كانت عمليةُ الهدر التي تحصل في المخابز تشكّل هاجساً لدى العامل الفني "دريد زينو"، فقرر العمل على الحدّ من كمية المواد المهدورة، وكانت النتيجة عداد الخبز الذي حصل على الميدالية الذهبية في معرض "الباسل للإبداع والاختراع".

مدوّنةُ وطن "eSyria" بتاريخ 2 تشرين الثاني 2019 التقت "دريد أكرم زينو" ليتحدث عن حياته ودراسته، فقال: «أنا من بلاد الفكر وجنة الثقافة السورية مدينة "سلمية"، أوقفت دراستي منذ زمن عند الثانوية الصناعية، وبسبب العمل والعمر المتأخر قررت العودة لأنهل من العلم قبل أن يسبقني الزمن، فدخلت الجامعة من باب نظام التعليم المفتوح في كلية الاقتصاد، ولكن لم أنهِ الدراسة حتى الآن بسبب ظروف العمل.

نحن نعلم أن بلدنا يمر بظروف صعبة، وأدركنا أن اختراعه سيخدم بلدنا كثيراً من خلال ضبط الهدر في المخابز على الرغم من وجود عدادات كانت تستخدم سابقاً، ولكن ليست بهذه الدقة والتغطية لكل ما يرد للمخبز من دقيق وخميرة وغيرها، حيث استطاع المشاركة بمعرض "الباسل للإبداع والاختراع"، ونال الميدالية الذهبية، وهذا دليل على نجاح الفكرة قولاً وفعلاً

لي هوايات متعددة ما زلت محافظاً عليها وأطورها قدر المستطاع، ومنها هواية النجارة، والشعر رفيق روحي منذ الصغر، ولا أنسى مهنة التصوير التي كنت أمارسها حتى عام 2011».

جهاز العد بشكل عملي

وعن جهازه الذي قدمه، قال: «هو جهاز عد الخبز، أو منظومة ضبط الإنتاج، وهي فكرة مشتركة مع المدير العام للشركة العامة للمخابز "جليل إبراهيم"، حيث وضعنا أفكاراً لما نريده من المنظومة.

بدأت بالعمل للوصول إلى الطريقة الصحيحة، واستعنت ببعض الأصدقاء والخبراء لتكوين أفكار متطابقة حتى بدأنا بعدْ أرغفة الخبز المنتج، وكمية الوقود المستهلكة، وحالياً نقوم بتطوير الجهاز لندخل عليه مستلزمات الإنتاج من دقيق وخميرة وغيرها لنطابقها مع الكمية المنتجة لضبط الهدر في مادة الخبز».

شهادة وميدالية معرض الباسل

ويتابع عن شكل الجهاز، ومكوناته: «الجهاز بسيط جداً، وهو عبارة عن مجموعة كهربائية أو (تابلو) كهرباء يحتوي على دارة إلكترونية مبرمجة، موصولة بها حساسات ليزرية، حيث تقوم الدارة بإرسال بيانات عن طريق نظام (الداتا سيم) كبديل عن الإنترنت لعدم توفره في الكثير من المخابز.

وتقوم الشركة حالياً بتطوير دراسة الجهاز، وإجراء التجارب عليه بشكل موسع بالاشتراك مع وزارة التجارة الداخلية وحماية المستهلك للوصول للغاية المرجوة منها، وفي الحقيقة نحن شاركنا بالمعرض كجناح للشركة العامة للمخابز بمخبز متنقل ركبت عليه العدادة، ونتيجة متابعة معاون الوزير "رفعت سليمان"، ومدير حماية الملكية للجهاز "شفيق العزب" تمّ إشراكه بمعرض "الباسل للإبداع والاختراع"، ونال الميدالية الذهبية من قبل اللجنة العلمية بالمعرض».

أثناء تسلمه ميدالية الإبداع

ويتابع عن نشاطاته الأخرى: «بالنسبة للشعر؛ النتاج الورقي كان شحيحاً نوعاً ما، ولدي كتاب واحد حمل عنوان "سقوط الراء حبر الحرب، والحب"، والطبعة الأولى من الكتاب كانت عام 2015، وخلال هذا العام تمت طباعة النسخة الثانية.

كما شاركت بمعرض الكتاب، فالشعر مثل العمل يشبه ساحات الحرب التي ندافع عنها من خلال الحب، أما بالنسبة للنجارة فهي بمثابة حب للخشب ومحاولة صناعة شيء بمحبة».

عنه يقول "محمد بسام شحادة" رئيس فرع "حماه" للمخترعين: «نحن نعلم أن بلدنا يمر بظروف صعبة، وأدركنا أن اختراعه سيخدم بلدنا كثيراً من خلال ضبط الهدر في المخابز على الرغم من وجود عدادات كانت تستخدم سابقاً، ولكن ليست بهذه الدقة والتغطية لكل ما يرد للمخبز من دقيق وخميرة وغيرها، حيث استطاع المشاركة بمعرض "الباسل للإبداع والاختراع"، ونال الميدالية الذهبية، وهذا دليل على نجاح الفكرة قولاً وفعلاً».

يذكر أنّ "دريد زينو" من مواليد مدينة "سلمية" عام 1978 يعمل حالياً مدير مخبز "دير عطية" الآلي.