جمعهم الألم والأمل، وفقدان البصر لم يمنعهم من متابعة الحياة والمساهمة في تحقيق طموحاتهم، بل خلق روح التحدي لديهم؛ إنهم فريق "أحلامي" لرعاية المكفوفين ومصابي الحرب بمدينة "سلمية"، الذين تغلّبوا على إعاقتهم بصنع أعمال يدوية من توالف البيئة وبعض التقنيات البسيطة، فتحولوا إلى ظاهرة فريدة في مجتمع يحاول النهوض من جديد نحو الحياة.

مدونة وطن "eSyria" التقت بتاريخ 2 شباط 2019، المربية "مرام زيدان" رئيسة فريق "أحلامي"، لتتحدث عن تأسيس الفريق ونشاطاته، فقالت: «أُسّس الفريق في 9 تشرين الأول 2018، بجهود فردية، ومن دون مساعدة أي جهة، جمعنا روح التحدي للتغلب على الألم وتحقيق أحلامنا وإيجاد عمل يناسب كل عضو بحسب إعاقته البصرية، فمنها ما هو جزئي، ومنها ما هو كامل. نعمل كأسرة واحدة، وروح التعاون تسود الفريق، فمن امتلك قليلاً من النور يساعد من هو أكثر ضرراً».

أُسّس الفريق في 9 تشرين الأول 2018، بجهود فردية، ومن دون مساعدة أي جهة، جمعنا روح التحدي للتغلب على الألم وتحقيق أحلامنا وإيجاد عمل يناسب كل عضو بحسب إعاقته البصرية، فمنها ما هو جزئي، ومنها ما هو كامل. نعمل كأسرة واحدة، وروح التعاون تسود الفريق، فمن امتلك قليلاً من النور يساعد من هو أكثر ضرراً

وتتابع عن نشاطات الفريق قائلة: «قام الفريق بعدة نشاطات، واتبع أفراده دورات للأعمال اليدوية، وهم خمسة وعشرون عضواً، واعتمدنا على توالف البيئة، وقمنا بأعمال مصنوعة من الخشب أو لوحات مضيئة ثلاثية الأبعاد تعتمد على الخدعة البصرية؛ حيث كانت بأعداد محدودة بسبب تكلفتها الباهظة. واتبع اثنان دورة حاسوب تعتمد على الناطق الصوتي وتحويل الكتابة إلى مسموع؛ حتى يبقى الفرد على تواصل مع المجتمع بوسائله الحديثة، وشاركنا بمنتوجاتنا اليدوية في صالة "أدونيا" بـ"السلمية"، ومعرض "الخير" بـ"حماة" حتى نسوق أعمالنا، وعائدات البيع تذهب لدعم أعضاء الفريق، وتلبي نفقات المركز وبدل إيجاره. نعمل على التعاون مع جمعيات أخرى للحصول على الدعم المادي وتأمين المواد الأساسية لصناعاتنا اليدوية، ونسعى لتأمين رقعات شطرنج خاصة بالمكفوفين، فلدينا مدرّب من أعضاء الفريق، وهواة لهذه اللعبة. وقمنا أيضاً بدورات للمعالجة الفيزيائية التي تعدّ من المهن المفضلة والمناسبة للمكفوفين، ولدينا مسرح خاص شارك عشرة موهوبين بالتمثيل عليه، إضافة إلى ستة عازفين واثنين من هواة الغناء».

مازن منذر نصرة

المصاب "مازن منذر نصرة"، تحدث عن حالته ونشاطه ضمن الفريق قائلاً: «خسرت البصر بعيني اليمنى؛ والرؤية 5% بعيني اليسرى نتيجة الحرب التي قامت في وطني. عملت في أكثر من عمل ولم أوفّق، فانضممت إلى فريق "أحلامي"، وشاركت بإحدى المسرحيات تمثيلاً مع بعض أعضاء الفريق في صالة "أدونيا" بحضور المحافظ والمجتمع الأهلي، وتم تكريمي في معرض "الخير"؛ حيث عرضنا أعمالنا اليدوية للبيع وعائداته كانت لدعم الفريق».

المصاب "ناجي هاشم سفر" من قرية "الكافات"، تحدث عن ظروفه ونشاطه ضمن الفريق قائلاً: «أخي شهيد، ولديّ أخ ضابط مصاب، وأنا فقدت بصري وبيتي بعد التفجير الذي حصل في قريتي، وبعد عشر عمليات عاد البصر إلى عيني اليسرى بنسبة 5%. شاركت بمعرض صالة "أدونيا" في "سلمية"، وإصابتي لم تشعرني بالعجز، بل عملت في نجارة الحديد، وعتّالاً في محل لبيع الجملة، كذلك عملت على صهريج ماء أثناء الأزمة في "السلمية". نسعى لنكبر في المركز، ونجد الدعم لفريقنا الذي ينمو ويكبر».

ناجي هاشم سفر
أعمال مركز أحلامي