تبع عشقَه للغناء والعزف، وسعى لإمتلاك أدواتٍ تؤهلّه للدراسة في المعهد العالي للموسيقا، فتعلم النوطة الموسيقية وأتقن الغناء بعدة لغات، وغناء الأوبرا حتى صقل موهبته بشكلٍ علميّ، ليكون فناناً يشهد له بتميّزه.

مدوّنةُ وطن "eSyria" التقت بتاريخ 6 آذار 2020 بالفنان "تمام خدوج" ليحدثنا عن طفولته ودراسته وميوله الفنية قائلاً: «أمي تعزف على العود، وهي التي علمتني العزف، حصلت على الثانوية عام 1998 وسجلت معهد سكرتارية ولم أدرسه، وتفرغت للتحضير لدخول المعهد العالي للموسيقا.

هو صاحب صوت جميل من طبقة (برايتون)، درس في صفي غناء الأوبرا في الفترة التحضيرية للمعهد العالي للموسيقا وحقق تطوراً كبيراً، إذ إنّ هذا النوع من الغناء غريب عن ثقافتنا نسبياً، أعتقد أنه استفاد بشكل كبير من التقنيات الغنائية العلمية العالمية، وسخرها بشكل جيد في الغناء العربي الذي ظل هاجسه خلال فترة دراسته وما بعدها، ما أعطاه ميزة خاصة جعلته من المحترفين الذين يملكون العلم والموهبة، وفتحت أمامه آفاقاً كبيرة للتطور على صعيد الأداء والقدرة على التعبير، ومنحت صوته مساحات واسعة، وصقلت إحساسه بما يتناسب مع موسيقانا العربية الأصيلة

لم يكن الموضوع سهلاً وقد تطلب الكثير من الجهد والمثابرة لتعلم النوطة الموسيقية، وإتقان غناء الأوبرا، حيث مهّد لي الطريق صديقي المؤلف الموسيقي المبدع "رامي شاهين"، الذي كان طالباً في المعهد باختصاص عزف غيتار، وعرّفني على خبير الغناء في المعهد "فلاديمير مالتشيكو" الذي أعجب بموهبتي وعلمني طريقة غناء الأوبرا، وقام بصقل موهبتي بشكل علمي، ومن ثم تابعت الدراسة مع مغنية الأوبرا "لبانة قنطار"، ومع مغني الأوبرا "فادي عطية" عميد "المعهد العربي للموسيقا" حالياً الذي ساعدني كثيراً ومكنني من الغناء باللغات الإيطالية والألمانية والروسية».

الدكتور رامي شاهين

ويتابع عن رحلته الموسيقية: «تقدمت لفحص القبول في المعهد العالي للموسيقا عام 2000، وكانت لحظةً فارقةً في حياتي حين تمّ قبولي، بدأت رحلتي الاحترافية في المعهد، وانضممت للكورال كمغني صولوتينور، وكنت من النخبة المؤسسة لكورال "الحجرة" الاحترافي، والذي تأسس عام 2001 بإشراف الراحل "صلحي الوادي" مؤسس المعهد وعميده السابق، ويتألف من طلاب وخريجي المعهد العالي، والذي تطور ووصل لمستوى عالمي من الاحترافية في الغناء الجماعي بفضل البروفيسور "فيكتور ببيانكو"، وعازفة البيانو "جمان عبيد" مديرة الفرقة، تخرجت من المعهد بتقدير جيد سنة 2006، وكانت فترة الدراسة أجمل أيام حياتي الموسيقية».

وعن نشاطات الفرقة المشارك بها، قال «أقمنا العديد من الحفلات بجميع مناطق "سورية"، ومنها حفل استقبال "بابا الفاتيكان" في ملعب "العباسيين" في أيار 2001، وفي "لبنان" عام 2002، و"أرمينيا" عام 2003، و"الأردن" في عام 2004، و"الإمارات" عام 2005، وشاركت مع الفرقة السمفونية كمغني كورال بافتتاح دار الأوبرا في 7 أيار 2004، وهناك حفلان مميزان الأول حفل غنيت فيه "صولوتينور" بـ"مكتبة الأسد" 2003 ونال نجاحاً باهراً، وحفل مسرح مدينة البحوث العلمية 2005 حيث أقيم لتقدير العقول السورية، وكان له وقع خاص وطعم آخر، وأقمت حفلات مشتركة مع نجوم مثل "جورج وسوف"، "صبحي توفيق"، و"أمير يزبك" في العام 2018».

