أحبّ عالم الفن والموسيقا في مرحلة مبكرة من عمره، واختص في دراستها بمدينتي "حلب" و"برشلونة"، فقدم الكثير من الباقات الفنية والغنائية خلال مسيرته، التي كان أهمها على المسارح الإسبانية.

مدوّنة وطن "eSyria" بتاريخ 19 كانون الثاني 2019، تواصلت مع الفنان "غني ميرزو" في "إسبانيا" للحديث عن مشواره الفني الطويل، وعن البدايات تحدّث قائلاً: «أثناء دراستي الابتدائيّة كان شغفي الموسيقا والغناء بوجه خاص، حيث انطلقتُ باكراً بالعزف والغناء بجلسات صغيرة وعائلية، حتى توجهت إلى الدراسة في معهد الموسيقا بمدينة "حلب" بعد نيل الشهادة الثانوية، ثم كانت الرحلة إلى مدينة "برشلونة" الإسبانية لإكمال دراستي الموسيقية فيها بست سنوات، وكانت السبب في وقوفي على المسارح العالميّة، مواظباً على كسب أي معلومة أو فائدة تغني مسيرتي الفنية، منها الاطلاع وقراءة الكتب المختصة فيها، وخلال مدة قصيرة وجدت دعماً كبيراً، خاصة من الإسبان، الذين أعجبوا بما أقدمه، لتكون لي وقفات غنائية عديدة على المسارح الأوروبية».

يحتوي سجله عدة أمور في غاية الأهمية، أبزرها الوقوف على المسارح العالمية والتفوق فيها، إضافة إلى الجانب الإنساني الواضح في عزفه وغنائه، والأهم أنه برهن تمسكه الجميل بماضيه وأبناء بلده، ودعم أطفال وطنه بجميع الآلات الموسيقيّة. أمّا فيما يتعلق بالأداء الفني، فهو يملك إحساساً مرهفاً، وصوتاً فنياً مميزاً، وما حديث الصحافة الغربية بوجه دائم عن عطائه الفني إلا دليل واضح على تميزه وإنسانيته

ويتابع "غني" الحديث عن مشوراه الفني: «استطعتُ أن أقدم الموسيقا الكردية على تلك المسارح العالميّة، حيث نالت شهرة واسعة من خلالي، وتحديداً بعد ربطها بـ"الفلامنكو"، وهناك مساحة واسعة من ذلك النوع من الموسيقا في مسيرتي الفنية، وهي نوع من أنواع الموسيقا الإسبانية، تمزج بين العزف والرقص، وهذا ساهم بانبهار الجمهور الإسباني بأدائي أكثر. مجمل أعمالي الموسيقية تتجه نحو الأعمال الإنسانية، وأكثرها للأطفال والمرضى واللاجئين من أبناء بلدي، حيث أنجزت لهم عدداً من الحفلات الغنائية في عدد من دول العالم، وتخصيص مبالغ تلك الحفلات لهم، وآخر تلك الحفلات في إقليم "كردستان العراق" بإنجاز عمل فني ضخم بالتعاون مع وزارة الثقافة الألمانية. إضافة إلى ذلك تعاونت مع شركات عالمية موسيقية، في سبيل تخصيص عائدات التعاون بيننا لأهل بلدي اللاجئين، ولأن القضايا الإنسانية تبقى الشغل الشاغل في حياتي وفني، توجهتُ إلى بلدي، ومدينة "عين العرب" عندما أصابها الدمار، فعزفت وغنيت على أحجارها وأنقاض الحرب اللعينة».

يعزف على أنقاض الحجارة

وأضاف: «عزفي دائماً على آلة العود، إضافة إلى عملي في التأليف والتلحين مع التوزيع الآلي، وأعتمد في نهجي الموسيقي على المزج بين الموسيقا الشرقية والغربية، كإدخال جُمل كردية ممتزجة بنغمات الجاز والفلامنكو، تتخللها ألحان شرقية على نحو فني، وتأسيس الفرقة الموسيقية لإقامة احتفالات في أشهر الصالات الإسبانية والعالمية، من خلال ذلك المشوار الطويل حصلتُ على جوائز عالمية مرموقة، أكثرها من عدة مدن إسبانيّة. ولا بدّ من الإشارة إلى أن الحفلات وألبومات الأغاني أغلبها باللغات العربية، والكردية، والإسبانية، حتى تصل رسالتنا إلى أكبر قدر من الجمهور عالمياً، حتّى ينسى أبناء وطني، خاصة الأطفال صوت الرصاص والحرب.

اتجهت مؤخراً إلى مدينة "القامشلي"، وقدمت أكثر من 250 آلة موسيقية منوعة للأطفال الفقراء، ليتعلموا العزف والفن، وينسوا أنين الحرب، وهذه بادرة أولى».

على المسارح العالمية

الفنان "عباس علي" أحد الفنانين من مدينة "القامشلي"، تحدث عن مسيرة "غني" الفنية، بالقول: «يحتوي سجله عدة أمور في غاية الأهمية، أبزرها الوقوف على المسارح العالمية والتفوق فيها، إضافة إلى الجانب الإنساني الواضح في عزفه وغنائه، والأهم أنه برهن تمسكه الجميل بماضيه وأبناء بلده، ودعم أطفال وطنه بجميع الآلات الموسيقيّة. أمّا فيما يتعلق بالأداء الفني، فهو يملك إحساساً مرهفاً، وصوتاً فنياً مميزاً، وما حديث الصحافة الغربية بوجه دائم عن عطائه الفني إلا دليل واضح على تميزه وإنسانيته».

يذكر، أن "غني ميرزو" من مواليد "القامشلي"، عام 1968.