بأدواته البسيطة، وفطرة أغنت موهبته الفتية، جسّد "حسان الخطيب" الأماكن الأثرية، والمعالم السياحية في المحافظات السورية بهدف التوثيق لها، واكتشاف جمالها المتجدد.

مدوّنةُ وطن "eSyria" وبتاريخ 4 شباط 2020 التقت "حسان الخطيب" ليحدثنا عن بدايته قائلاً: «منذ الصغر كنت أقوم بتجميع توالف البيئة من زجاجات بلاستيكية وبعض العلب، وأحاول تشكيل ألعاب منها، وفي المرحلة الإعدادية بدأت بالمشاركة في المعارض، وكنت من المتفوقين في هذا المجال، ولكن حياتي الفنية الحقيقية بدأت عام 2012 بمعرض صغير متواضع في مدينة "حماة"، وقدمت تجربتي في المجسمات الكبيرة عن طريق الفطرة».

"حسان الخطيب" فنان لديه ملكة فنية متميزة في مجال النحت، وهو يسعى دائماً إلى تطوير عمله الفني نحو الأفضل ليعطي صورة جمالية فنية متقنة. تجمعني معه صداقة جميلة أعتز بها لأنّه بالدرجة الأولى إنسانٌ خلوقٌ وفنانٌ متميزٌ

يتابع عن الأدوات التي يستخدمها، وطريقة صنعه للمجسم: «الخشب أساس لصنع أي مجسم، إضافة للدهان والأوراق والكرتون والغراء والألوان.

مجسم المرأة الريفية

في البداية أبدأ بتقطيع الخشب بواسطة منشار صغير، وتصميم المجسم، ثم أقطع الكرتون وأعجنه بالماء والغراء ليصبح كالعجينة، لأعطي شكل الأشجار والجبال، ثم أضع مادة السيليكون بين طيات الجبل لتظهر كالمياه، كما أستخدم البلاستيك والأعواد للشبابيك لكي يبدو المظهر وكأنه حقيقي، وكل الأعمال أصممها بأدوات بسيطة عبارة عن ملزمة صغيرة ومنشار.

صناعة المجسمات لدي تجسيد للأماكن الأثرية في "سورية"، فأستخدم أدواتي لأعبر عنها، وتصبح واقعاً ملموساً أمامي، وكل مجسم أنهي تصميمه كان يضيف لمسيرتي مزيداً من النجاح والثقة، والتعرف أكثر إلى عالم الخشب».

قلعة حلب

عن المجسمات التي قام بصنعها تابع بالقول: «أول أعمالي كان حي "الكيلاني" مع "ناعورة الباز"، وبعد الانتهاء من تصميمه لاقى الكثير من الإعجاب والثناء، فتشجعت لأصمم مجسم جامع "النوري" مع النواعير الثلاث المحمدية، والوسطانية، والصهيونية، بالإضافة لمجسم المرآة الريفية والتنور، وجامع "أبي الفداء" مع الناعورة، وقلعة "حلب" بالرغم من أن مدينة "حماة" تشتهر بأماكن أثرية كثيرة وكنائس رائعة إلا أنني أحب المجسمات التي ترمز للناعورة.

والآن على وشك الانتهاء من تصميم الجسر المعلق لمدينة "دير الزور" لأتابع تصميم معلم آثري لكل محافظة مثل الجامع "الأموي" في "دمشق"، وجامع "خالد بن الوليد" في "حمص"، وبصرى الشام، وآثار "تدمر"».

الجسر المعلق

يضيف "محمود طنيش" صديقه الذي يجلس معه لساعات طويلة أثناء العمل: «"حسان الخطيب" فنان لديه ملكة فنية متميزة في مجال النحت، وهو يسعى دائماً إلى تطوير عمله الفني نحو الأفضل ليعطي صورة جمالية فنية متقنة. تجمعني معه صداقة جميلة أعتز بها لأنّه بالدرجة الأولى إنسانٌ خلوقٌ وفنانٌ متميزٌ».

يضيف الإعلامي "حبيب كروم": «هذا الفنان أقرب إلى النموذج الذي يحاكي التاريخ، يملك هدوء البحر، وهو عظيم الوفاء والإخلاص لكل من عرفه، فهو منفتح على الناس، وخاصة المجتمع الثقافي، طموح لبلوغ هدفه، اكتشف أنّ لديه الموهبة والقدرة على تصميم المجسمات، فأثبت جدارته، وجسّد المعالم الأثرية من خلال مجسمات برعت في استحضارها أنامله الذهبية، لفتني في شخصيته صبره وجلده، وهذا يظهر من خلال النظر إلى أعماله والتمعن بها، وأيضاً إصراره على وضع بصمته الخاصة على مجسماته».

يذكر أنّ "حسان الخطيب" من مواليد مدينة "حمص" 1960، مقيم في مدينة "حماة".