وهب سنوات طويلة من عمره للرياضة والإعلام، تنقّل في ميادين الملاعب لاعباً ومدرّباً وحكماً ومعلّقاً رياضياً، حيث نال خلال جولاته على جميع ملاعب القطر حباً واحتراماً كبيرين. ولم تمنعه غربته عن مواصلة إنجازاته الرياضية.

مدوّنة وطن "eSyria" بتاريخ 2 تشرين الأوّل 2018، تواصلت مع الكابتن "شعبان خليل" في مكان إقامته الحالية بـ"هولندا"، لينقل لنا كامل تفاصيل رحلته في الملاعب بمختلف تسمياتها، فقال: «أثناء طفولتي كان لديّ اهتمام وحب لكرة القدم، وأثناء مدة الدراسة بالمرحلتين الابتدائية والثانوية، كان نصيبي تمثيل منتخب مدرستي، ثم انتسبتُ إلى الفريق الثاني بالنادي "العربي" سابقاً، ونادي "الحرية" حالياً عام 1967، وفي تلك المرحلة كنتُ مشاركاً بلوحات الحائط في النادي والمدرسة، وكان يشرف على تلك اللوحة صحفي قدير في مدينة "حلب" اسمه "رضوان غضنفر"، حيث أبدى إعجابه الكبير بما أقدمه من مواد في مجلة الحائط، لتكون بداية عملي في رحلة الإعلام. عام 1978 عملت مراسلاً لمدينة "حلب" في صحيفة "الرياضة" وضمن كادر اللجنة الإعلامية بذات العام لنقل بطولة الشرطة العربية، ثم كان العمل مع صحيفة "الهدف الرياضي"، مع الاستمرار كمحرر بصحيفة "الرياضة"، مع أبرز الوجوه الإعلامية حينئذٍ، أمثال: "أيمن جادة"، "منذر طباع"، "أحمد حمصي"، "مروان عرفات"، كل ذلك ترافق مع دراستي الجامعية في كلية الآداب، قسم اللغة الإنكليزية، وبعد إنهاء الدراسة الجامعيّة، عدت إلى مدينة "حلب" عام 1981، وعملت في عدة صحف ومجلات رياضية».

باشرت مؤخراً بجهد ذاتي العمل على بثّ برنامج رياضي على شبكات التواصل الاجتماعي، وإجراء لقاءات رياضية مع شخصيات معروفة في الماضي البعيد، قمت باستثمار العلاقة الطيبة لإنجاز وإنجاح هذه التجربة، والهدف ربط الجيل الماضي بالحاضر، وتقوية العلاقات الاجتماعية بين السوريين المغتربين خاصة، وسلّطت الضوء خلال المدة الماضية على أسماء مهمة، منهم: "جمال الشريف"، "فاتح زكي"، "نبيل نانو"

ويتابع "خليل" عن مسيرته الإعلاميّة: «عام 1982، بدأتُ إعداد البرنامج الرياضي الأسبوعي لإذاعة "حلب"، واستمر الإعداد والتقديم 30 عاماً، وهي أطول مدة لبرنامج إذاعي، وعام 1984 ضمّني الزميل "ياسر علي ديب" إلى صحيفة "الاتحاد" مراسلاً عن مدينة "حلب" حتى عام 1995، وتوقفت بسبب وفاة الراحل "عدنان بوظو"، وعام 2000 صدر أول عدد لصحيفة "الرياضية"، واعتمدت مراسلاً لها، وكنت ضمن القسم الرياضي لقناة "المنار".

