مساعدةُ الأسر الفقيرة، والوقوف إلى جانب المرأة لإنشاء مشروعها الخاص بها، ورغبتها بجعل مدينة "مصياف" نظيفة وجميلة، حفّز المربية "أنجريد وطفة" لإقامة العديد من الفعاليات التطوعية والإنسانية وبعض المشاريع الصغيرة لتترك بصمتها الخاصة في الحياة.

مدوّنةُ وطن "eSyria" التقت بتاريخ 17 آذار 2020 المربية "أنجريد وطفة" لتحدثنا عن مسيرتها التطوعية، فقالت: «درست المرحلتين الابتدائية والإعدادية في "مصياف"، أما المرحلة الثانوية فقد درستها في "دمشق" بحكم عمل والدي، ودخلت جامعة "دمشق" لدراسة اللغة الفرنسية، وتخرجت عام 2008، حيث عملت في التدريس ساعات خارج الملاك في المدارس الحكومية مدة أربعة عشر عاماً.

عرفتها منذ عدة سنوات، التقيتها بإحدى حملات التنظيف التي أعلنت عنها على مواقع التواصل الاجتماعي، فهي من الأشخاص المتميزين بعملهم، تمتلك حس المبادرة والتطوع والإنسانية، وتبحث دائماً عن أساليب وطرق جديدة لمساعدة الناس، وقد ظهر هذا بشكل واضح من خلال المبادرات التطوعية والبازارات التي ساهمت بشكل كبير في خلق فرص عمل أمام الكثيرين من الأسر الفقيرة كمبادرة "فيد واستفيد"، و"مطبخ ستي"، ووقفت بجانب المرأة لتأمين فرصة لاستثمار خبرتها بالعمل اليدوي لكسب المال. ونحن كفريق متكامل تضافرت جهودنا معاً لتحقيق الهدف الأساسي من المبادرات من خلال العمل الجماعي لجعل "مصياف" مدينة حضارية ونظيفة وجميلة

عملت بمجالات عدة كمكاتب إعلامية ومحاماة ومندوبة لأكثر من شركة، وفي معرض "دمشق الدولي"، وفي ورشات البيتون الحراري والعزل المائي، وورشة دهان، وعملت بالسيرك لسنوات عدة في أغلب المحافظات السورية، ومربية للأطفال، بالإضافة إلى الرسم في حدائق وملاعب الأطفال في الروضات، وكنت أول فتاة جسدت شخصية "بابا نويل" في "مصياف" عام 1997 بهدف نشر الفرح والسعادة في قلوب الأطفال.

فريق مستمرون أثناء دهن الأرصفة بمدينة "مصياف"

بدأت بالعمل كمتطوعة بحملة النظافة في مدينة "مصياف" منذ عام 2017 وما زلت حتى الآن مستمرة بذلك، وخصوصاً أن هذه المدينة معروفة بحضارتها العريقة ونظافتها منذ القدم، ولكن بسبب ظروف الحرب تأزم وضعها، فقررت أن أقوم بواجبي تجاه مدينتي التي أنتمي إليها، وتحت شعار "من القمامة نصنع ناطحات سحاب فكرية" التحقت بفريق "خطوات" المكون من عدد من طلاب المرحلتين الإعدادية والثانوية لتنظيف المدينة، ثم أسست فريق "مستمرون" التطوعي الخدمي الإنساني في العام نفسه 2017، الذي ضم مختلف شرائح المجتمع العمرية الثقافية والعلمية والفكرية، والذين ساهموا بشكل كبير بحملاتنا الإنسانية والتطوعية.

في البداية ساعدتنا البلدية وقدمت لنا ما نحتاجه من مكانس ومياه ومواد تنظيف، وبدأنا بتنظيف العديد من الشوارع، وقد وضعت الحطاطة على رأسي لأمثل الطبقة الشعبية، وكانت هذه الخطوة الأولى بعملي التطوعي، كما أن الفكرة أعجبت العديد من الأهالي فانضموا إلينا بحملات التنظيف، وشاركت معنا جمعيات "العاديات"، و"التنمية"، بالإضافة إلى التنظيف قمنا بدهن منصفات الشوارع والأرصفة، وتشجير وزراعة الأشجار في العديد من مناطق "مصياف" وريفها، بهدف إعادة إحياء الغطاء النباتي في الغابات والمناطق التي تعرضت للحريق، كما أننا قمنا بتصنيع حاويات بشكل يدوي، ووضعها بالعديد من الحدائق العامة والشوارع بهدف الحفاظ على نظافة المنطقة، كما قمنا بتنظيف قلعة "مصياف" الأثرية التي ساهم العديد من المغتربين بدعم الحملة مادياً».

