نشأت في أسرة محبة للرياضة، وتعلمت الشطرنج على يد شاعر، وفي الرابعة عشرة بدأت في حصد الألقاب المحلية والعربية، وباتت الرقم الصعب في رياضة الأذكياء.

مدونة وطن "eSyria" وبتاريخ 15 تشرين الأول 2019 التقت بطلة الشطرنج "وسيلة الشيخ خضر" لتتحدث عن بداية ميولها في هذه اللعبة ونشاطاتها قائلة: «بدأت اللعبة في عام 1983 بعمرالأربع سنوات، حيث كنت أرافق جارنا الشاعر والمدرب "منذر الشيحاوي" الذي علمني النقلات البسيطة والأسماء والخطط العادية التي تناسب سني، فتعلقت بها، وثابرت على التدريب، بعد ذلك دربني عضو الاتحاد السوري للشطرنج والحكم الدولي "علي الخطيب"، وحين بلغت الثامنة، بدأت اللعب أمام الرجال، علماً أنني كنت أخسر أمامهم، ولكن لم يستهويني اللعب مع أقراني برغم فوزي عليهم أكثر الأحيان».

أعرفها مذ كنا في الصف السادس، إنها الإنسانة المتواضعة، التي تتعامل مع الجميع بكثير من الاحترام، أم رائعة وأسرتها وبيتها من أولوياتها، حتى أنها كانت ترفض المشاركة في بعض بطولات بسبب التزامها بأسرتها، ولم تتفرغ لعملها إلا بعد أن كبر أطفالها

وعن مشاركاتها في البطولات قالت: «أولى مشاركاتي في بطولة الجمهورية في "حمص"، وقد فزت بالمرتبة الأولى عام 1995 وكنت في الرابعة عشرة من عمري، وسبق هذا الفوز مرافقتي للاعبات في بطولات الجمهورية، ومراقبتهن وتقييم أدائهن الذي أكسبني خبرة، وفي عام 1996 فزت بالترتيب الثاني في "اليمن" ببطولة العرب بفارق نصف نقطة عن الترتيب الأول، ثم شاركت في أولمبياد "أرمينيا" في مدينة "يريفان" عام 1996، وبرغم صغر سني كنت ألعب على الطاولة الأولى، وحصلت على سكور 6 من 9 نقاط، حيث لعبت مع سيدات مصنفات دوليات كاللاعبة "هدى النجار" 35 عاماً التي فزت عليها ب21 "كش مات"، حيث كنت ألعب بمتعة ولم يهمني الفوز.

المدرب علي الخطيب

بعد حصولي على الثانوية العامة التحقت بكلية الرياضة في "اللاذقية"، وفي السنة الأولى تعاقدت مع نادي المحافظة في "دمشق"، ووزارة الإدارة المحلية، وبعد التخرج تعينت بموجب المرسوم الخاص بالرياضيين الحاصلين على بطولات عربية وآسيوية في وزارة التربية».

وعن نشاطاتها الأخرى تضيف قائلةً: «بعد زواجي سافرت إلى "الإمارات"، وهناك درست في مدرسة "الراهبات الوردية" في "أبوظبي" وأسست مركزاً فيها للعبة الشطرنج لمدة خمس سنوات.

المركز الأول في بطولة دولية في ليبيا عام 1997

بعد عودتي من "الإمارات" كانت قد بدأت الأحداث في "سورية"، وبسبب صعوبة التوفيق بين سكني مع أسرتي وعملي في "دمشق" انتقلت لمحافظة "حماه"، وكرمني وزير التربية وأحدث لي مركزاً في "سلمية" لأكون مدربة فيه، والآن تسلمت البطولات المدرسية والمراكز في المحافظة مع المدرب "علي الخطيب"، وعملنا على تأسيس قواعد قوية من اللاعبين كالطفل "صدر السنكري"، و"مظهر الشعراني"، و"ورنا السنكري"، ونعمل على الاهتمام بالمواهب وتنميتها، حتى أني أذهب لبيوت اللاعبين وأقلهم بسيارتي ذهاباً وإياباً، ففي مركزنا 35 طفلاً متدرباً تحت سن ال12 وثلاثة من الناشئة مؤهلين لبطولة الجمهورية، وقد استقطبت المجتمع المحلي من خلال مسيرة حياتي كمثال للجميع، وكنا ندعو الأهالي للاجتماعات لتشجيع دخولهم الى المركز، ونكرم سنوياً الأبطال بجائزة الشاعر الراحل "منذر الشيحاوي"، والشهيد "محمد خلوف" بطل جمهورية سابق في الشطرنج.

كما بدأنا بتدريب المدرسين بالتعاون مع وزارة التربية ومديرية التربية بـ"حماه" لتأهيلهم في حال اعتماد هذه اللعبة كجزء من التربية الرياضية، واقترحت إدخالها في معاهد وكليات التربية الرياضية، لأن الشطرنج هي لعبة الذكاء والصبر والمحاكمة العقلية ولعبة الاحتمالات وتقليل خيارات الخسارة، فنحن بحاجة لكوادر مدربة، ولا نستطيع تغطية حاجة المحافظة، فمركزنا لم يؤهل أكثر من عشرين مدرباً في كل دورة».

بطولة فردي العرب باليمن عام 1996

المدرب "علي الخطيب" تحدث عن البطلة "وسيلة" قائلاً: «هي علامة فارقة بالشطرنج السوري والعربي، أعرفها منذ العام 1985 حيث كانت طفلة، وكنت مساعد المدرب "منذر الشيحاوي" لمدة سنتين، وهي تواكبني وما زالت. أعتقد أن اسمها لا يتكرر من حيث الأداء الفني، حيث شاركت في البطولة العربية والجمهورية، ومثلت "سورية" بالمحافل الدولية، وهي تمتاز بالوفاء والتهذيب، وتملك مقومات كبيرة، وسعادتي كبيرة بالتعاون معها في التدريب، وما يميزها الوفاء لمدربها وناديها ووطنها».

المربية "نسرين فرحة" قالت: «أعرفها مذ كنا في الصف السادس، إنها الإنسانة المتواضعة، التي تتعامل مع الجميع بكثير من الاحترام، أم رائعة وأسرتها وبيتها من أولوياتها، حتى أنها كانت ترفض المشاركة في بعض بطولات بسبب التزامها بأسرتها، ولم تتفرغ لعملها إلا بعد أن كبر أطفالها».

يذكر أن "وسيلة الشيخ خضر" من مواليد "سلمية".