بين الكتابة والإخراج تنوّعت وجوه إبداعه، وبين المسرح والسينما والدراما تمكّن من تعزيز هذا التنوع، فصنع من قلمه اسماً، ومن عدسته رؤية خاصة.

مدونة وطن "eSyria" تواصلت وبتاريخ 6 تموز 2019 مع المخرج والكاتب "طلال لبابيدي" ليحدثنا عن بداياته بالقول: «بدأت مشواري الفني في المسرح الشبيبي كمؤلف وممثل، ومن ثم مخرج، وشاركت في عدة مهرجانات محلية وعربية، وحصدت عدة جوائز آخِرُها كان في مهرجان "الشباب العربي" بعرض "المزبلة الفاضلة" وهو من تأليفي وتمثيلي وإخراجي شراكة ً مع صديقي الفنان "كمال بدر"، كما كتبت وأخرجت عدة أعمال مسرحية للأطفال منها: "حماة الأرض"، و"مملكة السلام" لمصلحة مديرية المسارح وآخرها كان مسرحية "مملكة الأحلام" التي حصلت على عدة جوائز وتكريمات، وبعدها دخلت عالم الميديا فعملت في تصوير الإعلانات وأغاني أطفال مصورة، وأكثر من فيديو كليب لمصلحة محطات محلية وعربية مثل "روتانا سينما"، و"روتانا خليجية"، و في عام 2003 صورت أول فيلم طويل بمشاركة 80 ممثلاً من الهواة بعنوان "زمان يا شام" وهو من تأليفي وإخراجي، وكانت هذه الخطوة الأولى على طريق العمل في الدراما».

"طلال" من الكتاب الشباب المبدعين، والذين لديهم فكر وخيال لطريقة كتابة القصة، ومن ثم السيناريو والحوار، ولدي أكثر من تعاون معه، حيث يمتلك إبداعاً يمكنه من صياغة الفكرة بشكل احترافي، ونصوصه مساعدة للمخرج لأن النص الذي يقدمه هو نص مخرج أكثر من أن يكون نص كاتب فقط لذلك الفكرة دائماً تكون واضحة بشكل كبير، فهو يقوم ببناء الشخصية بطريقة واقعية أكثر من أن تكون بناء الشخصية من الخيال الذي لا يتحقق، وأسلوب الكتابة لديه يميل للنمط الأوروبي الذي يصنع المفاجأة في كل مشهد، وهذا النوع من النصوص مرغوب أكثر لأنّه يعتمد على التشويق وعنصر المفاجأة

وتابع بالقول: «بعدها عملت كمخرج وكمدير تصوير للكثير من الأعمال الفنية (فيديو كليب - إعلانات - أفلام وثائقية - برامج تلفزيونية) خلال عملي درست المونتاج الرقمي والغرافيك حتى وصلت مرحلة الاحتراف، وبعدها قمت بمونتاج وعمل الشارات لكل الأعمال اللاحقة الخاصة بي إضافة لأعمال القطاعين العام والخاص، وبقيت على هذه الحال حتى بداية الأزمة السورية عام 2011 فتوقف العمل في القطاع الفني بشكل عام نتيجة للظروف، فعملت كمصور أحياناً وكمراسل أحياناً للإعلام الحربي، وقمت بتوثيق أكثر من 30 معركة متفرقة في كل أنحاء سورية مثل: "حمص"، "حلب"، و"الغوطة الشرقية"، وخلال سنوات الحرب كتبت عملاً ملحمياً بعنوان "شآم" وهو عمل مسرحي تمثيلي غنائي شعري راقص بمشاركة أكثر من 140 ممثلاً وراقصاً، قُدم العمل على خشبة مسرح "دار الأسد للثقافة والفنون" عام 2018».

"طلال لبابيدي" وفريق عمل أحد عروضه على مسرح دار الأوبرا

ويكمل: «كتبت فيلم "طريق الحياة" الذي شارك في عدة مهرجانات دولية وحصل على المركز الأول في مهرجان "الغدير" وآخر أعمالي كتابةً كان الفيلم القصير "تشيز" المستوحى من قصة حقيقية شاهدتها أثناء تغطيتي لخروج المدنيين من أحد المعابر الآمنة حين قام المسلحون بقصف المعبر خلال خروج المدنيين ولم ينجُ أحد باستثناء شخص واحد خسر كل أفراد عائلته أثناء محاولته الوصول إلى المعبر، والفيلم من إخراج الصديق "وليد درويش"، وحالياً انتهيت من كتابة فيلم "فجر أحمر" ويتحدث عن رعب 21 يوماً قضاها المدنيون في الأقبية في مدينة "عدرا" العمالية وطريقة خرجوهم المأساوية، والجديد في الفيلم أنّ المشاهد سيشعر بهول الحرب في أقسى صورها دون أن نرى مشاهد عنف وقتال خلال الفيلم باستثناء الدقيقة الأخيرة من الفيلم، وهو أيضاً سيحمل توقيع المخرج "وليد درويش"، وبدأت حالياً بكتابة أول عمل درامي مؤلف من 60 حلقة بعنوان "آدم"؛ هو عمل بوليسي وتشويقي من خلال حبكة درامية تترك المشاهد على أعصابه خلال 60 حلقة، وأعمل على تدريب فريق خاص بصناعة المؤثرات البصرية والغرافيك والخدع المرئية والمكياج السينمائي بالتعاون مع "روان العبد" الخبيرة في هذا المجال، ومجموعة من الشباب السوري الموهوب».

المخرج "وليد درويش" عنه يقول: «"طلال" من الكتاب الشباب المبدعين، والذين لديهم فكر وخيال لطريقة كتابة القصة، ومن ثم السيناريو والحوار، ولدي أكثر من تعاون معه، حيث يمتلك إبداعاً يمكنه من صياغة الفكرة بشكل احترافي، ونصوصه مساعدة للمخرج لأن النص الذي يقدمه هو نص مخرج أكثر من أن يكون نص كاتب فقط لذلك الفكرة دائماً تكون واضحة بشكل كبير، فهو يقوم ببناء الشخصية بطريقة واقعية أكثر من أن تكون بناء الشخصية من الخيال الذي لا يتحقق، وأسلوب الكتابة لديه يميل للنمط الأوروبي الذي يصنع المفاجأة في كل مشهد، وهذا النوع من النصوص مرغوب أكثر لأنّه يعتمد على التشويق وعنصر المفاجأة».

"طلال لبابيدي" أثناء عمله كمراسل حربي

يذكر أنّ الكاتب والمخرج "طلال لبابيدي" من مواليد محافظة "حماة" عام 1982.

المخرج "وليد درويش"