آثر عدم ترك بلده على الرغم من الظروف التي استدعت من أطباء آخرين أن يغادروا، إلا أنه تمسك بالبقاء والعمل، متحملاً كل الظروف الصعبة التي مرت على الجميع، فساعد المرضى الفقراء الذين يلجؤون إليه لتشخيص أمراضهم عن طيب خاطر، فهو يعدّ ذلك واجباً إنسانياً.

مدونة وطن "eSyria" بتاريخ 13 شباط 2019، التقت الدكتور "تمام جعفر" اختصاص تصوير شعاعي، ليتحدث عن رغبته بدخول الطب، فقال: «رغبت في دراسة الطب كمهنة إنسانية، ورغبة مني في الخوض في الجسد البشري وأعماقه. تربيت ضمن أسرة مثقفة وواعية، واعتدت أن أكون في المرتبة الأولى في صفي، إضافة إلى شغفي في كل ما يتعلق بالبحث العلمي، وأكثر ما أفتخر به هو محبة الأهل والناس لما أحققه من نجاح».

نتعامل مع مختلف الأنماط البشرية، لكن هناك خصوصية شديدة هنا، فالمريض يضع حياته وأسراره بين يديك؛ وهذا يحملنا مسؤولية كبيرة، ويجب أن يشعر المريض بأنك صديقه ومفتاح سعادته

أما عن اختياره لتخصصه العلمي، فأضاف: «عندما كنت أتابع دراستي الجامعية، وخلال اطلاعنا كطلاب على بعض الحالات المرضية التي أدى التشخيص الشعاعي الخاطئ إلى تدهور حالة المريض، وإمكانية حدوث الاختلاطات الطبية بسبب خطأ في التشخيص الشعاعي، فهناك دائماً أشياء جديدة يجب على الطبيب مراجعتها واقتناصها لأن الوقت لا يرحم أحداً، وخاصة ما نعيشه الآن من حالات لا تحتمل الانتظار، ورغبة مني في متابعة التحصيل العلمي والاختصاص».

البورد السوري

ويتابع: «الكثيرون من الناس يعانون بسبب ارتفاع تكاليف الحياة بوجه عام، والإجراءات الطبية والأدوية بوجه خاص، ولأن مهنة الطبيب تلامس النفس البشرية، فعلى الطبيب أن ينظر إلى حالة المريض الصحية قبل النظر إلى جيبه، فلا شيء يضاهي الشعور الإنساني عندما يحل الطبيب مشكلة صحية ويسمع من الأهل الشكر والدعاء من القلب».

وعن صعوبة التعامل مع النفس البشرية في مهنة الطب، يقول: «نتعامل مع مختلف الأنماط البشرية، لكن هناك خصوصية شديدة هنا، فالمريض يضع حياته وأسراره بين يديك؛ وهذا يحملنا مسؤولية كبيرة، ويجب أن يشعر المريض بأنك صديقه ومفتاح سعادته».

غرفة التصوير

يقول الدكتور "فاضل الياس" عنه: «الدكتور "تمام" طبيب إنساني بالدرجة الأولى، يجمع بين حبه وإخلاصه للمهنة، وتعاونه مع مرضاه، تابع -وما زال- معظم الحالات التي كانت تزورني في عيادتي، وتستدعي التشخيص الشعاعي الدقيق، والتقرير المفصل، إضافة إلى متابعته لمن هم بحاجة مجاناً، هدفه الأول المحافظة على سلامة المريض ومساعدة الفئات الهشة في المجتمع التي تحتاج إلى العلاج. طبيب مشهود له بذكائه ودقة ملاحظته وتقريره الذي يملي به استمارة المريض».

وتتحدث "هزار الشعراني" عن الدكتور "تمام جعفر": «قمت بمراجعته عدة مرات، مرة لوالدتي حيث أفضى تقريره الدقيق بوجود حصى في الكلية أدت إلى نوبة مؤلمة، وأخرى لابنتي البالغة من العمر 12 عاماً؛ حيث اكتشف وجود التهاب في الزائدة الدودية عندها؛ وهو ما أدى إلى استئصالها. ولا أنسى أنه إنساني بالدرجة الأولى، وأسلوبه اللبق واللطيف مع مرضاه، وإن دل على شيء، فإنه يدل على منبته الرائع ضمن أسرة مثقفة ومتواضعة ومحبة للناس».

هزار الشعراني

يذكر، أن الدكتور "تمام جعفر" من مواليد مدينة "سلمية"، عام 1976.