لم تعرف من سنوات عمرها إلا الجدّ والعمل ومواصلة دراستها وإعالة أسرتها، ومساعدة المحتاجين ضمن اختصاص مهنتها في أي وقت من الأوقات وبشكل مجاني.

مدوّنةُ وطن "eSyria" بتاريخ 14 آب 2019 التقت "عبير حمود الحسن" في بلدتها "تل حميس" التي تبعد عن مدينة "القامشلي" 40 كم، لتسرد رحلتها في الحياة، الحافلة بالكثير من المراحل الجيدة، رغم سنوات عمرها القصيرة فيها، حيث قالت: «كنتُ عاشقةً للتعليم ومقاعد الدراسة منذ سنواتي الأولى في المرحلة الابتدائية، لذلك دائماً ما كنتُ أحظى بأحد المراكز الأولى الخاصة بالمُتفوقين دراسياً، وأشارك في أغلبية الأنشطة الفنية والأدبية والثقافية التي كانت تنجز على مستوى مدارس بلدتنا، تابعتُ رحلة الدراسة الناجحة في المرحلتين الإعدادية والثانوية وحصلت على مجموع جيد في الثانوية كان كفيلاً بالدخول إلى أغلبية فروع واختصاصات الفرع الأدبي، ولكنني فضلتُ معهد التمريض والقبالة بمدينة "الحسكة"، لأنّه ملزم بالتعيين، ولأنّ أسرتي باتت بحاجتي في هذه الفترة».

معظم نساء منطقتنا يتحدثون عن حبّها لعملها ومساعدة أهل منطقتها، تحبّ الخير كثيراً وتقوم بتقديم المساعدة لكل من يحتاج ذلك، العمل الإنساني أهم من الأموال بالنسبة لها، منبتها طيب وأفعالها خيّرة

وتتابع عن مشوارها بالحياة: «أحد أسباب توجهي لدراسة المعهد استشهاد والدي، فحملت عبء الأسرة، وكنتُ طوال سنوات دراستي مواظبةً على الالتزام بالدوام، وبعد ذلك أتوجه للعمل ضمن اختصاصي الطبي، كي أكسب خبرة إضافية ومورداً مالياً، حرمتُ من النوم لسنيين، وأمضيت وقتي على الطرقات بين "الحسكة"، "القامشلي"، و"تل حميس"، من أجل الدراسة والعمل، وكل تفاصيل الحياة الخاصة بأسرتي أنفذها، وأقوم بها بشكل يومي. تخرجت قبل أيام من المعهد دون أي تأخير، والخبرة التي عملتُ وأعمل بها، أسخرها لخدمة من يحتاجها، وهناك الكثير من الحالات التي لنا القدرة على معالجتها، أقوم بها بشكل مجاني وتطوّعي».

عمل وعلم وإعالة أسرتها

وتضيف "عبير الحسن" عن خدماتها للأهالي بالقول: «خلال عملي مع عدد من الجمعيات الخيرية بمدينة "القامشلي" خلال السنوات الماضية، كانت لي مساهمات كثيرة في خدمة الأهالي بمختلف قرى ومناطق وبلدات المحافظة، وحققتُ خلال تلك الفترة بصمة إنسانية طيبة، وقد أشاد الناس بعملي، وأكثر من ذلك بادرتُ لتعليم عدد من فتيات القرى المبادئ المهمة للإسعافات الأولية، لتكون الفتاة قادرة على مساعدة أهلها وأهل قريتها إذا دعت الحاجة والضرورة، وهناك الكثير منهن من يطرقن بابي في البلدة للحصول على مساعدة في مجال دراستي، ولا أتردد في تقديمها مهما كان الوقت متأخراً».

الدكتور "آرام غازريان" يتحدث عن تجربته بالعمل مع "عبير" فيضيف عن بعض مزاياها بالقول: «أكثر من عامين كانت لنا تجربة مشتركة بالعمل الطبي، تتميز بالحكمة والإنسانية وتحبّ مساعدة الناس، وتتحلى بجهد وطاقة إيجابية كبيرة، نشيطة بشكل واضح لا تعرف الكلل والملل، وأثبتت نفسها بأنها أنثى رائدة بالعطاء ومحبة الآخرين، همّها أن ترى السعادة على وجوه الآخرين، وربما لأنّها حرمت منها وذاقت الكثير من التعب والإرهاق وهي في مقتبل العمر».

"خلود دندح" من سكان بلدة ريف "تل حميس" تحدثت عن "عبير" قائلة: «معظم نساء منطقتنا يتحدثون عن حبّها لعملها ومساعدة أهل منطقتها، تحبّ الخير كثيراً وتقوم بتقديم المساعدة لكل من يحتاج ذلك، العمل الإنساني أهم من الأموال بالنسبة لها، منبتها طيب وأفعالها خيّرة».

يذكر أنّ "عبير الحسن" من مواليد بلدة "تل حميس" 1996.