عدّ الهجرة فرصة لإثبات قدرات وإمكانات الشاب السوري في جميع المجالات، فقد تفوّق في مجال البحوث الجيولوجية، وحصد الإعجاب الأوروبي والاهتمام الكبير، وصنّفوه ضمن الأسماء العالمية.

مدوّنة وطن "eSyria" بتاريخ 3 كانون الأول 2018، تواصلت مع السوري "إياد لولو" في مكان إقامته الحاليّة في "السويد"، للحديث عن رحلة الهجرة المميزة، وما سبقها من مراحل الدراسة والتفوّق في مدارس الوطن، حيث قال: «شهدت جميع مراحل الدراسة في محافظة "الحسكة" بتفوّق ومنافسة دائمة على المراكز الأولى على مستوى المحافظة، بما في ذلك الشهادة الثانوية، التي منحتني تفوّقاً كبيراً خاصة في المواد العلمية، حتّى إن المدرّسين وكادر المدرسة نعتوني بـ(عبقرينو). طوال سنوات الدراسة، لم أعرف درساً خصوصياً، ولم أتلقَّ أي معلومة إضافية خارج المدرسة، وذات النهج حصل أثناء دراستي الجامعيّة في مدينة "حلب" كلية العلوم الجيولوجية، حيث حصدت الدعم والتشجيع، فكان ذلك حافزاً لتفوّقي في بلاد الاغتراب، وكان أخي "عماد" السند والداعم الدائم في مسيرتي العلمية والعملية».

استطاع خلال مدة زمنية قصيرة أن يفرض نفسه في مجال علمه الجيولوجي، حتى بات حديث أبناء "السويد"، ومدى تفوقه في البحوث، خاصة أنه انتقل من عامل في أحد المخابز إلى أشهر أماكن الشهرة والعطاء والعمل، لديه ثقة كبيرة كانت كفيلة لينتقل من عامل متدرّب في المركز إلى أحد أهم المنتجين

وعن رحلة الهجرة القسرية، أضاف: «ظروف الحرب على البلد فرضت عليّ أن أتغرّب عن أهلي في حيّ "الناصرة"، فوصلت عام 2015 إلى "السويد"، حيث تعلّمتُ اللغة بمجهود فردي، وتوجهت إلى عمل بعيد جداً عن تخصصي الأكاديمي، حيث عملت كعامل تنظيفات في مخبز في مدينة "ايسكيلستونا"، وفي الوقت نفسه درستُ اللغة في الكنيسة، وبجهود شخصية عملت على الاندماج بالمجتمع الجديد، من خلال تكوين شبكة علاقات ومعارف، ولم أجد شيئاً محرجاً أن أعمل في التنظيفات مع أنني خريج أكاديمي، فدائماً الطريق لن يكون ممهداً بالورود حتى يصل المرء إلى ما يريد، لكنني كنت على يقين بأنني سأحقق ما أريد يوماً ما، حيث استطعتُ أن أظهر إمكانياتي الفائقة وقدرات كبيرة في اختصاصي، فتمّ إرسالي إلى أهم مركز للبحوث الجيولوجية في "السويد"، وخلال مدة قصيرة، أبدى المشرفون على المركز إعجاباً كبيراً بقدراتي، بل أكدوا أنني إضافة مهمة إلى المركز. وبعد 3 أشهر تمّ تعييني في قسم الجيوتكنيك، وفي دراسة جودة العينات المستخدمة في الأعمال الهندسية للطرقات، إضافة إلى أبحاثي الجيولوجية حول المياه تحت السطحية، وهم أيضاً تحدثوا عن دوري الفاعل والكبير في مشروع تركيب أنابيب المياه الجوفية، حيث أخذت عينات الحفر ما بين "السويد" و"النرويج"، علماً إذا رغبت كبرى الشركات ببناء طريق، فأنا أعطي كل المعلومات التقنية والهندسية قبل البدء بإنشائه».

عمل مثمر لممثلنا إياد

ويتابع سرد أمور أخرى تخصّ مسيرته الجيولوجية في "السويد": «تمّ منحي بطولة فيلم عن عمل شركة الحفر بالمركز الذي أعمل فيه، إضافة إلى ذلك، تمّ ترشيحي مؤخراً من قبل المكتب الإعلامي بمركز البحوث للمشاركة في تجمع الشركات العالميّة بـ"اسكتلندا"، وهو تجمع عالمي، ولا يمكن لأي شخص الوصول إليه بسهولة، حتّى إن المسؤولة عن المركز الدكتورة "ليندا فيركسون" قالت: (ليس بإمكان أي شخص أن يكون موجوداً في ذلك المكان). وكان كل ما يهمني الحديث عن تمثيل سوري مشرف في "السويد" والمحافل العالمية، وهو الطموح الذي كنت أعمل من أجله، والقادم سيكون أثمن في مجال تخصصي».

الإعلامي "ملكون ملكون" أحد أبناء الوطن المقيمين في "السويد"، تحدّث عن نجاح "إياد" قائلاً: «استطاع خلال مدة زمنية قصيرة أن يفرض نفسه في مجال علمه الجيولوجي، حتى بات حديث أبناء "السويد"، ومدى تفوقه في البحوث، خاصة أنه انتقل من عامل في أحد المخابز إلى أشهر أماكن الشهرة والعطاء والعمل، لديه ثقة كبيرة كانت كفيلة لينتقل من عامل متدرّب في المركز إلى أحد أهم المنتجين».

يذكر، أن "إياد لولو" من مواليد مدينة "الحسكة"، عام 1985.