عَشِقَ الرياضة منذ الصِّغر واحترفها، واستطاع إثبات ذاته فيها باهتمامه وإصراره على النجاح، حقَّق فريقه الفوز في العديد من البطولات، لكنَّ حبَّه للكرة وضعَه موضع التأهيل للتدريب، وهنا بدأت مسيرته الفعلية بالنجاح.

مدونة وطن "eSyria" التقت بتاريخ 29 آذار 2019، اللاعب ومدرّب كرة الطائرة، ومدرّب الآيروبيك لسيّدات "سلميّة"، وعضو الاتحاد العربي السوري للرياضة للجميع، الكابتن "خلدون أدريس"، الذي قال: «كانت البداية مع الرياضة المدرسيَّة في كرة الطائرة، ثمَّ انتسبت إلى نادي "سلمية" الرياضي، والتحقت بفريق كرة الطائرة بكل الفئات العمرية وصولاً إلى فئة الرِّجال، وخلال تلك المرحلة تدربنا على أيدي مدربين أكفَّاء، منهم: "كريم اليازجي، جلال الحموي، محمد حسينو"، والمدرب الياباني "يوجين" الذي صقل مواهب لاعبي فريق الناشئين، حيث استمرَّ بتدريبهم على مدار سنةٍ كاملة».

كانت البداية مع الرياضة المدرسيَّة في كرة الطائرة، ثمَّ انتسبت إلى نادي "سلمية" الرياضي، والتحقت بفريق كرة الطائرة بكل الفئات العمرية وصولاً إلى فئة الرِّجال، وخلال تلك المرحلة تدربنا على أيدي مدربين أكفَّاء، منهم: "كريم اليازجي، جلال الحموي، محمد حسينو"، والمدرب الياباني "يوجين" الذي صقل مواهب لاعبي فريق الناشئين، حيث استمرَّ بتدريبهم على مدار سنةٍ كاملة

بطولات عديدة حصل عليها "خلدون" برفقة فريقه خلال سنوات احترافه لكرة الطائرة، حدَّثنا عنها: «كنا نحصل على المركز الأول دائماً على مستوى المحافظات ومستوى الدوري العام في فئة الأشبال والنَّاشئين والشباب، وعلى المركز الثاني على مستوى الدوري العام من فئة الرجال، وتمَّ ترشيحي مع مجموعة من الشباب لاتّباع دورات مركزية في العاصمة "دمشق" على مستوى التدريب، واستطعت تخطِّي ثلاث دورات متدرجة بالفئات بنجاحٍ تامٍ، ثم اتَّبعت دورة تدريب لاعبين ناشئين تابعة للاتحاد الدولي "FIVP"، ثم كانت الدورة الاختصاصيَّة الدوليَّة (سينمار دولي) الخاصَّة بتدريب المعدِّين في فريق كرة الطائرة. بدأت تدريب فرق الناشئين والشباب والرجال في نادي "سلمية" عام 2011، وقد عُرض عليَّ التدريب في أكثر من نادٍ، لكنّني فضلت التدريب بمنطقتي وخصوصاً بعد أن انكفأ أغلب مدربي البلد حينئذٍ بسبب خطورة السفر وغيرها من المعوقات، واستطعنا بحمدالله وإرادة اللاعبين وهمَّة المدربين الوصول بالفرق إلى مراكز متقدمةً، ويمكنني القول إنَّنا استطعنا السيطرة على كرة الطائرة بمستوى القواعد، حيث حصل فريق الناشئين على المركز الأول لثلاث دوريات عامة وعلى مستوى الجمهورية بعدما كان في المركز الخامس سابقاً، كما حصل فريق الشباب على المركز الأول لعامين متتاليين على مستوى الجمهورية بعدما كان في المركز السابع سابقاً، أما فريق الرجال، فقد حصل على المركز الثاني على مستوى الجمهورية، والثالث بالدوري العام لعامين متتاليين».

فريق سلمية لكرة الطائرة

وعن الصعوبات التي واجهته في مرحلة التدريب أضاف: «هناك صعوبات كانت وماتزال تواجه فرق "سلمية" للطائرة، فخلال فترة الحرب استطعنا تجاوز الفترة العصيبة التي مررنا بها، حيث خرجت الصالة الرياضية من الخدمة لعدة أعوام بعد تعرضها لتفجير إرهابي، إضافة إلى قلة المعدات المتاحة للتدريب مع وجود أعداد متدربة جيدة، واضطررنا للتدريب واللعب بملاعب مكشوفة خلال فصلي الشتاء والصيف؛ حيث سبب ذلك تلفاً للمعدات الباهظة الثَّمن وعدم القدرة على تجديدها.

