يتنقلُ بينَ المحافظات والبلدات لمساعدةِ الأصدقاء، ومن يحتاجها، يعشقُ لغةَ السلامِ والخير، تعلّمَها من أهله وأصدقائه، وطبّقها في حياته في فترةٍ مبكّرةٍ من عمره.

مدوّنةُ وطن "eSyria" بتاريخ 7 أيلول 2019 زارت "عمّار الأحمد" في منزله بمدينة "القامشلي"، لينقلَ لنا تجربتَه في الحياة، وفي شتّى مجالاتها، كانت بداية حديثه عن مراحل دراسته، التي تميّزت بالجدّ والتفوّق: «تعلمتُ من أسرتي أموراً كثيرة، كانت عندهم من الأولويات في الحياة، أهمها التفوّق الدراسي، وثانيها وبالاهتمام نفسه مساعدة الناس وفعل الخير، والتقيّد بكلّ ما يدعو للحبّ والمحبّة، هذه الرسائل نسمعها يومياً من والديّ، طبعاً تأثرت ونفذت ما طلبه والداي، إضافة إلى تأثري بأصدقاء الخير الذين رافقتهم، وكسبتُ من تلك الخطوات وتقديم تلك الرسائل محبّة الكثيرين التي أجدها وأسمعها يومياً، في مجال دراستي وفي جميع مراحلها كنتُ من بين المتفوقين، وتمّ تتويجي بمسابقة الرواد على مستوى المحافظة في مادة اللغة العربية عندما كنتُ تلميذاً في المرحلة الابتدائية، وفي المرحلة ذاتها كنتُ ضمن فريق منتخب مدارس المحافظة بكرة القدم، مشاركاً بشكل دائم في مختلف الأنشطة الرياضية والأدبية والفنيّة، وخلال دراستي الإعدادية وتقديراً من المشرفين على العملية التربوية، شاركتُ بمعسكر ترفيهي كان خاصاً للمتفوقين دراسياً لمرتين الأولى في مدينة "طرطوس" والثانية في "دير شميل" بمدينة "حماة"».

لا أعرفه عن قُرب، لكنني أسمع عن شخصيته ومواقفه الإنسانية، يساعد أيّ شخص يحتاجه، حتى أنّه قبل أيام ذهب إلى "الحسكة" لمساعدة شخص يعرفه عن بعد، مجتمعنا جميل بأمثال هؤلاء

يتابع "عمّار الأحمد" عن مشواره الدراسي: «نلت الشهادة الثانوية بدرجة عالية، حققتُ من خلالها رغبتي بنيل الشهادة الجامعية من قسم اللغة العربيّة، وحبّي للعلم وعشقي لمساعدة الناس، توجّته بفترة مبكرة من عمري، عندما كنت طالباً لم أتردد بمساعدة أصدقائي وزملائي، في جميع المجالات، وعندما كنتُ طالباً في المرحلة الثانوية، خصصتُ ساعات يومية لتعليم أطفال الحي الذي أسكنه، كان العشرات يتوافدون إلى منزلي لأجل ذلك، وعندما كنتُ طالباً جامعياً، بادرت إلى ذات التوجّه، بتعليم طلاب الثانوية مادة اللغة العربية، كل ذلك حبّاً وتطوّعاً، وخلال دراستي الجامعية كنتُ موظفاً في إحدى الدوائر الرسمية، سخرت جهداً كبيراً لمساعدة من يطرق باب الوظيفة والمنزل، وضمن الأطر الرسمية، وهناك خدمات على مدار الساعة لكلّ من يحتاجنا ويطلبنا، قطعت وأقطع بشكل دائم المسافات في سبيل إنجاز عمل ومهمة لأحد الأصدقاء».

الكابتن مصطفى الأحمد

يضيف عن الجانب الاجتماعي والإنساني الذي يتعامل معه بشكل يومي: «أبادر تطوعاً إلى حلّ الخلافات بين الأطراف المتنازعة، خاصة ممن نعرفهم من الأصدقاء والمُقربين، وأتحمل في سبيل ذلك، كل ما يتطلب مني، هذه المسيرة التي سرتُ عليها، أكسبتني محبّة كل أطياف المنطقة، وهم الذين رشّحوني لأكون عضواً ضمن مجلس إدارة نادي "الجهاد" دون أن أعلم، ولا يمر يوم إلا وتكون لنا بصمة خيّرة في المجتمع الذي ولدت فيه، وأحرص أن يكون مجتمعَ سلامٍ بأهله وأبنائه».

"مصطفى الأحمد" من كوادر التربية ونادي "الجهاد"، يتحدّث عن "عمار": «متفوق اجتماعياً بشكل مميز، يتحدث عنه وعن مزاياه الطيبة كلّ أطياف وأبناء "الجزيرة السورية"، الملفت أنّه يتقن عدداً من لغات المنطقة، شخصية محببة للقلوب، يحبّ الخير ويعمل من أجله، يساعد الناس على مدار الساعة، على حساب راحته وأسرته، وآخر مواقفه الرائعة، تصدّى تطوعاً لدفع مبلغ 500 ألف ليرة سورية، في سبيل نزع خلاف بين طرفين».

مع الكوادر الرياضية

"حسين خلو" من أهالي مدينة "القامشلي" تحدّث عن موقف جميل لـ"عمار الأحمد": «لا أعرفه عن قُرب، لكنني أسمع عن شخصيته ومواقفه الإنسانية، يساعد أيّ شخص يحتاجه، حتى أنّه قبل أيام ذهب إلى "الحسكة" لمساعدة شخص يعرفه عن بعد، مجتمعنا جميل بأمثال هؤلاء».

جدير بالذكر أنّ "عمار الأحمد" مواليد "القامشلي" 1979.