مغني الأوبرا فادي عطية

وعن أعماله في "الإمارات" يتابع قائلاً: «لقد عملت خلال دراستي في قسم الإعلام بأسواق الخير التجارية كمذيع لأعيل نفسي، ولاحقاً أصبحت مدير قسم الإعلام، وأقمت العديد من الفعاليات الإعلامية أهمها فكرة أطول شجرة ميلاد بالشرق الأوسط التي دخلت موسوعة "غنيس" للأرقام القياسية عام 2005، وعملي على إصدار صحيفة إعلانية للسوق اسمها "مترو"، حيث لاقت نجاحاً تجارياً وإعلامياً وقتها، وعملت مع الفنادق الكبيرة في "الإمارات"، وأجريت الكثير من المقابلات التلفزيونية على أشهر محطات "الإمارات"، وأقمت العديد من الحفلات الناجحة بكل مناطق الدولة، وأسست شركة للعطور، ومن ثم حولت نشاطي لتعهدات الحفلات بعد توسع العمل والعلاقات، وما زلت في هذا المجال حتى الآن.

تعاونت مع مؤسسة "الآغا خان" في "دبي" بإقامة حفل ضخم بمناسبة الألعاب الرياضية، وقمت بتدريب وتأسيس فرقة "خلان الوفا" للصغار، وقدمنا حفلاً جميلاً بأنامل واعدة وحناجر غضة تعشق الغناء.

حفلة بدار الأوبرا بدمشق

أعمل حالياً على مشروع إنتاج أغانٍ خاصة بالتعاون مع ملحنين وموزعين كبار في "مصر" بأغنية جديدة من كلمات الدكتور "نبيل طعمة"، وألحان الموسيقار "صلاح الشرنوبي"، وتوزيع "محمد وجدي"».

الفنان "فادي عطية" قال عنه: «هو صاحب صوت جميل من طبقة (برايتون)، درس في صفي غناء الأوبرا في الفترة التحضيرية للمعهد العالي للموسيقا وحقق تطوراً كبيراً، إذ إنّ هذا النوع من الغناء غريب عن ثقافتنا نسبياً، أعتقد أنه استفاد بشكل كبير من التقنيات الغنائية العلمية العالمية، وسخرها بشكل جيد في الغناء العربي الذي ظل هاجسه خلال فترة دراسته وما بعدها، ما أعطاه ميزة خاصة جعلته من المحترفين الذين يملكون العلم والموهبة، وفتحت أمامه آفاقاً كبيرة للتطور على صعيد الأداء والقدرة على التعبير، ومنحت صوته مساحات واسعة، وصقلت إحساسه بما يتناسب مع موسيقانا العربية الأصيلة».

المؤلف الموسيقي الدكتور "رامي شاهين" قال: «نشأت معرفتي به من الوسط الاجتماعي في مدينتي "سلمية"، في مرحلة شبابه قبل ودخوله إلى المعهد العالي، حيث كان صوت "تمام" وموسيقاه مصاحبين لسهراتنا ولقاءاتنا، وفي أغلب الأحيان فكانا السبب الأساسي للقاء وللاستمتاع بأدائه الموسيقي المميز، وانتقائه المتقن للموسيقا التي يؤديها، فقد أجاد الغناء التراثي والتقليدي بأنواعه المختلفة كالقدود الحلبية والموشحات والغناء التراثي للبادية السورية، والغناء الجبلي، وأغاني الرحابنة، و"وديع الصافي"، و"أم كلثوم"، والغناء العراقي والخليجي.

كانت له شهرته في مدينة "سلمية" بين ذواقي الموسيقا لإجادته هذا الطيف الواسع من الغناء، وإتقانه اللهجات المختلفة، بالإضافة لامتلاكه طبيعة صوت مميزة (برايتون ولدراماتيك)، وصوتاً قوياً أجاد أداء المقامات العربية وغنائها، وكان لديه إلمام بنظريات الموسيقا العربية قبل دخوله إلى المعهد العالي، أما في المعهد فقد عزز معرفته الموسيقية وأضاف نوعاً جديداً من الغناء لصوته وهو غناء الـ"بكانتور" أي الموسيقا الكلاسيكية الأوروبية، وأبدع في كلا الأسلوبين العربي والأوروبي. باستطاعتي أن أجزم أن "تمام" لم يحظَ حتى الآن بالفرصة المناسبة التي حظي بها مغنون آخرون مشهورون هم أقل خبرة منه ولا يملكون الجمالية والمقدرات الصوتية التي يمتلكها، ومع ذلك تلقى صوته نجاحاً كبيراً ليس فقط في "سورية" وإنما في دول أخرى كالخليج العربي، وينتظر صوته الفرصة المناسبة للعالمية».

يذكر أنّ الفنان "تمام خدوج" من مواليد مدينة "سلمية" 1978، مقيم في "الإمارات العربية".