يعدّ نبع "كولا" من أجمل النقاط السياحية في منطقة "المالكية"، له الكثير من الذكريات الجميلة لأبناء المنطقة، خاصة نساؤها، وكان مصدراً للمياه لعدة قرى.

مدوّنة وطن "eSyria" بتاريخ 2 كانون الثاني 2018، زارت منطقة "المالكية" وقرية "عين ديوار"، التي تبعد عن مدينة "القامشلي" 98كم، ونبع "كولا" الذي له عند الأهالي ذكريات كثيرة عن الماضي الجميل.

كانت لنا زيارات دائمة إلى القرية حيث بيت عمي، كنت أحبها من أجل مرافقتهم إلى النبع، أكثر من مرة سقطت من الدابة على الأرض، وبعد السقوط كنت أنهض مباشرة لاستكمال الرحلة إلى النبع والمشاركة في واجب جلب المياه إلى بيت عمي، لا تقل الرحلة عن أربع ساعات، لكنها ممتعة للغاية، نلعب ونسمع القصص ونتعاون في المهمة الرئيسة، والأهم عندي أن تحملني الدابة في رحلتي، تلك الأيام تبقى الأجمل في حياتي، كانت قبل خمسة وثلاثين عاماً، حتّى اليوم أنقل ذكريات تلك الأيام إلى أبنائي

إحدى كبيرات السن في المنطقة "بدرية خليل سعيد" تقول: «قبل سنوات طويلة، كانت تجمعنا لحظات جميلة في الطريق إلى النبع، وأغلب نساء القرية كنّ يتجمعنَ للتوجه إلى النبع، ترافقنا الدواب التي تحمل العدة المخصصة لجلب المياه، وأطفالنا وشبابنا للمساعدة، كنّا نتعاون جميعاً في سبيل مهمة الحصول على المياه وإيصالها إلى منازل القرية، على الطريق كانت الأغاني والقصص الجميلة تقص للأطفال، أحياناً نأخذ فاصل استراحة بالجلوس، ولم نكن نشعر بالتعب، وبعد أن نملأ الأدوات المخصصة بالمياه، كنا نجلس حول النبع، فالطبيعة جميلة جداً، نتناول قصصاً ومواضيع جميلة ومنوعة، ونتباحث في قضايا تخص المرأة في ريفنا وقريتنا، في تلك النقطة كنّا نناقش ترتيبات حياتنا الريفية اليومية، نخطط للزيارات وتأدية الواجبات».

رحلة النسوة إلى النبع

أمّا "سربست حجي ناصر" من أهالي منطقة "المالكية"، فله ذكريات جميلة في قرية "عين ديوار" وزيارة نبع "كولا" مراراً، قال عن ذلك: «كانت لنا زيارات دائمة إلى القرية حيث بيت عمي، كنت أحبها من أجل مرافقتهم إلى النبع، أكثر من مرة سقطت من الدابة على الأرض، وبعد السقوط كنت أنهض مباشرة لاستكمال الرحلة إلى النبع والمشاركة في واجب جلب المياه إلى بيت عمي، لا تقل الرحلة عن أربع ساعات، لكنها ممتعة للغاية، نلعب ونسمع القصص ونتعاون في المهمة الرئيسة، والأهم عندي أن تحملني الدابة في رحلتي، تلك الأيام تبقى الأجمل في حياتي، كانت قبل خمسة وثلاثين عاماً، حتّى اليوم أنقل ذكريات تلك الأيام إلى أبنائي».

الباحث "عمر إسماعيل" من قرية "عين ديوار"، تحدّث عن النبع قائلاً: «من الأعمال اليومية والرئيسة لنساء المنطقة قبل عشرات السنين أن تزور يومياً نبع "كولا" لجلب المياه، وكانت العملية تأخذ كثيراً من الوقت والتعب؛ لأن تأمين الماء كان في غاية الصعوبة، والسبب وجود النبع في واد عميق وبعيد عن القرية، إضافة إلى نقل الماء بطرائق بدائية (جرار فخارية، أو صفائح من التنك)، وعلى الأكتاف، وكثيراً ما كان يصادف التقاء اثنتين من الأخوات والأمهات في منتصف الطريق؛ إحداهما ذاهبة إلى النبع تحمل جرة فارغة، والأخرى تحمل على كتفها جرة مملوءة بالماء، يبدأ الحديث بينهما من دون أن تضع الأخت الحاملة للجرة المملوءة بالماء على صخرة، وربما يأخذ الحديث بينهما أوقاتاً ليست بقليلة، أحياناً تنضم إلى الحديث أخريات قادمات من البيت أو النبع، ويستمر الحديث وهن في غاية الاندماج، وبهذه الطريقة يقمن بتأمين مياه الشرب والاغتسال والوضوء، صعوبة الأمر كانت في أيام الشتاء البارد، حيث الأمطار والثلوج والصقيع والرياح العاتية، أحياناً يتم نقل المياه على ظهر الدابة، وأثناء التجمع على النبع يحدث أحياناً منافسة بين الصبايا حول من التي ستنجز مهمة التعبئة أولاً، وأحياناً أخرى تهاجم الدواب بعضها في صورة تشد انتباه الجميع، والمشكلة عندما تهاجم بعضها وهي محملة بالماء، حيث تسقط الأواني وتتكسر، وتزداد المهمة تعباً، كل ذلك وأكثر في ذاكرة أبناء المنطقة».

حصة الأطفال من الرحلة