أثبتت "سيلفا أحمد" أنها نموذج للفتاة السوريّة، عندما تصدّت لقيادة أصعب وأضخم الآلات، فكانت مساعداً ومعيلاً مثالياً لأسرتها، ووفّقت بين دراستها وعملها المتعب.

مدوّنة وطن "eSyria" بتاريخ 25 آب 2018، وخلال زيارتها لبلدة "عامودا" التي تبعد 25كم عن مدينة "القامشلي"، التقت "سيلفا فهد أحمد" في مكان عملها، بأحد مقالع الحجر والإسمنت، التي سطرت لنفسها اسماً مهماً على مستوى المنطقة برمتها، في ميدان الأعمال التي كانت محتكرة على الرجال حصراً، عن تصديها لتلك المهمة قالت: «عندما كان عمري تسع سنوات، توجّهت إلى هذه المهنة، وهي قيادة الآليات الكبيرة الخاصة بالمعامل والمقالع، مثل: "التريكس، القلاب"، إضافة إلى (البوك)، المتخصصة بنقل الرمل والحجر وتوابعها، في بداية الأمر ساعدني والدي على كيفية قيادتها، لكونها صعبة جداً، وتحتاج إلى صفات معينة، خاصة الصبر والتحمل، خلال مدة قصيرة لم تتعدَّ الأسبوعين، كنتُ محترفة قيادة "التريكس"، كان هدفي أن أتعلم بسرعة لمساعدة الوالد والأسرة، ولاحقاً تعلمت قيادة الآليات الأخرى بجهد ذاتي، لم أهتم بنظرة المجتمع وتقبل الفكرة من عدمها، لأن الأهم الوقوف إلى جانب والد أفنى عمره من أجلنا، لكن الإيجابي في الموضوع، أن ترحيباً كبيراً واحتراماً رائعاً تم لموقفي ومهنتي. لم أتردد في تنفيذ عمل يتطلب جهدي وجهد الآلة التي أقودها، ولا أهتم بعدد الساعات الطويلة التي أعمل فيها، والتي تتجاوز أحياناً 12 ساعة عمل متواصل».

سمعتُ عن عمل "سيلفا" في مدينتي، وتوجهت إلى بلدتها من أجل رصد عملها، حقاً كانت شابة جميلة بروحها وعطائها وثقافتها، جميلة في روح المحبة لأسرتها، إضافة إلى أنها أثبتت قدرة الشابة السورية على التصدي لأي عمل وأي مهنة إذا دعت الحاجة

عن رحلتها في عملها الاستثنائي تضيف "سيلفا": «بعد استشهاد أخي الوحيد في المعارك ضد الإرهابيين، ازدادت عزيمتي وإصراري على العمل، وتضاعفت حاجة أهلي لمساعدتي، فهناك أخوات يدرسن في الجامعة، ويتطلب مني أن أكون المساعد في تلك الدراسة، علماً أنني أنا أيضاً مستمرة في إكمال دراستي، ففي الصباح أذهب إلى المدرسة، وبعد الظهر إلى العمل، وأحياناً أبقى من دون طعام وشراب حتى أعود بعد إنجاز العمل، إضافة إلى قيادتي المميزة على الآليات التي ذكرتها، أصبحت لديّ خبرة جيدة في الميكانيك، هناك فحص دوري من قبلي للآلية التي أعمل عليها، من خلال فحص الزيت والمازوت والبطارية، ومراقبة البراغي، وجميع القضايا المتعلقة ميكانيكاً بالآلية. لا أهتم بأمور الراحة وظروف الجو والمناسبات المتعددة، وعندما يتطلب مني عملاً تكون فائدة الأسرة منه كبيرة».

الأهالي واحترام كبير لعمل سيلفا

"فهد أحمد" والد "سيلفا" تحدّث عن تصدي ابنته للعمل الذي احترفه منذ سنوات طويلة: «عملي كان مقتصراً على قيادة هذه الآليات، ووصلت إلى مرحلة بات صعباً علي إتمام المهمة بسبب المرض، وبعد استشهاد ابني الوحيد، كان لزاماً أن أجد من يعيل الأسرة، فتصدّت "سيلفا" للمهمة، علماً أنها تعلمت السياقة خلال مدة زمنية قصيرة، وبجهد ذاتي أضافت إلى نفسها خبرة في شتى المجالات المتعلقة بالقيادة، سعادتي كبيرة لأنها حملت على نفسها مساعدة أخواتها في دراسة الجامعة، ومساعدة والدها المريض، كل ذلك جعل من "سيلفا" شابة نموذجية في محافظة "الحسكة"».

"خسرو عزيز" أحد أبناء مدينة "القامشلي" عبّر عن شعوره تجاه "سيلفا" بالقول: «سمعتُ عن عمل "سيلفا" في مدينتي، وتوجهت إلى بلدتها من أجل رصد عملها، حقاً كانت شابة جميلة بروحها وعطائها وثقافتها، جميلة في روح المحبة لأسرتها، إضافة إلى أنها أثبتت قدرة الشابة السورية على التصدي لأي عمل وأي مهنة إذا دعت الحاجة».

سيلفا في مكان عملها اليومي

يذكر أن "سيلفا أحمد" من مواليد بلدة "عامودا"، عام 2001.