تابعت رحلة تفوقها الدراسي من مدينتها "القامشلي" في الجامعات الفرنسية، أدهشت كوادرها ونالت مراكز متقدمة في دراستها الجامعيّة، وتوّجت رحلتها بالدخول لأحد أشهر البنوك العالميّة.

مدوّنةُ وطن "eSyria" بتاريخ 24 حزيران 2020 تواصلت مع "ماري كميل سهدو" المقيمة في "فرنسا"، للحديث عن تفوقها الدراسي في بلدها وخارج الحدود، فقالت عن ذلك: «أثناء دراستي في مدارس بلدي، كنتُ من المتفوقات سواء في المرحلة الإعدادية التي درستها في مدارس مدينة "دمشق"، أو في الثانوية التي كانت في مدينة "القامشلي"، ونلتُ علامة أكثر من جيدة في الشهادة الثانوية بالفرع العلمي، تابعتُ مسيرتي الدراسية المميزة في جامعات "فرنسا"، المعاناة الأولى كانت بصعوبة تغلم اللغة الفرنسية، مع ذلك أتقنتها بجدارة وذاتياً، ولم يكن يتوقع الكادر التدريسي ذلك، في أول عام دراسي منحوني شهادة التميّز الدراسي، وسألوني عن سبب تفوقي وتميزي، فكان الرد بأن الأساس السليم والاهتمام الكبير بالتعليم في بلدي هو السبب في ذلك».

عندما كانت "ماري" في مدارسنا، كانت تتميز بالنباهة والذكاء، حريصة جداً على دراستها وتفوقها، هي واحدة من أسرة متفوقة بالكامل، ما زاد من اعتزازنا بها تخطيها كلّ الصعوبات في الدولة التي تقيم بها وحديث الصحافة الفرنسية عنها وعن أشقائها، نالت مرتبة لم يحققها أيّ سوري من قبل، سعادتنا بها كبيرة، وحرصها على تمثيل بلدها بهذه الصورة الجميلة يدعو للافتخار، لها والد رائع هو من صنع هذا النموذج الرائع

وتتابع: «حصلتُ على علامات عالية جداً في مواد المحاسبة والتحاليل والإدارة بجميع السنوات الدراسيّة، في كل سنة هناك 30 مادة دراسية، مع لغة جديدة وهي الإسبانية، كنتُ متميزة في كل السنوات وفي اللغة الجديدة أيضاً، بعدها حان موعد تقديم مشروع التخرج، عملت كل جهدي حتى أثبت العكس لتوقعات الكادر بأنني لست جديرة بالتفوق، لاعتقادهم أن اللغة الفرنسية من أصعب اللغات ستكون عائقاً أمام مشروعي، عندما سلمت المشروع عبر الإيميل، عبرت المسؤولة بالرد عن تأثرها وإعجابها على الإيميل أيضاً، ويوم تقديم مشروع التخرج، أشارت اللجنة إلى دهشتها لصبية تتفوق بهذه الدرجة، وهي قادمة من بلد يعيش سنوات من الحرب، وقالوا هذا التميز يوحي بأن صاحبة المشروع من "فرنسا"، انتابتني مشاعر الفخر ونزلت دموعي، بادلوني ذات المشاعر، ورئيس اللجنة مسح دموعه بيديه، وطلب مني الاعتزاز بهذا العمل».

ماري تعتز بهويتها في الجامعات الفرنسية

عن عملها الجديد تضيف: «نتيجة ذلك التفوق الدراسي، تم اعتمادي في أول بنك فرنسي يعد ثامن أشهر بنك على مستوى العالم، وسعيدة لأنني السورية الوحيدة فيه، علماً أنّه لا يتم التعيين فيه إلا بعد اختبارات تتعلق بالذكاء واللغة والتخصص، كانت هناك أسماء كثيرة منها فرنسية ترغب بالوصول إلى البنك، بعد 24 ساعة، تم قبولي الأمر الذي نادراً ما يحصل، ومدير بنك "Bnpparibas" نفسه عبر عن إعجابه بأدائي، خاصة عندما علم بأنني من "سورية"، أهمية هذا البنك أن موظفيه من كلّ دول العالم، هذا يعني أنني ومن خلال هويتي أثبت للعالم أجمع في هذا المكان، أن السوريين مبدعون في كل مجالات الحياة، الدعم الذي حظيت به من والديّ وزوجي، وتشجيعي لرفع اسم بلدي كانت نتائجه هي ما أحققه اليوم».

التربوي "عز الدين الخلف" من الكوادر التربوية في مدينة "القامشلي" تحدّث عن إحدى الطالبات المتميزات داخل وخارج الوطن فقال: «عندما كانت "ماري" في مدارسنا، كانت تتميز بالنباهة والذكاء، حريصة جداً على دراستها وتفوقها، هي واحدة من أسرة متفوقة بالكامل، ما زاد من اعتزازنا بها تخطيها كلّ الصعوبات في الدولة التي تقيم بها وحديث الصحافة الفرنسية عنها وعن أشقائها، نالت مرتبة لم يحققها أيّ سوري من قبل، سعادتنا بها كبيرة، وحرصها على تمثيل بلدها بهذه الصورة الجميلة يدعو للافتخار، لها والد رائع هو من صنع هذا النموذج الرائع».

جدير بالذكر أنّ "ماري سهدو" من مواليد "القامشلي" 1994.