تتميز بعض القرى في ريف "القامشلي" دون غيرها، بنجاح زراعة "البطيخ التنوري"، المعروف بنكهته اللذيذة، حيث يبقى على موائد أبناء الجزيرة السوريّة طوال فترة قطافها، وهو يوزع مجاناً لمن يطلب، وبأسعار رمزية في أسواق البيع.

أمّا "ماجد زبير" يفضّل أن يتناول البطيخ، في مكان آخر غير منزله، حيث قال عن ذلك المكان: «النكهة الحقيقة أن تجلس في الحقل، وتتناوله، حيث نحمل أداة حادة لتقطيعه، وتزداد النكهة عندما نكون مجموعة من الأشخاص، نذهب إلى الحقل الذي يستقبلك أهله بحفاوة كبيرة، وفرحتهم لا تُوصف عندما يشاهدون إنتاجهم يؤكل من قبل أشخاص أتوا من مناطق أخرى، خاصة من مدينة "القامشلي"، وهذا ما وجدناه في قرية "ملوك سراي" المشهورة بزراعة "البطيخ التنوري"».

النكهة الحقيقة أن تجلس في الحقل، وتتناوله، حيث نحمل أداة حادة لتقطيعه، وتزداد النكهة عندما نكون مجموعة من الأشخاص، نذهب إلى الحقل الذي يستقبلك أهله بحفاوة كبيرة، وفرحتهم لا تُوصف عندما يشاهدون إنتاجهم يؤكل من قبل أشخاص أتوا من مناطق أخرى، خاصة من مدينة "القامشلي"، وهذا ما وجدناه في قرية "ملوك سراي" المشهورة بزراعة "البطيخ التنوري"

"عمّار عبد الله الخلف" يخصص أرضه لزراعة "البطيخ التنوري"، قال عن تفاصيل زراعته: «أهم ميّزة له أن طعمه لذيذ جداً، ولا يحتاج للسقاية والري، يكفي إنتاجه بأمطار فصل الشتاء فقط، وتختص قريتنا "ملوك سراي" التي تبعد عن مدينة "القامشلي" 22 كم، وبعض القرى القريبة القليلة الأخرى بزراعة هذا النوع من البطيخ، لأنّ تربتها تحافظ على رطوبتها دائماً. أمّا مراحل زراعته فتبدأ من فترة الصيف بفلاحة عميقة جداً، لكي تضربها الشمس، وفي موسم الربيع، بداية شهر آذار، تكون فلاحة متوسطة، وأفضل موسم لنجاح البطيخ ، فترة تساقط الثلوج على المنطقة، وفي 20 أذار تكون مرحلة البذار عبر جرار زراعي يقوم بالحراثة، وأنا خلفه أسير ببطء لرش البذار، فالبذار من البطيخ نفسه، نخرج البذر من البطيخ ونرشه بالأرض».

أطفال يشاركون بالقطف

ويضيف: «بعد 25 يوماً من رش البذار، نتجه إلى فلاحة أخرى وأخيرة، ومع بداية الشهر السابع تبدأ مرحلة قطفه، ونباشر توزيعه وتسويقه إلى أسواق مدينة "القامشلي"، ويكون الطلب عليه كبيراً للذته، حيث تستمر مرحلة الإنتاج لأكثر من شهرين، وهذه الأيام هي نهاية قطفه، فتتجه النسوة إلى الحقل، وتباشرن بفتح البطيخ وأخذ بزره حتى يكون بذاراً للموسم القادم، وبعد أن تجف نبتة البطيخ تصبح مادة علفية لكل أنواع الحيوانات.

مزارعو البطيخ يخصصون كميات يومية للجيران وأهل القرية ومن لا يملك ثمن شرائه، وتخصص لهم سيارة خاصة لذلك، وسيارة أخرى تنقله للبيع في الأسواق، وطالما هو بطيخ بعلي، يعني أن تكاليف إنتاجه بسيطة، حتّى أننا نسمح لكل من يمر بجانب الحقل أن يتناوله ويأخذ الكمية التي يريدها دون العودة إلينا، فالحقل بعيد عن القرية وليس له حراس أو مراقبة، ويعرف عند مزارعي البطيخ هذه السمّة».

بطيخ ملوك سراي
تسويقه في القامشلي