بثَّتْ فعالية "أيام العاديات التراثية" التي أقامتها جمعية "عاديات سلمية" روح الحياة في جدران الحمّام الأثري الهرمة، وألبسته حلّة جديدة لِتُري الزوار هذا الصرح الأثريّ الذي حوى تاريخ وذكريات أجدادنا.

مدونة وطن "esyria" زارت الفعالية بتاريخ 17 نيسان 2019 وجالت في أنحاء الحمّام الأثري وكان لها حديثاً مع عدد من أعضاء جمعية "العاديات" وعدد من المشاركين في معرض التراث والآثار.

أعمل على إعادة تدوير توالف البيئة وتحويلها إلى مجسماتٍ تحاكي تراث وفلكلور "سلمية" القديم ولديّ هنا أعمال تبرز جمال هذا الفلكلور

المهندس "حسن نعوس" عضو مجلس إدارة جمعية "العاديات" وأمين سرّ الجمعية قال: «عملنا مع فريق الجمعية على تنظيم هذا المعرض التراثيّ، وقد رغبنا أن يكون شاملاً لكلّ شيء يحاكي تراث أجدادنا، ولم تكن غايتنا العودة إلى الماضي، وإنّما حفظ تقاليد وتراث أجدادنا وعراقتهم وبساطة أسلوب عيشهم، لتتعلم أجيالنا القادمة من عملنا وتقتدي به، وقد لقينا ترحيباً كبيراً من قبل جميع المشاركين الذين قدّموا لنا أجمل أعمالهم التراثية، إضافة إلى أنّنا اتخذنا من الحمام الأثريّ المنسيّ مكاناً لفعاليتنا نظراً لموقعه الاستراتيجي الذي يتوسط "سلمية" ولنحيي جدارنه الميتة بجميل أعمالنا التراثية».

من المعرض

كما تحدّث "علي أمين" أمين صندوق الجمعية والذي لم يثْنه كبَرُ سنّه عن المشاركة بعدة لوحات للخطّ العربيّ الأصيل قائلاً: «إن هذا المعرض تقيمه الجمعية سنوياً ويتضمن أقساماً عديدة منها معرض الكتاب ومعرضاً للتوعية البيئية، بالإضافة لمعرض فن تشكيليّ وفعاليات ثقافية وفنّية مسائية تتخللها أغاني تراثية مرافقة للمعرض».

أمَّا مبادرة "نحنا هون" التي تشارك في الفعالية، قالت عنها "لميس حبابة" مدَّرسة الفنون الجميلة وصاحبة المبادرة: «انطلقت مبادرتنا بمساعدةٍ كريمة من جمعية "العاديات"، وكان هدفنا مساعدة نساءٍ ليس لهنّ معيل، وتسليط الضوء على أصحاب الأنامل الذهبية غير المعروفين لإظهار فنِّهن للناس وتسويق أعمالهن، وهذا هو المعرض الثاني لنا، ونحن سعداء لأنه أقيم في هذا المكان الأثري الهام.

علي أمين عضو في الجمعية

نحن 17 شخصاً تعددت مواهبنا وأعمالنا ودراساتنا ولكننا اجتمعنا لنثبت أنّنا هنا و"سورية" لنا رغم كل شيء».

"إخلاص الدبيات" مسؤولة لجنة البيئة في جمعية "العاديات" تقول: «نشجّع على العودة للطبيعة باستخدام الخيزران مثلاً أو إعادة استعمال بعض الأجزاء الصلبة من القمامة وغيرها لنخفف من استخدام المواد المصنَّعة التي تهدد حياتنا وحياة أولادنا، ومن هنا كانت مشاركتي بلوحاتٍ بيئة توعوية بالإضافة إلى عدّة أعمال تبرز إعادة استعمال العلب البلاستيكية مثلاً أو الزجاجية بطريقة فنية جميلة».

أعضاء لجنة البيئة في الجمعية

وأيّدها القول صديق البيئة "اسماعيل شتيان" المدرّس بالثانوية الصناعية حيث قال: «هذا المعرض الثاني لي، وأعمالي تعتمد على إعادة تدوير النفايات الحديدية أو النحاسية وتجسيدها بأفكار من واقعنا كالأزمة أو المرأة أو الفقر وغيرها».

أما الفنان "أسامة الشيحاوي" فيقول: «أعمل على إعادة تدوير توالف البيئة وتحويلها إلى مجسماتٍ تحاكي تراث وفلكلور "سلمية" القديم ولديّ هنا أعمال تبرز جمال هذا الفلكلور».

يُذكر أنّ الفعالية اختتمت اليوم الخميس 18 نيسان 2019.