كثيرة هي المحطات التي مرّ بها مع عالم الرسم، انطلق بها منذ مراحله المبكرة في المدارس، وزاد الحب والاهتمام بتخصص دراستها في المعهد، فأثمر جهده مئات اللوحات والعديد من المعارض.

مدوّنة وطن "eSyria" بتاريخ 4 حزيران 2018، التقت الرسام "رشيد الحسين" لينقل مسيرته مع ذلك الفن، منذ بداياته حتّى اليوم، وكانت بداية حديثه: «أحببتُ هذا الفن والعالم الجميل في سنوات حياتي المبكرة، كنت معجباً جداً بلوحات الطبيعة المختلفة، تشدني وتلفت نظري كثيراً، كانت سبباً ليبقى الرسم عالقاً بفكري واهتمامي دائماً، في المدرسة ومنذ المرحلة الابتدائية، أمضي وقت الفراغ في رسم كل ما أتخيله، ولو بطريقة بدائيّة، وفي المرحلة الإعدادية، اتجهتُ إلى رسم الصور من مادتي الجغرافية والعلوم باهتمام واضح، لأحصل على ثناء المدرسين؛ وهو ما شجّعني كثيراً، حتّى إن بعض اللوحات كانت ضمن المعارض التي تقام على مستوى الوحدات المدرسية، في المرحلة الثانوية بجهد ذاتي وكبير انطلقتُ إلى رسم شخصيات عامة، تلك الخطوة نالت الإعجاب والتقدير لدى مدرسي التربية الفنية، وعرضت لوحاتي في المعارض.

يعدّ من أقدم الرسامين على مستوى المنطقة، قدم فكره وخبرته في المعارض وعلى جدران المدينة، أتقن الهواية، ليكون حافزاً ومشجعاً لمحبي الرسم لينهجوا نهجه، إضافة إلى ذلك، كان حرصه على إقامة معارض دائمة في مدارس التربية، رسالة مهمة لتشجيع الشباب على الاهتمام بالتربية الفنية، ولتكون ركيزة لهم في دراستهم المبكرة

وبعد نيل الشهادة الثانوية، من شدّة تعلقي بالرسم اتّجهت للتخصص بمعهد التربية الفنية، لأكسب أدق تفاصيل العمل الفني، فمنحتني خبرة كبيرة وإتقاناً في ذلك العالم الواسع، بجانبيه النظري والعملي، تعرفتُ إلى جميع أنواع الفنون التشكيلية ومارستها؛ من رسم، ونحت، وزخرفة، وخط عربي».

طفلته رهف أمام لوحاتها في أحد المعارض

يتابع "رشيد" عن الرسم: «زرعت حب ذلك الفن في قلوب الكثيرين من الطلبة الذين يهوون الرسم، ونفذتُ معهم معارض عديدة في جميع المدارس التي درّست فيها، لاحقاً تم تعييني في معهد إعداد المعلمين، لنقل الخبرة إلى طلبة المعهد، وبالتزامن مع التعليم، شاركتُ بالمعرض الفني المركزي في "الحسكة" من خلال لوحة زيتية حول تمكين اللغة العربية، بعد ذلك شاركتُ بلوحة زيتية بعنوان: "الخيل والنساء" في المعرض المركزي في مدينة "اللاذقية"، تابعتُ البحث المتواصل في المدارس الفنية الحديثة لإتقانها باحتراف، وقفتُ مطولاً عند المدرسة الرمزية، التي تعتمد التعبير عن الفكرة بالشكل أو اللون، إلى جانب ذلك انتقلت إلى مرحلة أخرى في عالم الرسم، وذلك بقراءة الروايات والقصائد وتحويلها إلى لوحات فنية بالألوان الزيتية بأسلوب فني خاص، وتركيزي كبير على اللون الزيتي، لكونه يساهم بتقديم الرسالة بوضوح ومنظر لافت. لديّ عشرات اللوحات من الأعمال الفنية الزيتية، منها: "الحزن، رجع الحنين، جدارية للقلب، أسير الشوق، المستبدة"، وغيرها».

ويضيف الرسام عن مشواره الفني: «أدخلت طفلتي ذات الست سنوات عالم الرسم، من خلال ألوانها المائية كخطوة أولى، وشاركت معي في أكثر من معرض مؤخراً، لتنهج نهجي في إتقان هواية الرسم بأسلوبها الجميل والفني، فالرسم يحمل معاني المحبة والجمال والإخاء والسلام، وهو ما أرغب لطفلتي إتقانه، وتجدر الإشارة إلى أنني أقمت عدّة معارض فنيّة في الجمعيات الخيرية بالمدينة مع بداية هذا العام، كل ذلك لتكون رسالتنا الفنية والمجتمعية في كل مكان».

لوحة زيتية من أعماله

الرسام "فاروق المخلف" قال عن زميله "رشيد": «يعدّ من أقدم الرسامين على مستوى المنطقة، قدم فكره وخبرته في المعارض وعلى جدران المدينة، أتقن الهواية، ليكون حافزاً ومشجعاً لمحبي الرسم لينهجوا نهجه، إضافة إلى ذلك، كان حرصه على إقامة معارض دائمة في مدارس التربية، رسالة مهمة لتشجيع الشباب على الاهتمام بالتربية الفنية، ولتكون ركيزة لهم في دراستهم المبكرة».

يذكر أن "رشيد الحسين" من مواليد "القامشلي"، عام 1972.