نظراً لاتساع الريف في محافظة "الحسكة"، وندرة الموارد غير الزراعية فيه، توجهت الأنظار لخلق فرص عمل جديدة، تساعد قاطني الريف على تغيير حياتهم المعيشية.

موقع eHasakeh رصد بعض المشاريع التي استفاد منها بعض سكان الريف والتقى السيدة "زكوة الأحمد" إحدى المستفيدات من القروض في قرية "المناجير" فقالت: «لقد قمت بفتح محل للألبسة النسائية وألبسة الأطفال بمبلغ 40 ألف ليرة سورية، وأن هذا المشروع البسيط الذي يعتبر في بداية انطلاقه، يؤمن لي دخلاً يومياً أتمكن من خلاله الصرف على عائلتي، كما يؤمن لي مصروف الدراسة الجامعية، فأنا الآن في السنة الثانية في كلية الآداب قسم "أدب عربي"».

إن المبلغ الذي أخذته من الصندوق والبالغ 45 ألف ليرة سورية، هو قليل نسبياً، لكنه مكنني من شراء بقرة حلوب تؤمن منتجاتها حاجة البيت، من الحليب واللبن، كما أنني أقوم ببيع الكميات الزائدة عن حاجة عائلتي الأمر الذي يعمل على تأمين دخل يومي شبه ثابت استغله في تحسين وضعي المعيشي

من جانبه قال "علي أحمد الحمو": «إن المبلغ الذي أخذته من الصندوق والبالغ 45 ألف ليرة سورية، هو قليل نسبياً، لكنه مكنني من شراء بقرة حلوب تؤمن منتجاتها حاجة البيت، من الحليب واللبن، كما أنني أقوم ببيع الكميات الزائدة عن حاجة عائلتي الأمر الذي يعمل على تأمين دخل يومي شبه ثابت استغله في تحسين وضعي المعيشي».

احد المشاريع الصغيرة المدرة للدخل

مديرة فرع التنمية الريفية المهندسة "جورجيت عزيز" قالت: «نحرص دائماً على إقامة مشاريع تنموية في أرياف المحافظة، ذات التجمعات السكانية الفقيرة من خلال إدخال صناعات وزراعات لا تحتاج إلى مياه، وحرف ومهن يدوية تؤمن موارد مالية للأهالي، من خلال تفعيل مكوّن الإقراض وإحداث صناديق للتمويل الصغير، يكون المجتمع المحلي مساهماً ومشاركاً في إدارتها، وقد تم تنفيذ العديد من الدورات التدريبية المأجورة في قريتي "الرشيدية" و"المناجير"، عن كيفية تأسيس المشاريع الأسرية الصغيرة لمدة ستة أشهر، شارك فيها 40 متدرباً ومتدربة، لمساعدة الأهالي في دراسة أهمية إنشاء المشاريع الأسرية الصغيرة، وتحفيز المشاركين على خلق أفكار جديدة، لمشاريع تعتمد على منتجات البيئة المحلية، وتكون بديلة للزراعة في المناطق التي تعاني من الجفاف وشح المياه، وقد تم إجراء دراسة فنية ومالية للمشاريع المطروحة للتأكد من جدواها الاقتصادية بالنسبة لهذه الأسر».

وبينت "عزيز": «أنه سيتم إحداث صناديق للتمويل الصغيرة في القرى المستهدفة من قبل المشروع، والبالغة 40 قرية ولمدة أربع سنوات كاملة، وذلك من خلال نشر ثقافة التشاركية والبدء بعملية تنمية بشرية واقتصادية واجتماعية مستدامة، يكون المجتمع المحلي مساهماً وشريكاً في إدارتها، من خلال مساهمة الشخص الواحد بتمويل الصناديق بنحو 20 سهماً، وتبلغ قيمة السهم 500 ليرة سورية، على أن تكون مساهمة النساء 30%، ليتم تمكينها اقتصادياً واجتماعياً، بدوره سيقوم فرع التنمية الريفية بضخ أربعة أضعاف مساهمة المجتمع المحلي، وذلك كنواة نقدية داعمة للناس الفقراء، ممن لديهم طموح ورغبة في العمل والإنتاج ممن لا تساعدهم الظروف على العمل والإنتاج وليس لديهم مصدر دخل ثابت نسبياً».

مشروع السيدة زكوة الأحمد

من جهته قال رئيس دائرة التمويل في الفرع المهندس "قرياقس حنا سركيس": «إنه تم توزيع 20 قرضاً خلال الشهر الحالي، و10 قروض خلال الشهر الماضي منها 11 قرضاً في قرية "الرشيدية"، بقيمة 40 ألف ليرة للقرض الواحد، و11 قرضاً في قرية "المناجير" بقيمة تتراوح بين 20 و42 ألف ليرة سورية، وذلك كمرحلة أولى ثم يتم بعد ذلك رفع سقف القرض في المرحلة الثانية ليصل إلى 100 ألف ليرة، وسيتم منح قروض جماعية للأهالي ضمن هذه الخطة بهدف مساعدة الفقراء اقتصادياً ممن لا يملكون دخلاً ثابتاً وهم غير قادرون على الوصول إلى مؤسسات التمويل الرسمية، لتحسين وضعهم المعيشي، علماً أن هذه القروض التي لا يزيد موعد وفائها على العام الواحد تمنح وفق نظام المرابحة الإسلامية وبضمانات مجتمعية».

وأشار "سركيس": «إلى أنه تم افتتاح 10 صناديق وفق خطة العام 2011، كان أول صندوقين في قريتي "الرشيدية الشرقية" و"المناجير"، وقد منح من خلالهما ستة قروض بلغت القيمة النقدية لكل قرض 45 ألف ليرة سورية، ووصل المبلغ المودع في صندوق الرشيدية 364 ألف ليرة، و282 ألف ليرة في صندوق المناجير، مع العلم أن سداد القروض يمكن أن يكون شهرياً بنسبة مرابحة 5% أو ربعياً بنسبة مرابحة 7% أو سنوياً بنسبة 9%، وأنه يتم توزيع المرابحة على المساهمين، لكل حسب مساهمته بالصندوق في نهاية كل سنة مالية».

عينة من المستفيدين من القروض

يشار إلى أن المشاريع الصغيرة التي تشهدها مناطق ريف "الحسكة" يقوم بنتفيذها "فرع التنمية الريفية" في المحافظة.