كانت تدمر عبر العصور طريقاً تجارياً مميزاً، فهي شريان حيوي يغذي منطقة حمص بأكملها إضافة إلى أنها عقدة مواصلات هامة تربط المحافظات السورية ببعضها. ونتيجة هذا الموقع الحيوي، أدرجت الجهات المعنية في حمص طريق تدمر في رأس مخططاتها الإصلاحية الطرقية وخصوصاً مطلع عام 2008.

مشروع هام يعد بتأمين طريق خدمي ضمن واحة تدمر يربطها من الشمال إلى الجنوب ويسهم في إيجاد مسار مناسب لمرور آليات مكافحة الحرائق وآليات المزارعين لنقل محاصيلهم السنوية. المهندس وليد أسعد مدير آثار تدمر أكد لموقع ehoms على أهمية هذا المشروع قائلاً:"محافظة حمص وبناء على اقتراح وزارة الإدارة المحلية وقرار من رئاسة مجلس الوزراء استملكت بصفة مستعجلة أجزاء من نحو /50/ عقاراً واقعة ضمن واحة بساتين تدمر والمنطقة الأثرية اللازمة لتنفيذ مشروع توسيع طريق الحوارة من ثلاثة أمتار إلى خمسة أمتار بطول نحو /5.1/كم .هذا الاستملاك يدخل ضمن خطة تأهيل طرق تدمر حيث سيتم وضع مسار زيارة جديد للسياح الراغبين بالتنقل ضمن الواحة بدءا من معبد بل الشهير إلى المدافن الجنوبية الشرقية مشيراً إلى أن الطريق الجديد الذي ستعمل الجهات المعنية على إنشائه يساعد أيضا في تأمين مسار لخدمة بعض الآليات الصغيرة عبر الطريق الزراعي الواقع جنوبي الواحة والممتد بين منطقة القصور والمدخل الشرقي للمدينة السكنية.‏

هذا بالنسبة للطرق الداخلية، أي طرق ضمن تدمر نفسها، لكن الطريق الدولي حمص- تدمر كان له نصيب من الاهتمام المحلي الدولي فالدراسة التطويرية لتدمر والتركيز على البنية التحتية والخدمات السياحية كانت محور اجتماع عقد في تدمر منذ أسبوع ضم مجموعة /ايرغا/ اللبنانية ممثلة شركة الديار القطرية وذلك لدراسة وتطوير مدينة تدمر عمرانياً بالتنسيق مع شركة MAM لتطوير الإدارة والبلدية من الاتحاد الأوروبي وشركة /تيركون الألمانية/ والجهات المعنية في محافظة حمص ومدينة تدمر".

كما أكد المهندس إيلي جبرائيل رئيس مجموعة /ايرغا/ " أن الهدف من هذا الاجتماع هو البدء بالدراسة التطويرية للمخطط الحجمي الجديد لمدينة تدمر وكل ما يتعلق بهذا المخطط من ناحية الطرق والمياه والكهرباء والهاتف والمطار المدني بالإضافة إلى الخدمات السياحية والأخذ بعين الاعتبار النظرة المستقبلية لتطوير المدينة للأجيال القادمة مشيراً إلى أن الاجتماع كان مع ممثلي جميع الإدارات المحلية التي أعطت معلومات موثقة تحتوي إجابات على أسئلة مطلوبة لإنجاز الدراسة، ولفت إلى أنه تم تشكيل عدة لجان، الأولى اهتمت بالبنى التحتية للمدينة والثانية بالآثار التي يتم التنسيق معها فقط دون دخولها بالدراسة والثالثة اجتماعية تربوية صحية ثقافية تتعلق بالتطور السكاني والنمو الاجتماعي حيث تهدف هذه اللجان إلى تزويد الجهة الدارسة بكامل المعطيات المتواجدة مع مخططاتها ليتم بعد فترة عشرة أيام عرض النتائج وإنجاز تقرير مبدئي بالاتفاق مع مندوب محافظة حمص وشركات MAM وتيركون لرسم الخطة التي سيتم اتباعها لغاية نهاية المشروع في منتصف العام الحالي".