استطاع أن يحظى بشعبية كبيرة لدى محبي الفن، وخاصة عشاق ومتابعي الكوميديا، في منطقته الريفيّة، حيث قدم أول عمل درامي بكاميرا الهاتف الجوال، وقبل ذلك منحها مقاطع كوميدية متميزة.

مدوّنة وطن "eSyria" بتاريخ 1 تشرين الثاني 2019 زارت قرية "الوادي" في ريف "اليعربية" التي تبعد عن مدينة "القامشلي" 90 كم، والتقت "محسن العلي" ليتحدّث عن بدايات تعلقه بالفن، فقال: «منذ الصغر كان توجهي لكل شيء له علاقة بالفن، سواء في المدرسة، أو خارجها، كنت ميالاً إلى القوالب الفنية الكوميدية، وهدفي زرع البسمة على وجوه أصدقائي، وقد كانت لديّ القدرة على ذلك، حيث اكتشف المدرسون والمعلمون الذين أشرفوا على تدريسي تلك الموهبة بداخلي، حتى أنهم كانوا يستثمرونها خلال حصص التربية الفنية والموسيقية، وفي المناسبات التي كنّا نحتفل فيها بالمدرسة.

العمل الدرامي الذي قدمه، يعد إنجازاً مهماً للمنطقة، لم يسبق أن تصدى أحد من قبله للمهمة، خاصة وأن الجهد ذاتي، والأفكار والأداء كلها من عنده، وقد استطاع أن ينجز حلقات مسلسله في أكثر من مكان، بما في ذلك المدن، وكل ذلك عبر كاميرا جوال، لأنه لا يملك أموالاً حتى يستأجر المعدات والمواد التقنية النموذجية، وأكثر من ذلك، فإن ما يكسبه من مال في عمله يصرفه على موهبته وفنه

التجربة المهمة في المدارس بمختلف مراحلها، عززت الثقة بداخلي، فنقلتُ التجربة إلى خارجها، وبدأ الأهل والأصدقاء يطلبون مني إحياء جلساتهم الخاصة والعامة، بقوالب فكاهية وكوميدية، وشاركتُ بها في حفلات عامة، مع بعض المواوايل والأغاني الخاصة بـ "الجزيرة السورية"، والكثيرون شجعوني على ذلك، لأنهم اعتبروا بأن موهبة الفن عندي مميزة، غناء وعتابا وإنجاز اسكتشات كوميدية».

شارة المسلسل

وعن النقلة الأهم في مسيرته الفنية، يضيف: «لم أتوقف يوماً واحداً عن تقديم باقة فنية مهما كان نوعها، حتى لو كانت على صفحات التواصل الاجتماعي، وأغلب الأحيان زمن المقطع لا يستغرق ثوان معدودة، وكل ذلك بناء على رغبة المحبين والمعجبين، وكان الحدث الأبرز في العام الماضي، عندما هطلت الأمطار الغزيرة في شهري شباط وآذار، بشكل متواصل، وبات هم الأهالي رؤية الشمس ولو للحظات، فأنجزت مقطعاً كوميدياً وأنا أركض بسرعة، والأهالي يسألون عن الحدث، فأخبرتهم بأن الشّمس أشرقت في منطقة "الرميلان" التي تبعد عن قريتي 25 كم، وذاهب لأشاهدها، فقام الأهالي بتناقل المقطع على صفحات التواصل والسوشيل ميديا بشكل كبير وعلى نطاق واسع، حينها ازدادت الطلبات من الأهالي والمحبين للاستمرار بهذه الومضات التي تبعث السرور والسّعادة في النفوس، وهو ما كان، ثم جاء الأهم بإنجاز عمل درامي».

مسلسل "يا ديرتي" أول عمل لـ"محسن"، حيث قال عنه: «هو أول عمل درامي كوميدي في المنطقة، خاصة الريف، بأدوات بسيطة جداً، من إعدادي وإخراجي وتمثيلي، ومساهمة بعض الشباب في التمثيل دون مقابل. مسلسل "يا ديرتي" من ثمان حلقات، وقد عرض عبر اليوتيوب، وخلال مدة قصيرة من عرضه وصل عدد مشتركي القناة لأكثر من 33 ألف مشترك، في حين وصل عدد مشاهدات الحلقة الواحدة من المسلسل إلى قرابة 70 ألف مشاهدة على يوتيوب، إضافة لعشرات آلاف المشاهدات على المنصات الأخرى، وفي كل حلقة كنت استعرض قصة من قصص الريف الجميلة، سواء الكرم أو التعاون والإخاء والمحبة، والمواقف المتميزة التي حلت في الريف؛ حتى في سنوات الحرب على البلد، وكان تقبل الأهالي للعمل كبيراً جداً، وشجعني للاستمرار في تقديم هذه العروض والأعمال الفنية».

احدى حلقات مسلسل يا ديرتي

"غالب العباس" من أهالي مدينة "القامشلي" بيّن رأيه عن عمل الفنان "محسن" فقال: «العمل الدرامي الذي قدمه، يعد إنجازاً مهماً للمنطقة، لم يسبق أن تصدى أحد من قبله للمهمة، خاصة وأن الجهد ذاتي، والأفكار والأداء كلها من عنده، وقد استطاع أن ينجز حلقات مسلسله في أكثر من مكان، بما في ذلك المدن، وكل ذلك عبر كاميرا جوال، لأنه لا يملك أموالاً حتى يستأجر المعدات والمواد التقنية النموذجية، وأكثر من ذلك، فإن ما يكسبه من مال في عمله يصرفه على موهبته وفنه».

يذكر أن "محسن العلي" من مواليد "الحسكة" قرية "الوادي" 1984.