حقق "سمكو مراد" حلمه وأصبح موسيقياً على الرغم من كل العقبات، بل تعدى ذلك؛ حيث أصبح مدرّساً للموسيقا، ويعلّم طلابه العزف على عدة آلات، ويهتم بالتوزيع الموسيقي ليعتمد عليه العديد من المغنّين.

مدونة وطن "eSyria" التقت بتاريخ 1 أيار 2019، الفنان "سمكو مراد" في مدينة "المالكية"، ليتحدث عن علاقته مع الموسيقا قائلاً: «عشقت الموسيقا منذ طفولتي، لكن في بداياتي لم أستطع أن أمتلك آلة موسيقية بسبب أوضاعنا المادية، ونما هذا العشق معي إلى درجة أنني تعلمت العزف على الآلات الإيقاعية بمفردي، وبدأت مشاركة الفنانين في الحفلات الشعبية كعازف إيقاع لمدة ثلاثة أعوام، إلى حين التحاقي بمعهد "سرحد" للموسيقا بمدينة "المالكية" عام 2012، حيث تعلمت أساسيات الموسيقا والعزف على آلة "البزق" على يد الموسيقي "شيروان حسن"، وفي ذات العام دخلت كلية التربية الموسيقية بجامعة "البعث" في مدينة "حمص"، وهناك دخلت عالم الموسيقا من أوسع أبوابه، حيث درست عموميات الموسيقا، وفي السنة الثالثة انتسبت إلى قسم النظريات، وتعلمت مبادئ التأليف والتوزيع».

ألّف أكثر من خمسين أغنية كردية، ووزعها بمرافقة "البيانو" والفرقة، كما يستطيع تلحين أصعب القصائد بقالب مميز متضمناً الانتقال المقامي واستخدام كامل علامات المقام، وهو بارع بتدريس علم الموسيقا وآلات البزق والطمبور والغناء والبيانو والإيقاع

وحول نشاطه خلال الدراسة، قال: «كوّنت مع عدد من الموسيقيين في الكلية فرقة موسيقية، وقدمنا من خلالها العديد من الأمسيات على مسرح الجامعة؛ وفي المركز الثقافي بمدينة "حمص"، كما قمت بتدريس آلة "البزق" في بعض المعاهد الخاصة، إضافة إلى تدريسي لعدد من طلاب الكلية، ولا سيما في مادة الصولفيج، وغيرها».

إحدى مشاركاته بدار الأوبرا

خاض "مراد" تجربة الغناء في المدة الأخيرة، معتمداً على دراسته الأكاديمية، وأدائه السليم، وهنا أردف قائلاً: «دراستي لمواد تدريب الصوت والصولفيج الشرقي والغربي في كلية الموسيقا ساعدتني كثيراً في تحسين صوتي من حيث المساحة الصوتية والطاقة والأداء، وكان عليّ أن أجرب الغناء، وسجلت أغنية من كلماتي وألحاني وتوزيعي باللغة الكردية عنوانها بعد الترجمة: "تعالي حالاً يا روحي"، وذلك في بداية عام 2019، وبعد أن لاقت نجاحاً بين الناس، كتبت بالتعاون مع شقيقي "هشيار" تسع قصائد غنائية، وقمت بوضع ألحانها ضمن توزيع موسيقي لائق، وأنا بصدد تسجيل كل هذه الأغاني ضمن ألبوم واحد».

"شيروان حسن" موسيقي وعازف على آلات البيانو والطمبور والدودوك، قال عنه: «"سمكو مراد" موسيقي ناجح، وخاصة في مجال التلحين والتوزيع، إنه ذلك الشاب الذي ترى الموسيقا في ملامحه وحركاته، وأفتخر لكوني درّسته في بداياته بمعهد "سرحد" للموسيقا. بدا منذ بداياته متميزاً بين كل الطلاب، وحبه للموسيقا كان كبيراً وما زال يملك ذات الشغف، إلى درجة أنه ذهب إلى "حمص" للدراسة في الكلية عام 2012 والحرب على "سورية" بذروتها. منذ بداياته كان يقول لي: إن لم أدرس الموسيقا، سأموت كل يوم ألف مرة. ويردد دائماً إنه يجب أن يحقق حلمه، وأصبح موسيقياً أكاديمياً، وها هو اليوم موسيقي مرموق، وله مساهمات بتأسيس بعض المعاهد الموسيقية في محافظة "الحسكة"».

شيروان حسن

وأضاف: «ألّف أكثر من خمسين أغنية كردية، ووزعها بمرافقة "البيانو" والفرقة، كما يستطيع تلحين أصعب القصائد بقالب مميز متضمناً الانتقال المقامي واستخدام كامل علامات المقام، وهو بارع بتدريس علم الموسيقا وآلات البزق والطمبور والغناء والبيانو والإيقاع».

يشار إلى أن "سمكو مراد" من مواليد عام 1991، "تل خنزير" التابع لمدينة "المالكية"، تخرّج في كلية التربية الموسيقية في جامعة "البعث" عام 2017، وهو اليوم طالب ماجستير، قسم تأهيل وتخصص الموسيقا بجامعة "دمشق". كما شارك كعازف إيقاع مع عدة موسيقيين في دورات مختلفة من مهرجان آلة "البزق" في دار "الأسد" للثقافة والفنون.

أثناء تدريبه لمجموعة موسيقية