انطلقت البلدة من أرض بور إلى أهم بلدة في محافظة "الحسكة"، وأهم المناطق الزراعية والاقتصادية، إلى جانب أنها نقطة سياحية تجذب الزوار من كل المناطق.

مدوّنة وطن "eSyria" بتاريخ 7 حزيران 2017، زارت بلدة "تل معروف" التي تبعد عن مدينة "القامشلي" 40كم؛ للتعرف إلى تاريخها وواقعها وحالتها الاجتماعية، والتقت أحد كبار السن في البلدة "فرحان عبدي"، الذي تحدث عن قصة بناء البلدة بالقول: «كانت بلدة "تل معروف" عبارة عن أرض بور تابعة لأملاك شيخ "قبيلة الطي"، كان يطلق عليها "تل بعرور"، نسبة إلى وجود عدد كبير من الرعيان الذين اتخذوها استراحة لقطعان الغنم. وكان أهل القرى المجاورة يجمعون من تلك المنطقة (البعرور)، فيكون حطباً لفصل الشتاء، كانت تتوسطها تلة مرتفعة، أزالها الفلاحون الذين أرادوا الاستفادة من كمية التراب التي توجد في التلة لبناء بيوت طينية. ويعدّ بيت الشيخ "الخزنوي" أول منزل سكني فيها، إضافة إلى عائلات "يشار، وحجي عباس مختار"، وعائلة "عمر رشكي"، فقد كانت بيوتهم من الشعر.

هناك 20 قرية تجاور البلدة، أبعد قرية تبعد مسافة 3كم، أمّا عدد سكانها، فهم ضمن 700 منزل سكني، ويعملون في مختلف المجالات؛ قسم في الزراعة، وقسم آخر في تربية الأنعام، وعدد كبير من الموظفين الذين يعملون في الدوائر والمؤسسات الرسمية في البلدة، وهي الوحيدة في المنطقة التي تجذب الزوار من مختلف المحافظات ومن بلدان أخرى خاصة الإسلامية منها، بحجة وجود المراقد والمعالم الدينية، ومعهد للشريعة الإسلامية

والجدير ذكره، أنه في عام 1930 تحديداً قدم إليها الشيخ "أحمد الخزنوي" واشترى من شيخ طي مكان القرية، وبنى على الفور مسجداً من الطين، وحجرة لتدريس طلاب العلم، وحوّل اسم القرية من "تل بعرور" إلى "تل معروف"، وتباعاً توافد إليها الأهالي من شتى المناطق، وباشروا بناء المنازل والدور السكنية بمختلف أشكالها، الطينية والإسمنتية، إلى جانب فرار الكثيرين من "تركيا" إليها بسبب المجاعة والحرب العالمية الثانية، وقام الفلاحون بتوسيع عقار القرية حتى أصبحت مساحتها أربعة آلاف هكتار، وتمّ شملها بالإصلاح الزراعي عام 1978. أمّا أهم الأحداث التي مرت على البلدة، فهو مرض الجدري 1939 الذي حصد أرواح 90 شخصاً، إضافة إلى مرض الحصبة عام 1942، ومرض الملاريا عام 1950 نتيجة مستنقعات خلفتها حقول الأرز. أمّا في عام 1961، فضربت أسراب الجراد حقول الفلاحين، وامتد الخراب حتى "العراق" في حادثة غريبة لم يسبق لها أن تكررت».

جانب من البلدة

الشابة "ملكية محمد" من سكان البلدة، بيّنت عن تفاصيل أخرى بالقول: «هناك 20 قرية تجاور البلدة، أبعد قرية تبعد مسافة 3كم، أمّا عدد سكانها، فهم ضمن 700 منزل سكني، ويعملون في مختلف المجالات؛ قسم في الزراعة، وقسم آخر في تربية الأنعام، وعدد كبير من الموظفين الذين يعملون في الدوائر والمؤسسات الرسمية في البلدة، وهي الوحيدة في المنطقة التي تجذب الزوار من مختلف المحافظات ومن بلدان أخرى خاصة الإسلامية منها، بحجة وجود المراقد والمعالم الدينية، ومعهد للشريعة الإسلامية».

وأضافت "كلهات عبدي" عن جوانب أخرى تتميز بها بلدتها بالقول: «يعدّ الطريق الواصل بين البلدة وبين مدينة "القامشلي" من أهم الطرق الحيوية والاستراتيجية، لكونه يصل بين البلدة ومنطقة الجنوب، مع تفرعات كثيرة للطريق يستطيع من خلاله الشخص أن يتجه إلى شتى المناطق والبلدات الأخرى. أمّا من الناحية التعليمية، فبنيت فيها المدارس بكافة مراحلها، ووصل عددها إلى أربع مدارس؛ ابتدائيتان، وإعدادية، وثانوية. وخدمت بكافة المؤسسات الخدمية، فأصبحت مركزاً تجارياً ودينياً وسياحياً، وتتوسط عدة قرى وبلدات ومناطق».

صورة عبر غوغل إيرث

بدوره الصحفي "محمد عارف عمر" ابن البلدة، تحدّث عنها قائلاً: «توجد فيها مختلف النقاط الطبية من عيادات خاصة ومستوصف وصيدليات، إضافة إلى عيادات بيطرية، ومنطقة صناعية، وكراج للسيارات ونقل المسافرين، إلى جانب وجود خمسة أفران للخبز، بما في ذلك مؤسسة الاتصالات، ومجلس بلدية، وصرف صحي، وهي منظمة تنظيماً مثالياً. ونحن كأهالي نعدّها ولدت مرتين؛ لأن الحرب التي طالتها في شباط 2014، خلّفت فيها دماراً كبيراً، خاصة المراقد الدينية، وتمّ تهجير أهلها بالكامل، لكن ذلك لم يدم طويلاً، فالبلدة عادت إليها الروح بعودة أهاليها، وهي تعيش حياة جميلة وطبيعية الآن؛ فبالتعاون والتكاتف قاموا بإحياء بلدتهم للمرة الثانية، فعادوا إلى منازلهم وأراضيهم الزراعية التي يزرع فيها عدد من المحاصيل الزراعية، كالقمح والشعير والكمون والكزبرة».

السيد فرحان عبدي