بلدة جميلة بواديها المزدان بالخضرة والأشجار، وبجبالها التي تشكل خزانات مياهها خير مورد لينابيع مهين وآبارها وأراضيها الزراعية .

إداريا ًمهين بلدة تتبع إلى محافظه حمص تبعد 85 كم عنها وعدد سكانها يصل إلى 17000نسمة. جغرافياً يحدها من الشرق القريتين ومن الغرب صدد ومن الشمال حوارين ومن الجنوب سلسلة جبال تمتد حتى جبال القلمون.

وتعتبر مهين قرية تاريخية قديمة، تسميتها سريانية تعني المطبوخ أو الناضج، في أعلاها بناء أثري كبير مبني على الصخر يدعونه سجن حوارين تدل هندسته على أنه لم يكن سجنا بل معبدا وثنيا، اتخذ كنيسة في عهد البيزنطيين ولا يزال فيه عدد من الأعمدة والأفاريز المنقوشة وحجارته ضخمة عادية وطول جداره 12م وعرضه 10 م وقد أحيط به بناء لتحصينه ذو أبراج مربعة لكنه أحدث من المعبد صنعا. وعلى بعد 3 كم من حوارين يقع حصن مهين وهو عبارة عن مسجد له مئذنة مربعة قاعدتها أثرية وقد كانت على ما يبدو برجا فأطلق عليها الحصن.

ساحة مهين ويظهر جامعها مؤذناً صلاة المغرب

مساكن مهين القديمة متداخلة فيما بينها حيث كانت تتجمع قرب ينبوع الماء الذي كان يروي بساتينها. أما اليوم تجد البيوت الحديثة حيث التوسع الكبير يأخذ كافة الاتجاهات بخاصة في الجهة الغربية والشرقية، هناك تظهر جلياً آثار أبناءها المغتربين والذي يقطن معظمهم في دول الخليج العربي حيث شيدوا مساكن حديثة ولكل بيت بئره الخاص الذي ترفع منه المياه بقوة الرياح (دواليب هوائية) ليروي بستانه المحيط به.

في الجهة الغربية من مهين بدأ يظهر للبلدة سوق رئيسي ومراكز خدمات. أما في الجهة الشرقية من البلدة فقد برزت محطة مهين الحديدية الحديثة التي تشكل همزة الوصل ما بين حمص ومناجم الفوسفات ودمشق مما سيساعد على ازدهارها.

مهين بيضاء في شتاء مثلج

أهل مهين مسلمون، فهي قرية مسلمة اعتباراً من تاريخها الحديث يعمل قسم من السكان في الزراعة حيث يزرعون أشجار الزيتون والمشمش والكرمة وغيرها من الأشجار وبعض الخضروات، وقسم من الأهالي يعملون في وظائف حكومية. يمكن اعتبار مهين منطقة سياحية نوعاً ما، إن لم يكن لطبيعتها الجميلة وطيبة سكانها المضيافين، فربما لقربها من حوارين الشهيرة بكنيستها وقصرها الأثريين ومن موقع حمام أبو رباح (إلى الجنوب منها) وقرية القصر (الغنثر)، بالإضافة إلى أن مناخها معتدل صيفاً إذ يزيد ارتفاعها عن 900 م فوق سطح البحر، ومياهها وفيرة وعذبة.