حصلت على دعمِ وتشجيعِ أخيها لتكونَ في ملاعب كرة القدم، أحبت تلك الملاعبَ وانضمت إليها عاشقةً ومُحبّةً في عمرٍ مبكرٍ، حققت حلمَها وهي تنتسبُ إلى أول فريق أنثوي، محققةً معه مسيرة رائعةً.

مدوّنةُ وطن "eSyria" بتاريخ 4 أيلول 2019 التقت الكابتن "منور محمد مراد" وهي في ملاعب كرة القدم، بمدينتها "القامشلي" متابعة وإدارية بشكل يومي مع فريقها الذي انضمت إليه قبل عدّة سنوات، تحدّثت عن رحلتها مع ملاعب كرة القدم، ومنذ البدايات: «شجّعني أخي منذ الصغر على الاهتمام ومتابعة كرة القدم، حتى تحول ذلك إلى الهواية المفضلة لديّ، كنتُ ألعب بها مع عدد من صديقاتي في قريتي الريفية، حتى وأنا تلميذة وطالبة في المدرسة، كان الشغف كرة القدم ولا بديل عنها، إضافة إلى متابعتي للنادي الذي ينتمي إلى مدينتنا نادي "الجهاد"، ولجميع المباريات العالمية، لم أترك مشاهدة أي مباراة ببطولة كأس العالم منذ عام 1986، ومنذ تعييني بصفة معلّمة على ملاك مديرية تربية "الحسكة" وأنا أعطي اهتماماً مستحقاً لحصة التربية الرياضية، لكلّ الألعاب في المدارس الريفية، طبعاً مع الحرص على إنجاز بطولات ومسابقات رياضية بين الشعب الصفيّة، بات حبّ التلاميذ للرياضة مثل بقية المواد الدراسية، ويستمر الحال بتلك الطريقة حتى تاريخه في المدارس التي أكّلف بها».

كانت خير داعم لبناتنا، تقدم ذلك الجهد الكبير دون مقابل، لا تعرف الملل، تتحلى بالحيوية والنشاط، تتابع جميع التفاصيل المتعلقة بالبنات، تزورهن في منازلهن وتطمئن عليهن، وترافقهن إلى النقاط الطبية إذا دعت الحاجة، وأكثر من ذلك تتحمل تعباً كبيراً بالتنقل والسفر من مدينتنا إلى المحافظات الأخرى، في سبيل تقديم الحافز المعنوي وتشجيع البنات للظهور بأفضل صورة مع منتخباتنا

حققت "منور مراد" إحدى طموحاتها، بالانضمام إلى أول فريق أنثوي على مستوى المنطقة، عن تلك التجربة قالت: «مع نهاية عام 2015 تمّ تأسيس فريق "القامشلي" الأنثوي بكرة القدم، تمت دعوتي من قبل المشرف على الفريق الكابتن "دليل البار" للإشراف على التفاصيل الإدارية، قبلت المهمة دون تردد ودون أي مقابل حتى اللحظة، لأنّها خطوة لتحقيق حلم من أحلامي، منذ ذلك التاريخ، بشكل يومي أقوم بالتنقل من مكان لآخر، لجمع اللاعبات، والذهاب بهن إلى التمارين، أتابع جميع الأمور بحياتهن الرياضية، حتى مساعدتهن في بعض الأمور الأخرى المنزلية مثلاً، بالإضافة إلى التنقل معهن بين البلدات والمناطق وجميع أنحاء المحافظة، وهن يشاركن في بطولات أو مباريات، هناك جهد يومي كبير، لكن متعته أنّني أحقق أهداف وغايات تلك الفتيات الجميلات، سعادتهن هي غايتي، وذلك الاهتمام منحنا إنجازاً رائعاً، عندما تمت دعوة أربعة من فتيات فريقنا إلى المنتخب الوطني».

لا تفارق الملاعب مع فريقها الأنثوي

عن مشوارها خارج المحافظة مع فريقها الأنثوي تقول: «شاركنا بأكثر من بطولة على مستوى القطر، كأول فريق من محافظة "الحسكة" باسم نادي "الجهاد"، رافقت الفريق بجميع تلك المناسبات الكروية، على حساب صحتي ومنزلي وراحتي، متنقلة بين المدينة والعاصمة "دمشق"، لم ولن أبخل بتقديم كل ما يلزم في سبيل وصول البنات اللواتي أشرف عليهن لمراحل متقدمة على مستوى القطر وأبعد من ذلك، ولأنّهن حققن بصمة طيبة في تلك البطولات، تمت دعوة أربع لاعبات من فريقنا للمنتخب الوطني، ولاعبة من نادي "عامودا"، وأنا أرافق اللاعبات الخمس لمعسكرات المنتخب الوطني، سواء في "دمشق" أو "السويداء" خلال الفترات الماضية، أيام كثيرة وطوال فترة المعسكر، التزم معهن وأقدم كل أشكال الدعم، أسهر على راحتهن وسعادتهن، علماً أنني وخلال وجودي في "القامشلي" وبعد عودتي من دوامي المدرسي أتوجه فوراً مع البنات إلى الملعب لإنجاز التمرين اليومي، لكي تبقى البنات في جهوزية تامة للعب مع المنتخب الوطني بأفضل صورة».

الكابتن "دليل البار" مؤسس أول فريق أنثوي، تحدث عن إدارية الفريق "منور" فقال: «كانت خير داعم لبناتنا، تقدم ذلك الجهد الكبير دون مقابل، لا تعرف الملل، تتحلى بالحيوية والنشاط، تتابع جميع التفاصيل المتعلقة بالبنات، تزورهن في منازلهن وتطمئن عليهن، وترافقهن إلى النقاط الطبية إذا دعت الحاجة، وأكثر من ذلك تتحمل تعباً كبيراً بالتنقل والسفر من مدينتنا إلى المحافظات الأخرى، في سبيل تقديم الحافز المعنوي وتشجيع البنات للظهور بأفضل صورة مع منتخباتنا».

"منور مراد" من مواليد قرية "تل زيوان" بريف "القامشلي" عام 1968.