أحصل على الشهادة، وأنا في الـ64 من العمر، كما أنني درست الدبلوم وكان عمري آنذاك 48 عاماً، وكلنا لدينا طموح العالمية، ونسعى إلى ذلك في أعمالنا النوعية، ونتمنى من الله أن يوفق الجميع».

الفنان التشكيلي "غيث العبدالله" تحدث عن الفنانة التشكيلية "ليلى رزوق" قائلاً: «استطاعت الفنانة المبدعة "ليلى" أن تقدم فناً له محليته، فهو مستوحى من تراث مدينة "السقيلبية" مسقط رأسها، وتتجاوز حدود الوطن من حيث الانتشار باللوحة والمنحوتة اللتين تتنافسان فيما بينهما لديها، فأحياناً يفوز العمل النحتي على الزيتي، وأحياناً أخرى يتفوق العمل الزيتي على النحتي.

النحاتة السورية "ليلى رزوق" اسم من ذهب وقلب من صلابة الفولاذ ورقة النسيم، على الرغم من الظروف القاسية جداً التي مرت بها مع أسرتها من رحيل أحبة ومقربين خلال أيام متقاربة، إلا أنها أبت إلا المتابعة في إنجاز ما بدأته في نحت تمثالها الضخم "السيدة العذراء"، فأنجزته خلال ثلاثة أشهر من العمل المتقطع؛ تتحامل على جرحها متحدية بصبر وأناة مشكلاتها، وتابعت حتى أنهت ما أبدعته في هذا الإنجاز الضخم الذي جاء إضافة مهمة لمجمل إبداعاتها في عالم النحت والتشكيل».

الجدير بالذكر، أن "ليلى رزوق" من مواليد "ريف حماة" مدينة "السقيلبية" عام 1955، خريجة كلية العلوم.