شكّل فرنٌ لصناعةِ الخبز علامةً فارقةً في حي "الجزدان" القديم، لأنّه منحوتٌ بالصخر بطرق مبتكرة، ويقصده الأهالي ليتذوقوا طعم الخبز المعجون بالتراث.

مدونة وطن "esyria" بتاريخ 3 تموز 2019 التقت "مزيد قنبر" أحد أصاحب الفرن ليخبرنا عن المكان، فقال: «ما زلت في المكان نفسه منذ عام 1935 في "سلمية"، وهذا الفرن يعود إلى ثلاثينيات القرن الماضي، حيث نصحنا الأهالي بتلبيس جدرانه بمادة السيراميك لتواكب العصر، فرفضت ذلك للمحافظة على الطابع الأثري والتاريخي، الذي يشعر زواره برائحة التاريخ، وعلى شكل الفرن الذي يعكس إصرار، وصلابة جدرانه، وعزيمة قوية لأجدادنا في الماضي».

كل صباح أشتري خبز التنور الشهي والطازج من هذا الفرن، لما يمتاز به من مذاقٍ ونكهةٍ لا أجدهما في الخبز العادي المنتج في المخابز العادية، فالكثير من أبناء المدينة يقصدون الفرن لحرفيته ومهارة عماله والمذاق الشهي، فهذا الفرن العريق يمثل جزءاً من تراث مدينة "حماه"

ويضيف "أكرم قنبر" ابن عم "مزيد" وشريكه في الفرن: «الناس هنا يتوافدون لشراء حاجاتهم، ولا أحد يستطيع أن يزور هذا الحي دون أن يتذوق خبزه الممزوج بتاريخ أجدادنا، عملنا يكون على نار هادئة، وبطريقة تراثية، فالفرن مصنوع من مادة التراب التي نجلبها من مئات الكيلو مترات، نحن نقطن هذا الحي الذي يقع في قلب المدينة بتضاريسه جبلية ووعورته، ورغم ذلك اتخذنا منه منازلَ ومتاجرَ من خلال نحتها في الصخر منذ عشرات السنين».

رغيف الخبز الطازج

يضيف الدكتور "محمود شاكر" أحد زبائن الفرن: «كل صباح أشتري خبز التنور الشهي والطازج من هذا الفرن، لما يمتاز به من مذاقٍ ونكهةٍ لا أجدهما في الخبز العادي المنتج في المخابز العادية، فالكثير من أبناء المدينة يقصدون الفرن لحرفيته ومهارة عماله والمذاق الشهي، فهذا الفرن العريق يمثل جزءاً من تراث مدينة "حماه"».

الإعلامي "حبيب كروم" قال: «حي "الجزدان" كغيره من الأحياء، والتي اختلط به الناس بمصاحفهم وصلبانهم، فعاشوا متحابين منذ أن جمعتهم أول مغارة بالحي، ومازال الحب يجمعهم، فلا يمكن لأي شخص زار هذا الحي إلا أنْ يكنَ الاحترامَ لسكانه الذين يتقاسمون رغيفَ خبزِهم مع المحتاج، وعندما تكون صادقاً في مشاعرك معهم تكسب ثقتهم، وتتعرف على حقيقتهم الطيبة.

أحد أصحاب الفرن

للوهلة الأولى ظننت أنَ هذا الحي فقيرٌ بأعلامه، ولكنني عندما غصت في بيوت الحي وجدت ما أسرني، فأعلامُ هذا الحي غير مرتبطين لا بعدد أفراد عائلتهم ولا بوضعهم المادي».

يذكر أن الفرن في حي "جزدان" حفره أصحابه بجهودهم الشخصية منذ عام 1935 ، وحتى اللحظة ما زالت عائلة قنبر تقدم الخبز الطازج كل صباح دون التخلي عن التراث.

الفرن من الداخل