ينتمي الشاعر "أحمد الصالح" إلى أسرة مرموقة في منطقة "المالكية"، أبدع بمجالات عدّة، سواء في الجانب الأدبي أو الاجتماعي، وكان من خيرة المدرّسين عطاءً وتربية.

مدوّنة وطن "eSyria" وبتاريخ 5 كانون الثاني 2018، وقفت عند سيرة الشاعر الراحل "أحمد شيخ صالح"، وقد تحدّث عنها الباحث "عمر إسماعيل" من أبناء قريته، بالقول: «الأسرة التي ينتمي إليها مشهود لها على مستوى المنطقة برمتها، فأخذ "أحمد" الخصال الحميدة الكثيرة منها، وانطلق منذ سنواته الأولى في الحياة بالجد والمثابرة. درس المرحلة الابتدائية في "المالكية"، وبسبب تفوقه الدراسي؛ أنهى السنوات الخمس في ثلاث سنوات، وحصل على منحة دراسية إلى "السعودية" عام 1950، حيث تابع دراسته وتتلمذ على يدي رجال اللغة والدين في المنطقة، فبرع الشيخ "أحمد" -كما كان يسمى عند الكثيرين- في علوم النحو والصرف والإعراب ومعاني الكلمات، حتى إنّ معلميه يقولون إنه بوجود الشيخ "أحمد" لا نحتاج إلى قاموس. وفي سن مبكرة تصدى لتعليم كل من يطرق بابه، إضافة إلى ثقافة كبيرة في علوم اللغة العربية، حتّى إنه أصبح مرجعية لدور التربية والتعليم في المنطقة، وفي مجال الشعر كان من أهم رجالات الشعر والأدب عامة».

وهب جل حياته للشعر والأدب وخدمة الأهالي، كان يقضي الليالي ساهراً في استلهام الفكرة، ويقوم بمراجعة ما يكتبه من كافة الجوانب الإنشائية واللغوية، اتبع الأسلوب الكلاسيكي في كتابة القصائد؛ وهو ما كان محبباً للكثيرين من الناس، إضافة إلى تميزه الأدبي، فهو طيب القلب، وحنون، تعامل مع الكبار والصغار بتواضع، وفرض محبته في قلوب أبناء المنطقة برمتها، ووقف مطولاً عند قريته بالوصف والشعر، ومن الأبيات التي وصف بها قريتنا الجميلة "عين ديوار": "قريتنا عروسة الأرياف... ونبعها محجة المصطاف مزهوة بجسرها المنيف... والروضة الغناء بالأكتاف"

حملت سيرته عناوين كثيرة من التميز، حيث أضاف "إسماعيل": «عين الشيخ "أحمد" كأول معلم في قرية "عين ديوار" بريف "المالكية" في العصر الحديث عام 1958، ومن تلاميذه نخبة من مثقفي القرية، أمثال: "محمد صالحي، محمد سليم، بهزادي أحمدي برهو، لزكين حاجي عبد العزيز"، وباتت تلك الأسماء مع مرور الوقت ذات قيمة ومكانة مرموقة في مجالات مختلفة بالمجتمع. نبغ الشيخ الراحل في كتابة الشعر باللغتين الكردية والعربية، وكان يرد على أغلب الرسائل بقصائد شعرية، كما في القصيدة المؤلفة من 24 بيتاً، رد فيها على رسالتي وأنا في "اليمن" عام 1990، ومن أبياتها: "سلام من الإحساس أندى وأعبق إليك مع الإحساس بالوجد يخفق.. أتاني بشير يروي قصة حبنا.. وإني لما أبدى البشير مصدق".

مع أحد أبناء قريته

وهناك فنانون استعانوا بقصائده في أغانيهم، فبمجرد سماعه أو رصده لحادثة يدونها بقصيدة شعرية، كما حصل معه عندما سمع بفاجعة ابنه، فرثاه بقصيدة أدمت القلوب والعيون. اعتمد على نفسه في الصياغة والبلاغة ومعاني الكلمات، حتى إعرابها، وفي سنواته الأخيرة وتحت إلحاح المحبين حفظ قصائده في ديوان شعري، بعد سرقة الكثير منها. إضافة إلى ما ذكر، فقد كان الراحل رجلاً كريماً وخيراً، سعى إلى نشر السلم والمحبة بين الأهالي، وحل الخلافات بين أبناء المجتمع، وسخر كل جهده ووقته للعلم والتأليف والتعليم ونشر الوئام».

بدوره "محمد سليم نصر" من أهالي "القامشلي" تحدّث عن مناقب "أحمد صالح" بالقول: «وهب جل حياته للشعر والأدب وخدمة الأهالي، كان يقضي الليالي ساهراً في استلهام الفكرة، ويقوم بمراجعة ما يكتبه من كافة الجوانب الإنشائية واللغوية، اتبع الأسلوب الكلاسيكي في كتابة القصائد؛ وهو ما كان محبباً للكثيرين من الناس، إضافة إلى تميزه الأدبي، فهو طيب القلب، وحنون، تعامل مع الكبار والصغار بتواضع، وفرض محبته في قلوب أبناء المنطقة برمتها، ووقف مطولاً عند قريته بالوصف والشعر، ومن الأبيات التي وصف بها قريتنا الجميلة "عين ديوار":

"قريتنا عروسة الأرياف... ونبعها محجة المصطاف

مزهوة بجسرها المنيف... والروضة الغناء بالأكتاف"».

يذكر أن الشاعر الراحل "أحمد صالح" ولد في قرية "عين ديوار" عام 1935، وتوفي عام 2017.