لا مكان محدد للحب في كل الدنيا، ومن غير المعقول أن يقتصر الحب على شارع محدد بل له شوارع الحياة كلها. ولكن يبقى لشارع العشاق بمحافظة "حمص" ميزاته وجماله الذي خف بريقه عن الأعوام الماضية التي كانت تشع فيها نجوم الحب والمحبين.

فشارع العشاق في المدينة الممتد من أوتستراد "شارع الحضارة" إلى "كنيسة القيامة" بطول يزيد عن /1/كم وهو قصة للحب والعشق، وهذا الشارع الذي كان ملاذاً لكل عاشق من داخل المنطقة وحتى لبقية أحياء "حمص" لما يتميز به من هدوء واتساع، ولأنه كان أول شارع عبّد في تلك المنطقة.

إنه أول شارع في المنطقة يتم تعبيده إضافة لتواجد عدد كبيرمن المحلات ومن جميع الاختصاصات جعله مكاناً للمشي والذي أصبح مستقبلا مكاناً للعشاق، بل أحيانا في الماضي لا تجد السيارة مكان لها من كثرة المارين بهذا الشارع الذي ما زال يستقبل العشاق ومن كافة مناطق "حمص"، على الرغم من انتقال البعض لـ"شارع الحضارة"

قصص شتوية في شارع العشاق

الحركة بهذا الشارع سواء سابقا أو حاليا ولو بشكل قليل لا تتوقف لا صيفا ولا شتاء، فترى الشباب والشابات العاشقين يتجولون في الشارع على موسيقا المحلات المجاورة له ولساعات طويلة، كما أن الشتاء في هذا الشارع كان يزدحم أحيانا أكثر من أيام الصيف لأن المطر يزيد من مشاعر الحب، إذا هو قصة حب حقيقة بين الحمصيين العاشقين وبين الشارع الذي أصبح نقطة علام للمحافظة.

السيد يامن غدير

لا معلومات كثيرة عن تاريخ الشارع، فالباحث والمؤرخ التاريخي "فيصل شيخاني" أشار لموقع eHoms حين التقاه في 28/8/2008 بأن الطلاب والطالبات في الماضي سواء من المدراس أو الجامعات لاحقا كانوا يمرون بهذا الشارع ببراءة المحبين حتى أن بعض العشاق الحقيقيين أصبحوا بعد تدوال اسمه يمرون من هذا الطريق المتميز بهوائه النقي، موضحاً بأن الروايات لتسمية الشارع كثيرة ومنها ما قيل ولو بشكل غير مؤكد عن قصة عاشقين ارتبط اسمهما بهذا الشارع لما واجها من عذاب في عشقهما.

وللساكنين والعاشقين رأي

"يامن غدير" هو أحد الساكنين في هذا الشارع حيث قال: «إنه أول شارع في المنطقة يتم تعبيده إضافة لتواجد عدد كبيرمن المحلات ومن جميع الاختصاصات جعله مكاناً للمشي والذي أصبح مستقبلا مكاناً للعشاق، بل أحيانا في الماضي لا تجد السيارة مكان لها من كثرة المارين بهذا الشارع الذي ما زال يستقبل العشاق ومن كافة مناطق "حمص"، على الرغم من انتقال البعض لـ"شارع الحضارة"».

إغلاق الشارع وجعله للمشاة فقط لا يلقى رضا كاملا

بينما رفض السيد أبو مأمون "محمد هلاني" الذي عايش بدايات الشارع منذ أن كان ترابيا في بدايات السبعينيات رفض كل ما يقال عن اقتراحات لإغلاق الشارع ومنع السيارات الدخول فيه وإبقائه للمارة مع تركيب إنارة وبحرات فيه، وأضاف "أبو مأمون" بأن الشارع رسميا يطلق عليه اسم "أبو جعفر الطوسي" بينما شعبيا أصبح "شارع العشاق" الذي اكتملت خدماته في بداية التسعينيات حيث زادت حركة المحلات التجارية.

تعلق أزلي لا يشعر به سوى العشاق

في كل مرة أردنا التحدث بها لعاشقين يتجولان في الشارع كان أحدهما يجيب بأننا تعودنا المشي به منذ سنوات فالسيد "صهيب كيالي" أكد لنا أنه تعرف على خطيبته هنا في هذا الشارع حيث كان ينتظرها على مقعد أشار إليه ويترك لها أحيانا رسائل صغيرة، وتعلقا به وصارا يأتيان خصيصا للمشي به حتى ولو لم يكن لديهما "طريق من هنا" على حد تعبيره.

سحر هذا الشارع لا يكمن بشيء مختلف بالعمران أو الموقع بل ربما عادات الناس وميولها هو ما يعطي لأي مكان في العالم السحر والقيمة الحقيقة ولو كان لكمشة تراب في الصحراء.