"سلمية" ذخيرة لا تنضب بكرة الطائرة، وأفتخر حين أقول إنَّ الخزان البشري لكرة الطائرة هو منتخب "سلمية"، حيث إنَّ أغلب لاعبي الناشئين والشباب والرجال هم نصف عتاد المنتخب السوري الوطني، إضافة إلى كونهم خامات دولية بحاجة إلى رعاية وتدريب، منهم الكابتن "محمد الحموي" الحاصل حالياً على وصيف بطل العالم للكرة الشاطئية، و"ضياء خدوج، وعروة السقا، وأحمد القطريب، وعلاء شيحان"؛ وهم عماد المنتخب الوطني لكرة الطائرة».

أثناء تدريب الآيروبيك

كذلك كان اهتمامه برياضة الإعداد البدني "الآيروبيك" حافزاً لتحدي أنوثة هذه الرياضة، وكان من بين الحاصلين على المراكز الأولى ضمن الدورات التي أقامها الاتحاد السوري للرياضة للجميع من بين 60 فتاةٍ اتبعن تلك الدورات، وبالمثابرة أصبح محاضراً حالياً في دورات المدربين التي تقام في مختلف المناطق برعاية الاتحاد. وعن كونه عضواً حالياً في الاتحاد، قال: «رغب الاتحاد بتجديد أعضائه بخامات شبابية نشيطة وناجحة بمجالات رياضية مختلفة، وقد تم ترشيحي من قبل "سناء محمد" التي كانت رئيسة لجنة "الآيروبيك" العليا ومحاضرة في دورات "الآيروبيك" حينئذٍ، وهي الآن رئيسة الاتحاد، واستطعت أن أصبح عضواً في الاتحاد، ونحن الآن بصدد الإعداد لدورات تأهيل مدربين في كلِّ المحافظات وإقامة في مناطق عديدة تعرضت للحرب سابقاً، وقد نفَّذنا مهرجاناً في العاصمة "دمشق" في مركز إيواءٍ للمهجرين في "جرمانا"، وكانت له أصداء إيجابية، رعاه الاتحاد الرياضي العام، إضافة إلى مهرجان "الحفَّة" في "اللاذقية" الذي انتهى قبل أيام».

الكابتن "حسان الحموي" مدير الصالة الرياضية في "سلمية" تحدث عن "خلدون أدريس" قائلاً: «حبٌّ وشغفٌ للتعلِّم لكلِّ شيء، أخلاقٌ، أدبٌ، التزامٌ، إتقانٌ فنيٌّ ومهارة؛ هكذا عرفته منذ 20 عاماً تقريباً وحتى الآن. تحمَّل ضغوطات نفسية كثيرة بسبب إهمال إمكاناته في الملعب، وسخَّرها كلَّها لنجاحاته في التَّدريب والحياة، اجتماعيٌّ محبٌّ ومحبوبٌ من جميع من تعامل معه ويعرفه، طموحٌ جدّاً ويسعى بكلِّ جدٍّ وجهدٍ لتحقيق هدفه. تميّز كلاعبٍ مدافعٍ حرٍّ (ليبرو)، وأتقن جميع مهارات لاعب كرة الطائرة ولعبها حسب حاجة الفريق إليه، فكان لاعباً مهاجماً متميزاً، ومعدَّاً جيداً يؤدي دوره بإتقان. لعب مع نادي "حلفايا" عام 2006، وأسهم بقوةٍ بتصنيفه مع أندية الدرجة الأولى، خاض ونجح بدورات تدريبٍ ودراسات دولية عدّة في كرة الطائرة. لبَّى نداء الواجب الوطني بكلِّ جدارةٍ وقوةٍ لدحر الإرهاب عن بلدنا، وتعرض لإصابة في فخذه، لكنها لم توقفه، وأثبت قوته باستمراره وعودته إلى اللعب والتدريب في النادي، فكان مدرباً ناجحاً لفرق الناشئين والشباب والرجال، وحقق معهم نتائج ممتازة ما بين عامي 2012-2017. متعاونٌ ويساعد الجميع، وداعمٌ لكلِّ الرياضيين ولكلِّ من يعمل بإخلاصٍ لرياضة "سلمية"، محبته وشغفه بالرياضة جعلته يبدع فيها أكثر من خلال "الآيروبيك" والرياضات الخاصة، فاتَّبع دوراتٍ عدّة وتميز بها حتى الآن، حيث أصبح عضو اتّحاد الرياضة للجميع، وهو من المدرّبين والإداريين المشهود لهم بعملهم وكفاءتهم».

حسان الحموي

يذكر أن الكابتن "خلدون أدريس" من مواليد "سلمية" عام 1984، درس الحقوق في جامعة "حلب".