وضع المهندس "عبد المسيح ملكو" أحد أبرز مهندسي مدينة "القامشلي"، جلّ تفكيره واهتمامه في تطوير مدينته، سواء عندما تقلّد مناصب إدارية في المؤسسات الرسميّة، أو خلال عمله الهندسي بمكتبه الخاص، وله مع الرياضيات قصة فقد كان حبه لها سبباً في تخليه عن الكليات الطبية التي كانت علاماته في الثانوية تؤهله لدخولها، لكنه فضّل الهندسة بسبب كثافة الرياضيات فيها.

يجد المهندس "ملكو" أنّ القيم في العمل، وذلك النهج اتّجاه مدينته وأهله واجب مهني وأخلاقي، وقال لموقع مدوّنة وطن "eSyria" أنه خلال دراسته الابتدائية والإعدادية والثانوية في مدارس مدينة "القامشلي"، كان تركيزه الوحيد على دراسته، وأن عشقه لمادة الرياضيات كان كبيراً، حتى باتت هوايته وأنيسته، لا تفارقه الورقة والقلم منذ ذلك الوقت حتى تاريخه، فهو يمضي وقته بالرسم الهندسي متى سنحت الفرصة، وكان على الدوام من المتفوقين، وضمن الشعبة الوحيدة للمتفوقين في ثانوية "العروبة" بمدينة "القامشلي" في السبعينيات، وحصل حينها على بطاقة ثناء من مدير المدرسة نتيجة تفوقه في مادة الرياضيات بدرجة امتياز.

عام 1976 أكمل دراسته في كلية الهندسة المدنية، موضحاً أنه كان قادراً على اختيار ما يشاء بما في ذلك الطب، لكنه أراد الهندسة ليتابع شغف الرياضيات، فمنحه المدرسون في الكلية مرتبة عليا بوصفه أقوى طالب في الرسم الهندسي (علمياً ونظرياً)، وينهي دراسته الجامعية بدرجة متميزة، متجهاً إلى ميدان العمل في مدينته.

يبحث عن مزايا جميلة لمدينته

خلال تعيينه الوظيفي بشركة الرصافة للبناء والتعمير، أنجز عدداً من المشاريع المهمّة، منها: الثانوية الصناعية، وجسر "سيفان"، كما أشرف على تأسيس أضخم مؤسسة حكومية، وهي المشفى الوطني، والمسلخ، وأبنية المعلمين الجنوبية، مع مباشرته العمل بالوظيفة كان شعاره خلال هذه المشاريع وغيرها حسب تأكيده، الالتزام والاحترام المتبادل، وتنفيذ كل البنود والشروط التي يتم وضعها، وبناء على ذلك تم تعيينه مديراً لشركة الرصافة "بالقامشلي والرميلان" بعد دمجهما عام 1988، فأنجز عدّة مشاريع ومؤسسات ذات قيمة وأهمية للمنطقة، وبقي كذلك حتى عام 1992 حين توجه للعمل الخاص.

ويعد المهندس "ملكو" أول من وضع طريقة الأقواس للأبنية في المدينة، بهدف إعطاء جمالية مضاعفة، ومنح إطلالة شاملة للساكنين، وعام 2012 تقلد رئاسة مجلس المدينة عن طريق الانتخابات، فقام بعدّة أمور منها تبديل أغطية الفونت المكلفة مادياً بأغطية البيتون المثقوبة بأسعار زهيدة جداً، ومنح النافذة الواحدة اهتماماً كبيراً من خلال تفعيلها.

من أعماله

كثير من أبناء مدينة "القامشلي" أكّدوا بأنه أحد أفضل من تسلم رئاسة مجلس المدينة، ومنهم "فؤاد القس" الذي أكد أن المهندس "ملكو" مكسب كبير للمدينة، فقد عمل في ظروف معقدة وصعبة خلال رئاسة المجلس، ومع ذلك كان إنساناً مسؤولاً في قمة التواضع والرقي، أحبه العامل من الفئة الخامسة قبل موظف الفئة الأولى، يصل إلى العمل قبل الجميع، ويغادر بعدهم، يأكل معهم وبتواضع يرافقهم في العمل مهما كان نوعه، في الجوانب الاجتماعية والإنسانية لديه مواقف كثيرة، لذلك أحبه واحترمه أبناء المدينة بمختلف أطيافها.

يذكر أنّ المهندس "عبد المسيح ملكو" من مواليد "القامشلي" عام 1958.

المشفى الوطني بالقامشلي

أجري اللقاء بتاريخ 8 كانون الأول 2020.