ترجم تفوقه وتميزه في مجالات عدّة في الوطن إلى إبداع في بلاد الاغتراب، وأضاف اسماً سورياً جديداً إلى قائمة المخترعين العاملين في تقنية التدفئة التي تتميز بأنها بحر واسع من العلم، ومن الصعوبة الغوص فيها والإبداع في مواكبتها.

مدوّنة وطن "eSyria" بتاريخ 11 آذار 2018، تواصلت مع "مزهر الكعود" في مكان إقامته بـ"ألمانيا" للحديث عن مدة وجوده بقريته وموطن ولادته، فقال: «أثناء دراستي بمختلف مراحلها في بلدتي كنت من الأوائل على مستوى المدرسة، إضافة إلى الإشراف والمساهمة في مبادرات أدبية وفنية كثيرة. بالتزامن مع مراحل الدراسة، أتقنتُ بجهد ذاتي الكثير من المهن والهوايات، بدرجة كبيرة من التميّز حسب شهادة وتقييم أهل الخبرة والتخصص، منها: الرسم، والخط العربي، إضافة إلى الخياطة، والحلاقة، والكهرباء، والصحيّة، والحدادة، والبلاط، حيث عملت بجميع المهن المذكورة، لتعينني على إكمال دراستي، وساهمت بتقديم خبرتي في جميع ما ذكرت لمن احتاج إليّ وطلب المساعدة، خاصة للمنازل التي كانت تؤسس حديثاً، وأهلها بحاجة إلى المؤازرة. وأثناء دراستي الجامعية عملت بمجال النفط، وتحديداً في إنشاء محطات الغاز والنفط، والتميز في ذلك المجال أيضاً منحني شهادات تقدير».

التقنية التي أسعى للوصول إليها، ربط الأجهزة لتشغيلها عبر شبكة الإنترنت، والتحكم فيها عن طريق الهاتف المحمول، والهدف نقل هذه التقنية إلى بلدي، فليس ذلك صعباً طالما الطموح قائم. ويومياً لدي قراءة مهمّة وفكرة جديدة في عالم التقنية، لأحقق شعار رسالة السوري في كل مكان يقيم فيه، وهو الإبداع والاختراع والتميّز

وعن رحلة الاغتراب والوصول إلى "ألمانيا" عام 2015، يقول: «أتقنت اللغة الإنكليزية، وبسرعة فائقة اللغة الألمانية، حيث ساهمتا بقبولي ضمن شركة خاصة بالتدفئة، وهذه الشركة بدورها أرسلتني للتخصص في معهد عالٍ جداً بالمجال المذكور، حيث كانت مدّة الدراسة ثلاث سنوات، وبحكم وجود مزايا كثيرة لدي، منها خبرتي داخل الوطن، وإتقان اللغات، أنجزت اختبارات المعهد بسبعة أشهر، ونفذت عملاً رائعاً لم ينجزه أي شخص من قبل، وهو تمديد شبكات التدفئة، مع دارتها الإلكترونية، بتقنية عالية وجودة واضحة، فكان قرار المدير اختصار دراستي من ثلاث سنوات إلى سنتين، لكونه كان تفوقاً على جميع طلبة المعهد، بما فيهم الطلبة الألمان، هذا الأمر يعد إنجازاً عند المعنيين الألمان، فكتبت ثلاث صحف ألمانية عن إنجازي. والأهم أنّ هذه الخطوة جديدة في "ألمانيا"، خاصة من قبل اللاجئين، ويكفيني سعادة كسوري أنها أنجزت بمدة قياسيّة، وزمن قصير، لا يمكن لأي كان أن ينجزه إلا بعد سنوات طويلة ودراسة وأبحاث عميقة، ومثابرة مستمرة، بحسب ما قاله مدير المعهد ومختصون غربيون».

"مزهر الكعود" على صفحات الصحافة الألمانية

ويتابع "مزهر الكعود" حديثه عن عمله الحالي والتقنيات التي يشتغل عليها: «التقنية التي أسعى للوصول إليها، ربط الأجهزة لتشغيلها عبر شبكة الإنترنت، والتحكم فيها عن طريق الهاتف المحمول، والهدف نقل هذه التقنية إلى بلدي، فليس ذلك صعباً طالما الطموح قائم. ويومياً لدي قراءة مهمّة وفكرة جديدة في عالم التقنية، لأحقق شعار رسالة السوري في كل مكان يقيم فيه، وهو الإبداع والاختراع والتميّز».

"علي سعود خليل" المقيم في "ألمانيا"، يتحدث عن تجربة "مزهر" بالقول: «تعرفتُ إليه بعد أن سمعتُ بما حققه من خلال الصحافة الألمانية، كانت بُشرى كبيرة لجميع السوريين؛ لأن "مزهر" قدّم صورة جيدة عن قيمة السوري في جميع مجالات الحياة، فقد امتهن عمل التدفئة بإبداع كبير، وتفوق بهر كل من شاهده، وهذا الأمر لم يحققه من قبل أي شخص عربي. لديه الطموح الكبير في نقل تجربته إلى "سورية"، وتعلم المزيد من التقنيات وزيادة الخبرة قبل العودة».

من شهادات "مزهر الكعود"

يذكر أن "مزهر الكعود" من مواليد قرية "سينان" التابعة لبلدة "الجوادية"، عام 1983.

عمل يومي مثمر