في برنامج ملاعبنا الخضراء

ولا أنسى أنه في عام 1988 كانت بداية انطلاق البرنامج الإذاعي "ملاعبنا الخضراء"؛ مهمته نقل مباريات الدوري إذاعياً من كافة المحافظات، منذ أول انطلاقته حتى عام 2011 كنت مراسلاً، فتنقلت في جميع ملاعب القطر، وكنت أبذل جهداً كبيراً، خاصة برحلات المدن البعيدة؛ فكنت أتجه فجراً من "حلب" إلى "القامشلي" بعد نهاية المباراة، وأعود إلى "حلب"، ومن الكراج نفسه انطلق إلى "دمشق" لتقديم المادة الإذاعية والتلفزيونية بعد تجهيزها، ومن "دمشق" فوراً أتجه إلى "حلب" بما يقارب 20 ساعة في (البولمان) في يوم واحد فقط، وكانت هناك عدة برامج إذاعية وأخبار يومية رياضية خاصة لي كمراسل عن مدينتي. وفي هذه الحكاية كلها لا أنسى مواصلتي لنقل نشاط رياضي لنادي "الاتحاد" في "الكويت" لسبع ساعات متواصلة مع إذاعة "حلب" عام 2010».

زياراته إلى مدينة "القامشلي" لها خصوصية كبيرة عنده، حيث قال عنها: «كانت سعادتي كبيرة عند التوجه إلى مدينة "القامشلي"، والتعليق على مباريات نادي "الجهاد"، فيها تعرّفت إلى أسماء رياضية عديدة، وجدت بيني وبينها علاقات اجتماعية وزيارات عائلية، وتلك العلاقة قائمة حتى اليوم، فجمهور نادي "الجهاد" ذواق ومحب لكرة القدم، متميزون بتشجيعهم واستقبالهم للضيف، كانوا يتفاءلون بحضوري إلى ملاعبهم، ولم تمنعني الغربة من التواصل معهم. إضافة إلى عملي الإعلامي، انتسبتُ إلى أسرة التحكيم مع بداية السبعينات حتى السن القانوني للتحكيم (45 عاماً)، وشاركت بتحكيم جميع المسابقات والفئات والدرجات، إضافة إلى تحكيم عدد من المباريات على المستوى العربي. أمّا في مجال تدريب كرة القدم، فقمت بتدريب ناشئي نادي "الحرية"، وحصلتُ على لقب الدوري أكثر من مرة على مستوى القطر، بوجود أسماء باتت نجوماً لمنتخباتنا الوطنية، منهم: "رضوان الشيخ حسن"، "محمد الحلو"، "محمد دهمان"، "أحمد سرميني"، "وليد بيطار"، وغيرهم. إضافة إلى مهام أخرى في المجال الرياضي، منها مدير نادي "الحرية" لعدة سنوات، وعضو لجنة فنية لكرة القدم، وحصلت خلال تلك السنوات على عدّة شهادات وجوائز وبطاقات تقدير».

خلال العمل

عن تجربته الرياضية في بلاد الاغتراب، يقول: «باشرت مؤخراً بجهد ذاتي العمل على بثّ برنامج رياضي على شبكات التواصل الاجتماعي، وإجراء لقاءات رياضية مع شخصيات معروفة في الماضي البعيد، قمت باستثمار العلاقة الطيبة لإنجاز وإنجاح هذه التجربة، والهدف ربط الجيل الماضي بالحاضر، وتقوية العلاقات الاجتماعية بين السوريين المغتربين خاصة، وسلّطت الضوء خلال المدة الماضية على أسماء مهمة، منهم: "جمال الشريف"، "فاتح زكي"، "نبيل نانو"».

الكابتن "جورج خزوم" من الخبرات الرياضية في مدينة "القامشلي"، تحدث عن الكابتن "شعبان" بالقول: «تميز في جميع المجالات التي عمل فيها، سواء في التحكيم أو التدريب، وحتى كلاعب، إضافة إلى فرض اسمه بين أفضل الإعلاميين الرياضيين على مستوى القطر. كان مهنياً وصادقاً وجريئاً، يعشقه أبناء محافظتي ومنطقتي، مع أنه انقطع عنا السنوات الماضية، لكن حتى اليوم يتذكره الكبار والصغار بالحب والطيبة، وقبل موعد أي مباراة كانت الجماهير تأمل بأن يكون "شعبان" هو المعلّق. لم تبعده الغربة عنّا، هو حاضر بما يقدمه هناك بكل محبة وشوق وغيرة على رياضة الوطن».

يذكر أن الكابتن "شعبان خليل" من مواليد مدينة "حلب"، عام 1952.