لم يكمل دراستَه لشغفه بركوب الخيل والغناء، فالتحق بمجموعةٍ من الموسيقيين يغني ويتعلم، وبعد أن أثبت جدارته بالغناء والتمثيل، أصبح عضواً بالفرقة الفنية الأولى في "حماة"، ويحيي الحفلات الكبرى مع كبار الفنانين في "سورية" والوطن العربي.

مدوّنةُ وطن "eSyria" بتاريخ 6 آذار2020، التقت الفنان "ياسر الأسعد البكري" ليحدثنا عن طفولته وميوله الفنية قائلاً: «ولدت في عائلة رأس هرمها تاجر خيلٍ وفارس، وحاصل على عدة جوائز في سباق الخيل، فلم أكمل تعليمي بعد الإعدادية لشغفي بالغناء وركوب الخيل، ففي الثامنة عشرة من عمري كنت أتردد إلى مكان تجمع الموسيقيين الكبار أمثال "أبو حاتم حوا" الذي كان عازف ناي و"البيشي"، وعازفون من "آل هوانا" على العود والكمان، وكانوا جميعاً يشكلون فرقة موسيقية جميلة؛ حيث كنت أقوم بغلي الشاي والقهوة لهم، وفي يوم حضر مطرب من "حلب" اسمه "الشيخ علي" وطلب مني أن أغني له، فغنيت له "صافيني مرة" للمطرب "عبد الحليم حافظ"، لكنه نصحني أن أتعلم الدور والموشح والطقطوقة، وخلال أسبوع تعلمت أداء أغنية "يا حلو يا مسليني"، فعدت وغنيتها أمامه فسرَّ كثيراً لأن أدائي كان جميلاً، كما غنيت أمامه الموشحات ومنها "مل الكاسات أيها الساقي"، وبعدها أصبحت عضواً بالفرقة الفنية الحموية التي كان من أعضائها "محمد شيخ الزور"، و"مختار كعيد"، و"محمد حجازي"، وكان دوري الغناء، وأحياناً تمثيل السكيتشات المسرحية».

هو من الرعيل الأول لتأسيس نقابة الفنانين منذ ستينيات القرن الماضي كممثل ومطرب، برع كمطرب يغني الموشحات والقدود الحلبية بإتقان وحرفة بشهادة مطربين كبار كـ"صباح فخري"، وأجاد الغناء الطربي وسمي في الثمانينيات "عبد الحليم حماة"، معرفتي به منذ دخولي مجال المسرح في التسعينيات حيث كان مشرفاً على النشاطات الدرامية، وهو أخ كبير وسند، ومرجعٌ فنيٌّ لجيلنا من المسرحيين، وسهل لنا المشاركة في بعض الأعمال التلفزيونية

وعن أعماله المسرحية يتابع قائلاً: «عندما بلغت الخامسة والعشرين انتقلت لعمل مسرحي كبير على مسارح مدينتي "حمص"، و"حماة" الثقافي والعمالي، وبعد سنتين أقامت وزارة الثقافة مهرجاناً للهواة، فتقدمت بمسرحية "السندباد" للمخرج "مختار كعيد"، وكنت أغني وأمثل فيها، وحصلت على الجائزة الأولى في المهرجان كممثل وفنان، ثم عدت للغناء منفرداً في المراكز الثقافية، وتابعت التمثيل حتى بلغت الثلاثين من عمري، فقدمنا مسرحية "بانتظار اليسار" على المسرح العمالي بـ"دمشق"، وحصلت على الجائزة الثانية وشاركت بعدها بمسرحية "محاكمة رجل مجهول" للمخرج "محمد شيخ الزور" بدور "أبي ذر الغفاري" على مسرح "الحمراء" في "دمشق"، وحصلت على جائزة أفضل ممثل عام 1975، بعدها عدت لغناء الموشح والدور والطقطوقة.

الفنان فادي الياسين

في عام 1980 و1981 قمت بتمثيل مسرحية "عريس بنت السلطان" على مسرح "القباني" في "دمشق" للمخرج "محمد شيخ الزور"، وفي عام 1983 قدمت أكبر عرض غنائي على مسرح قلعة "حماة"، وكان عدد الحضور 15 ألف متفرج، وشاركني الفنان الكبير "رفيق السبيعي" بالموشحات والمواويل.

في عام 2002 شاركت بمسرحية للمخرج الدكتور "عجاج سليم"، وكانت بعنوان " الأشجار تموت واقفة" وشاركني في التمثيل "محمد شيخ الزور"، و"سمير الحكيم"، و"كاميلا بطرس"، وتابعت الغناء حتى عام 2008 وغنيت "أشواق" مع الفنان الكبير "مجدي الحسيني" في "حماة"، ولاقت إعجاباً جماهيرياً حيث لم يكن أحد غناها إلا الراحل "رياض السنباطي" وبعدها غنتها الفنانة "ميادة الحناوي". والآن أشغل عضو مجلس - رئيس مكتب العقود في نقابة الفنانين فرع "حماة"، وما زلت أمارس هوايتي بشكل محدود».

رئيس نقابة الفنانين "معمر السعدي" يحدثنا عن الفنان "ياسر البكري" قائلاً: «عندما كنت في الرابعة عشرة من عمري كان يحكى عن مطرب حموي ملقب بـ"العندليب الأسمر" تيمناً بالفنان الكبير "عبد الحليم حافظ"، وبعد فترة قصيرة سمعت عن حفل فني في مديرية الثقافة عام 1978، وكان هناك حشد كبير من الجمهور الذي جاء ليتابع الفنان "البكري" الذي غنى للعندليب المصري؛ بالإضافة إلى الموشحات الحلبية ولـ"محمد عبد الوهاب"، وبعد مرور سنين حصلت على عضوية نقابة الفنانين وقابلته عن قرب، وبعد عشر سنوات كلفت برئاسة فرع نقابة الفنانين بـ"حماة" عام 2006 ولحسن حظي فإن الزميل "ياسر البكري" قد شغل مهمة عضو مجلس نقابة الفنانين، ومنذ ذلك الوقت وهو الصديق الوفي، الطيب، المحب، والمخلص لفنه وأصدقائه».

الممثل والمخرج المسرحي "فادي الياسين" قال عنه: «هو من الرعيل الأول لتأسيس نقابة الفنانين منذ ستينيات القرن الماضي كممثل ومطرب، برع كمطرب يغني الموشحات والقدود الحلبية بإتقان وحرفة بشهادة مطربين كبار كـ"صباح فخري"، وأجاد الغناء الطربي وسمي في الثمانينيات "عبد الحليم حماة"، معرفتي به منذ دخولي مجال المسرح في التسعينيات حيث كان مشرفاً على النشاطات الدرامية، وهو أخ كبير وسند، ومرجعٌ فنيٌّ لجيلنا من المسرحيين، وسهل لنا المشاركة في بعض الأعمال التلفزيونية».

يذكر أنّ الفنان "ياسر البكري" من مواليد "حماة" - "المرابط" عام 1944.