أثناء تشجير الجبال بـ "مصياف"

وتابعت: «من خلال مسيرة العمل الطويلة، واحتكاكي الدائم مع الطبقة الفقيرة بالمجتمع السوري، بدأت بالإعمال الإنسانية بهدف تقديم المساعدة ومد يد العون لأهالي مدينتي، ففي العام 2019 بدأت بفكرة جديدة بعنوان "فيد واستفيد"، ونشرتها على صفحتي الشخصية، لشراء جميع الأغراض الفائضة عن حاجة الأسرة من أحذية وألبسة لاقتناء أشياء تحتاجها بمبالغ زهيدة، والتخلص من فائض الأغراض والحاجيات الزائدة لديهم، كما أنني بدأت بمبادرة لتشغيل شرائح متعددة من النساء لتحقيق استقلال اجتماعي واقتصادي وبالتالي إعالة أسرهن عبر النهوض بمنتجات تراثية كالكروشيه والتريكو وإعادة التدوير والفخاريات وغيرها، دعيت فيها كل أنثى لديها مهارات حرفة يدوية أن تصنع منتجاتها وتبيعها بنفسها. بالإضافة إلى أنني أقمت "مطبخ ستي" بهدف تأمين دعم ومورد مادي للعديد من الأسر غير العاملة، حيث يتم تحضير وطبخ الأصناف المتنوعة من المأكولات السورية، ويتم بيع قسم منها والقسم الآخر يوزع على الأسر الفقيرة.

وأقام فريقنا معرضاً لعرض منتجات وأعمال صنعها أبناء جمعية "ذوي الاحتياجات الخاصة"، بالإضافة إلى قيامنا بجولات في العديد من القرى ومناطق "مصياف"، وتم توزيع العديد من السلات الغذائية والمدافئ الكهربائية والألبسة التي كانت مقدمة من مغتربي "مصياف"، وقد قدم لنا "عبدو حسامو"، و"محمد الأكتع" سيارتهما لنقل الفريق بحملاته التطوعية كافة، بالإضافة إلى مساعدة من قبل بعض ذوي الاحتياجات الخاصة بالحملات التطوعية كافة كـ"سالم أبو الجدايل" الذي رافقنا وقدم الكثير رغم أنه على كرسي متحرك، فمن خلال عملنا كان الهدف الأساسي التركيز على أهمية العمل الجماعي وتعميم فكرة التوعية والتطوع والعمل المجتمعي ضمن الفريق وأهالي المنطقة».

"انجريد وطفة" أثناء حملة التنظيف

"سها ضوا" إحدى المتطوعات ومدربة مهارات حياة بالجمعية الخيرية في "مصياف" قالت عنها: «عرفتها منذ عدة سنوات، التقيتها بإحدى حملات التنظيف التي أعلنت عنها على مواقع التواصل الاجتماعي، فهي من الأشخاص المتميزين بعملهم، تمتلك حس المبادرة والتطوع والإنسانية، وتبحث دائماً عن أساليب وطرق جديدة لمساعدة الناس، وقد ظهر هذا بشكل واضح من خلال المبادرات التطوعية والبازارات التي ساهمت بشكل كبير في خلق فرص عمل أمام الكثيرين من الأسر الفقيرة كمبادرة "فيد واستفيد"، و"مطبخ ستي"، ووقفت بجانب المرأة لتأمين فرصة لاستثمار خبرتها بالعمل اليدوي لكسب المال. ونحن كفريق متكامل تضافرت جهودنا معاً لتحقيق الهدف الأساسي من المبادرات من خلال العمل الجماعي لجعل "مصياف" مدينة حضارية ونظيفة وجميلة».

الجدير بالذكر أنّ "أنجريد وطفة" مواليد "مصياف" 1978.