دوّن اسمه بين قائمة الرجال المتميزين وطنياً واجتماعياً، وسطّر معاني طيّبة في مختلف مجالات الحياة، نشّط الزراعة وبتر الكثير من الخلافات المجتمعية، وحافظ على تربية الخيول والأنعام.

مدوّنة وطن "eSyria" بتاريخ 22 شباط 2018، زارت قرية "صافية" التي تبعد عن مدينة "القامشلي" 9كم للتعرف إلى سيرة أحد وجهاء وشيوخ المنطقة المرحوم "فواز عبد الحميد الحسو"، والتقت نجله الأكبر "شعلان الحسو"، فقال: «عاش والدي طفولته في قريتي "تل سطيح" و"صافية"، في زمن شهد ندرة المدارس، دفع به والده إلى "دمشق" ليتعلم مختلف العلوم ومنها أصول الدين، وحفظ القرآن الكريم، ونسج من معانيه نمط حياته، فانطلق معتبراً القرآن الدستور المنظم الشامل لجميع جوانب الحياة، في السنة السابعة من عمره كان يجلس في مجلس والده الشيخ "عبد الحميد" وعمه الشيخ "عبد الرزاق"، ينهل ويتعلم العلم من مجلس أبيه وعمه، فتعلم أصول العادات العربية والتقاليد الأصيلة والشهامة والمروءة والشرف، وتعلم الأمور العشائرية والحوار السياسي، في مرحلة يفاعته بدأت ثقافته تكتسب بعداً جديداً، وأظهر الاهتمام بمعرفة وقائع العرب والعشائر وأيامهم، كان من أمتع أوقاته الجلوس إلى كبار السن ليحدثوه عما يعرفوه من سير الأجداد وبطولاتهم، إضافة إلى ما تعلمه من الخصال الطيبة من والده وعمه. دراسته لجميع المراحل الابتدائية والإعدادية والثانوية في العاصمة، أضفت على حياته الكثير من المزايا الطيبة، لم يكن يدخل المدرسة إلا بعد أن يسبقه جميع زملائه ليطمئن عليهم، هذا ما شهد به رفاقه، حتى اليوم يتذكرون هذه القصة وغيرها من القصص التي تشهد له بالخير والمحبة».

شهدت العشيرة وغيرها من العشائر في المنطقة، بأن الوالد يتميز ويحمل صفات الشيخ، وله حق زعامة العشيرة، فتولاها مع أنه كان أصغر إخوته، منذ اليوم الأول، بدأ العمل على حل الخلافات والاختلافات بين الأسرة الواحدة وعشيرته وبقية العشائر التي كانت تستعين به لحل النزاعات، زار جميع طوائف المنطقة من عرب وكرد وسريان ليؤدي الواجبات الاجتماعية، ويساهم في نشر السلام، يقطع المسافات الطويلة في سبيل نشر رسالته. "الربعة" (مضافته) كانت عامرة يومياً بالزوار والضيوف من مختلف المناطق، والمنطقة بجميع عشائرها حتى اللحظة يتحدثون عن كرمه وطيبته ومحبته للناس، اهتم بالزراعة كثيراً، كان يحثنا على حب الأرض وزراعتها وتطويرها، مزرعة الخيل التي ورثها من والده حافظ عليها، وتعدّ المزرعة الوحيدة في ريف "القامشلي"، وطالبنا نحن بالحفاظ عليها بعد مماته، وحثنا على متابعة نهجه بالحب والإخاء

يتابع "شعلان" عن مسيرة والده: «شهدت العشيرة وغيرها من العشائر في المنطقة، بأن الوالد يتميز ويحمل صفات الشيخ، وله حق زعامة العشيرة، فتولاها مع أنه كان أصغر إخوته، منذ اليوم الأول، بدأ العمل على حل الخلافات والاختلافات بين الأسرة الواحدة وعشيرته وبقية العشائر التي كانت تستعين به لحل النزاعات، زار جميع طوائف المنطقة من عرب وكرد وسريان ليؤدي الواجبات الاجتماعية، ويساهم في نشر السلام، يقطع المسافات الطويلة في سبيل نشر رسالته. "الربعة" (مضافته) كانت عامرة يومياً بالزوار والضيوف من مختلف المناطق، والمنطقة بجميع عشائرها حتى اللحظة يتحدثون عن كرمه وطيبته ومحبته للناس، اهتم بالزراعة كثيراً، كان يحثنا على حب الأرض وزراعتها وتطويرها، مزرعة الخيل التي ورثها من والده حافظ عليها، وتعدّ المزرعة الوحيدة في ريف "القامشلي"، وطالبنا نحن بالحفاظ عليها بعد مماته، وحثنا على متابعة نهجه بالحب والإخاء».

مضافة المرحوم

الحاج "صالح محمود" من وجهاء عشيرة "العباسيين" الكردية، تحدّث عن بعض مناقب المرحوم "فواز": «امتاز بأن أبناء عمومته وعشيرته وجميع عشائر المنطقة ينظرون إليه باحترام ووقار لرحابة صدره وكرمه ونخوته، ففي مضافته كانت كل الحلول المتكاملة لكل المشكلات والخلافات والنزاعات، بالمقابل هي مأوى الضعفاء والفقراء، امتاز بالشجاعة والحفاظ على وحدة عشيرته وقبيلته والعرب في الجزيرة العربية، وأي زائر لقريته يكون معززاً وينال واجب الضيافة والكرم، وبعدها تحل قضيته من دون أدنى شك بالحكمة، كتب عنه الأدباء في كتبهم ومؤلفاتهم، من بينهم كتّاب عراقيون، ونخبة من الشعراء أيضاً سطروا عنه بالشعر في دواوينهم الشعرية، منهم الشاعر "شعلان العكيدي" عندما وجد في كل بيت من عشيرة المرحوم صورة له تخلده، تصدى لكتابة قصيدة شعرية من أبياتها:

"العرب كلهم جميع... والراشديه ما تضيع...عيال حسو لابتي... وأنا أفتخر برجالها... ونعمين...لا قلت فواز... للضيف ملقى وملاذ للمعتاز... صينيته بتركيا مذكوره... وما ينكر معروفه وطيبه... هذا الصحيح الي بدر من رأس شعلان... ماني مزاود ولا انتقص شي من واجب العربان لاكني بغيت امجد عيال راشد بالألحان واذكر خصايلهم وطيب أفعالها".

شعلان الحسو ينهج نهج والده

لا بدّ من الإشارة إلى أن المرحوم توفى وهو يؤدي واجي العزاء في أحد المجالس.

يذكر أن "فواز الحسو" من مواليد قرية "صافية" عام 1947، وتوفي عام 1997.