صوت مهمّ، يأتي في مقدمة الحركة الشعرية في "الجزيرة السورية"، تمتاز قصائدها بعمق الفكرة وجزالة العبارة، وتُعِدّ الإنسان منبعاً للقيم، وجديراً بعناية الأدب والشعر؛ فهو السيد الدائم المتوحد على الأرض.

مدونة وطن "eSyria" التقت الشاعرة "آمال اللطيف" بتاريخ 11 نيسان 2018 لتتحدث عن بداياتها مع الشعر، فقالت: «الشعر هو من وجدني، لم أبحث عنه متعمدة، لكنني كنت أشعر بشوق لملاقاته من دون أن أعرفه.

هي فارسة من فارسات الشعر في "الحسكة"، مشاركاتها بالأصبوحات والأمسيات الشعرية فاعلة، ولها جمهور ينتظر نتاجها بشغف؛ لأنها تمتاز بمتانة الأسلوب، وجزالة الكلمة، وعمق المعنى، وحافظت على أسلوبها الشعري في العمودي، فأبدعت به، وكانت بحق "فارعة الجزيرة"

بداياتي الأدبية كانت منذ الطفولة في منظمة "طلائع البعث"، فقد كنت رائدة في الفصاحة والخطابة لثلاثة أعوام، وكرت السبحة. كانت الكلمة الحلوة تأسرني، وبيت الشعر الجميل يداعب قشرة دماغي، ومع تشجيع عائلتي بدأت أعشق الشعر وأكتبه، ومن الوهلة الأولى كان إصراري على كتابة "القريض" العمودي، وتمسكت به على الرغم من أننا في القرن الواحد والعشرين. كتبت كل ألوان الشعر، لكنني أميل إلى الوجداني والعاطفي، فالشاعر الفذ هو الذي يستطيع أن يجعل العاطفة الأدبية ثابتة لديه، ويكون قادراً على إثارة العواطف المختلفة في نفوس المتلقين، ومن هنا تكون العاطفة عنصراً أدبياً مهماً في تأليف النص الأدبي.

الباحث عبد الرحمن السيد

يبقى الشعر متنفسي؛ فهو كالهواء، ومن دونه تختفي اللحظة وتؤرقني الخيالات، كما أنه تجسيد وترجمة لما يجول بهذه النفس من مكنونات إنسانية ونزاعات عاطفية».

وتضيف "اللطيف" عن مكانة المرأة والرجل في شعرها، وتقول: «الشعر جعل المرأة تبحث عن الحرية، وبه تكسرت أغلال كثيرة وتحررت نساء كثيرات من العبودية. أما الرجل في شعري، فهو محور قصائدي، وحاضر دائماً في أغلب مفرداتها.

"فارعة الجزيرة" كما تلقب

"أنا شمس القوافي والفيافي... أبث النور في كل الجهات

أنا بنت القصيدة وهي أمي... وأمي من سليل الطاهرات

فلن تهتز أغصـاني بريــح... ولن أخشى سهاماً من رماة"».

وتضيف عما يمثله الشعر برأيها: «ما هو الشعر إن لم يكن لإثارة الأحاسيس الناعمة لدى كاتبه أو سامعه أو قارئه على حد سواء؟ ما هو الشعر إن لم يكن ذاك الشعور الفياض الذي يداعب عيون وآذان وعقول ووجدان البشر الذين يملكون حظاً من الحس الموسيقي، والحس اللغوي، والقلوب التي تتوق لتذوق الجمال؟ فالشعر للعيون الجميلة، وابتسامات الأطفال، وألوان الطبيعة بأشكالها المتعددة. الشعر للمعاناة، والانتظار، والموعد الذي نتعذب انتظاراً له، والشوق في القلوب العطشى.

إن الشعر ابتعاد عن عالم الواقع، وهروب إلى الخيال الجميل؛ عالم الأحلام والتأملات.

"أبداً يُلاحــقُني ندى الخــابورِ... ويفوحُ عطرُ صبابتي وزهوري

يا سالكي دربَ الغيابِ تمهلوا... وخـذوا ملامـحَ لهفتي وعطوري

وخذوا عيوني للحبيبِ تضمهُ... ضيعتُ في شــطِ الغيابِ عبوري

وخذوا تسابيح الهوى بقصيدتي... ودفــاتري ومنابري وشعوري

يا نهر أين أحبتي مذ غادروا... تــاهت بأحشــاء الظــلام بدوري

أنا ظبية الخابور كحلها الهوى... العشق حتى الموت من دستوري

ووشــمت قلبي بالحــنين لطفلة... كــانت وكـان غـرامها خابوري"

الشعر موهبة، والموهبة هبة للمتأملين في سحر هذا الكون الواسع، ومتعة في قراءته وكتابته، لا يتأتى إلا لأصحاب الذوق الرفيع من عاشقي الجمال الباحثين عن الطمأنينة».

يقول عنها الباحث "عبد الرحمن السيد": «هي فارسة من فارسات الشعر في "الحسكة"، مشاركاتها بالأصبوحات والأمسيات الشعرية فاعلة، ولها جمهور ينتظر نتاجها بشغف؛ لأنها تمتاز بمتانة الأسلوب، وجزالة الكلمة، وعمق المعنى، وحافظت على أسلوبها الشعري في العمودي، فأبدعت به، وكانت بحق "فارعة الجزيرة"».

يذكر أن" آمال اللطيف" من مواليد "الحسكة"، نالت جائزة المركز الأول في مهرجان "بدوي الجبل" الشعري عام 2018، والمركز الأول في "الإبداع" في صحيفة "العربي اليوم" لعامين متتالين 2016-2017، وهي متزوجة، ولديها أربعة أولاد.